Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يحرك الشارع الجزائري... وما علاقة الاستخبارات السابقة؟

انطلقت الدعوة من وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بالتأكيد توجد جهات حركت الشعب

تزداد التجاذبات داخل أوساط السلطة في الجزائر ويحاول الممسكون بالحكم تحويل الاحتقان السائد لصالحهم (اندبندنت عربية)

يهدد المتظاهرون في الجزائر بتغيير أسلوبهم الاحتجاجي مع السلطة، مع بداية الجمعة السادسة، بعد تجاهل مطالبهم وتمسك كل أطراف النظام بمواقعهم، ضاربين عرض الحائط خروج ملايين الجزائريين من كل المستويات إلى الشارع، للمطالبة بالتغيير ورحيل النظام، على الرغم من محاولات التهدئة، بداية من التراجع عن الولاية الخامسة وصولاً إلى محاورة شباب الحراك الشعبي. فمن يحرك الشارع؟

تزداد التجاذبات داخل أوساط السلطة في الجزائر، ويحاول الممسكون بالحكم تحويل الاحتقان السائد في البلاد إلى صالحهم عبر إبعاد المجتمع المدني. إذ لجأت بعض الجهات المستفيدة من النظام إلى اتهام أخرى بأنها وراء ما يحدث في الشارع من حراك شعبي. ويذهب بعضهم إلى اتهام رئيس الاستخبارات السابق محمد مدين بأنه من يحرك بيد خفية الاحتجاجات الحالية للثأر من تهميشه. غير أن التزام النظام الصمت أمام المطالب المرفوعة، استفزّ المتظاهرين الذين اعتبروا أنها حيلة لكسب الوقت لاختيار مرشح يخلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

السلطة تلتزم الصمت... قلق في الشارع وتخوّف من الانزلاق

أوضحت الطالبة الجامعية أسماء، التي تشارك باستمرار في مسيرات الجمعة، أن "الشعب لا يكتفي في هذه المرحلة بخروج بوتفليقة من المشهد العام، إنما يجب أن يتبعه رحيل الوجوه المرتبطة بالفساد والمحسوبية والتي تتحمل مسؤولية ما آلت إليه البلاد". إذ بات من الضروري الإنصات إلى صوت الشعب، ولا مجال للالتفاف على مطالبه المشروعة، وقالت "يجب إفساح المجال للشباب وأصحاب الكفاءات للإسهام في بناء جمهورية جديدة قوامها الديمقراطية والعدالة والحرية".

وعبّر أستاذ العلوم السياسية أنس ولد قدور عن قلقه إزاء الصمت الذي تلتزمه السلطة في التعامل مع الحراك الشعبي والانسداد السياسي الحاصل، ما يزيد من حدة التوتر. وتابع أنه "من غير المعقول أن يسير الناس آلاف الكيلومترات ويكتبون بحاراً من الحبر، ولا يحرك هؤلاء ساكناً، خصوصاً أن مطالب الشعب واضحة"، متسائلاً "كيف لم يتقدم أحد بمبادرة أو اقتراح، فالوضع يستدعي التدخل قبل تأزّم الأمور وانزلاق الوضع"، معتبراً أن "الشارع يزداد غضبه، وقد يُستغل من أطراف تدفع به نحو المجهول".

الأمر الذي يفتح باب الشكوك في وقوف جهات وراء احتجاجات الجزائر، هو رد فعل الأجهزة الأمنية التي سمحت بالتظاهر في العاصمة، بعدما كانت "المصالح ذاتها" تمنع أي تجمهر أو اعتصام طيلة سنوات مضت، بالإضافة إلى عدم استعمال القمع مع المحتجين، إلا أحياناً قليلة بسبب محاولات جماعات صغيرة الوصول إلى القصر الرئاسي. فمن هي الجهة التي استطاعت أن تخرج ملايين الجزائريين في وقت واحد؟

يقول ولد قدور "من المتفق عليه أن الدعوة انطلقت من وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بالتأكيد هناك جهات استغلت تلك الوسائل لإحداث هذا الحراك".

الوعي يقود الاحتجاجات

يرجع المحلل السياسي عبد العالي رزاقي، من جانبه، نجاح الحراك الشعبي إلى وعي الشباب بضرورة إجهاض محاولات استرجاع الاحتجاجات من طرف بعض الجهات، مشيراً إلى طرد شخصيات سياسية من المسيرات، كما أن التفاف الشعب حول نفسه، ورفضه أيّ حزب سياسي، أسهما في استمرار الحراك سلمياً.

في ظل استمرار الغموض والضبابية من طرف السلطة، يزداد الضغط على المتظاهرين من الشباب الذين لا يملكون الصبر والحنكة، ما يجعلهم يتعاملون مع الوضع المفروض من السلطة في شكل هادئ، خصوصاً أن المطالب رفعت منذ شهر ولم تلقَ آذاناً صاغية، ما يجعل الأيام المقبلة صعبة على الشارع والسلطة على حد سواء، إذا استمر "التجاهل" أو أتُخذت قرارات ضدّ ما يريده الشعب.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي