تلبية للدعوة التي أطلقتها حركة "السترات الصفر" على مواقع التواصل الاجتماعي، تظاهر حوالي تسعة آلاف شخص للأسبوع التاسع عشر على التوالي ضد سياسة الرئيس "إيمانويل ماكرون". وبدأ المتظاهرون مسيرة في العاصمة باريس، في مسار جديد مروراً عبر العاصمة من جنوبها إلى شمالها، لتفادي الحظر الذي فرضته الحكومة على جادة الشانزليزيه. ونشرت الشرطة تعزيزات وسط العاصمة ومدن فرنسية أخرى، ومنعت المتظاهرين من التجمع في جادة "الشانزليزيه"، بعد نهب المتاجر وعمليات التخريب التي حصلت الأسبوع الماضي.
استدعاء الجيش للمرة الأولى
وللمرة الأولى استدعت الحكومة الفرنسية وحدات من الجيش للانضمام إلى عناصر الشرطة، للمساعدة في تجنب وقوع أي اضطرابات ولحماية عدد من المواقع. وحدات الجيش التي استُدعيت يطلق عليها اسم عملية "الحارس" (سونتينيل)، وهي قوات قوامها سبعة آلاف عسكري مهمتهم مكافحة الإرهاب.
المعارضة... لسنا في حرب
هذا الإجراء المفاجئ أثار استغراب وسائل الإعلام وعددٍ من المسؤولين، إذ ذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن المرة الأخيرة التي استخدمت فيها قوات الجيش خارج نطاق العمليات الإرهابية، هي، عندما دعا الحزب الشيوعي الفرنسي في العام 1948 إلى الدخول في إضراب تام وإعلان التمرد. المعارضة الفرنسية، رأت أن فرنسا ليست في حالة حرب أهلية للجوء إلى الجيش لحماية المؤسسات الحكومية، معربة عن قلقها من تدهور الوضع.
كذلك اعتبر "جون لوك ميلانشون" زعيم حزب "فرنسا المتمرّدة" (يسار متطرف)، هذا التصرّف (نشر الجيش) "غير مسؤول" و"خطأ فادحاً" يعكس فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقالت "مارين لوبن" زعيمة حزب "التجمع الوطني" (يمين متطرف) بدورها، على حسابها الرسمي على "تويتر": "لقد صدمت بمواجهة "السترات الصفراء" بقوات الجيش، لأن الجيش وظيفته مواجهة الأعداء وليس الشعب الفرنسي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تدابير صارمة اتخذتها السلطات الفرنسية
بعيد ظهر السبت 23 مارس (آذار)، اعتُقل 51 شخصاً في باريس، واستجوب 29 آخرون، لتظاهرهم في مساحة ممنوعة، كما جرت 4.700 عملية تفتيش وقائية، وفق ما ذكرت الشرطة. وفي الصباح، حاول عشرات الأشخاص في "نيس" التي تتحضر لاستضافة الرئيس الصيني "تشي جين بينغ"، تحدي الحظر المفروض على التظاهر في ساحة "غاريبالدي" الرمزية في المدينة المتوسطية، ولكن سرعان ما طوقتهم قوات الأمن.
وقالت الشرطة إن ستة أشخاص أوقفوا في هذه المدينة التي تترقب زيارة الرئيسين الصيني والفرنسي الأحد والاثنين في 24 و25 مارس. وفي "تولوز" تظاهر بضعة آلاف في وسط المدينة مرددين "نحن هنا حتى لو لم يرغب ماكرون"، غير أنهم ظلوا خارج ساحة "كابيتول" التاريخية التي منعت السلطات المحلية أي تجمع فيها حتى العاشرة مساء. وفي مدينة "نانت" انطلق حوالي 400 متظاهر عند أطراف المدينة، وقالت الشرطة إنها أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت "الكرات الوامضة" عندما رفضوا الامتثال ومغادرة المكان.