Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثيون يختطفون مسؤولَين في بنك تجاري

أجبروهما على التوقيع لصرف أوامر مالية مخالفة

عناصر من ميليشيا الحوثي (رويترز)

اختطفت ميليشيات الحوثي اثنين من مُساعدي مدير بنك سبأ الإسلامي في صنعاء، وأجبرتهما على التوقيع على أوامر مالية مُخالفة.

نقلت وسائل إعلامية مُتطابقة عن مصدر في بنك سبأ (خاص) قوله، إن مسلحين يتبعون جهاز المخابرات الخاضع لجماعة الحوثي اختطفوا كلاً من محمد البيضاني ومحمد القاضي، مساعدي مدير عام بنك سبأ الإسلامي من إحدى النقاط الأمنية في محافظة ذمار واقتادوهما إلى أحد السجون التابعة لهما.

أكد أن الحوثيين أجبروا المسؤولَين في البنك على توقيع أوامر، من داخل السجن، بتوريدات مالية من حساب بنك سبأ إلى حساب في البنك المركزي.

وبحسب المصدر فإن البيضاني والقاضي كانا في طريقهما للسفر إلى جيبوتي لحضور اجتماع مجلس إدارة البنك.

نهج متكرر

سبق للحوثيين احتجاز مسؤولين في البنك مرَّات عدَّة بغرض الضغط عليهم لتمرير طلبات غير قانونية ودفع إتاوات لتمويل الجماعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لحوادث سابقة، فهذه ليست المرَّة الأولى التي تعتدي فيها ميليشيات الحوثي على مسؤولي البنوك وابتزازهم لنهب الأموال المُودعة في أرصدة البنوك، وهو ما تسبَّب في خروج المنظومة المصرفية عن الجاهزية؛ إذ كشف بنك سبأ الإسلامي في صنعاء عن أن ميليشيات الحوثي الانقلابية نهبت 35 مليار ريال بنحو ما يقارب 62  مليون ونصف دولار من البنك خلال السنوات الخمس الماضية.

وكشفت مصادر في البنك عن أن الميليشيات سَطَت على هذه الأموال بشكل دُفعات نقداً، بمعدل 7 مليارات ريال سنوياً اى بنحو ما يقارب 12 مليون ونصف دولار، من البنك مُستغلة سطوتها القمعية، حيث لم يجد البنك وسيلة غير الدفع للميليشيات.

سطو مسلح

يقول الباحث الاقتصادي اليمني، عبد الواحد العوبلي، لـ"اندبندنت عربية"، إن توقيع مسؤولي البنك تحت التهديد لا يعني الخضوع وتنفيذ ما طلبته الميليشيات، لكن اقتياد مسؤولي البنك واحتجازهم قد يفرضان على البنك الانصياع للأوامر التي أخذت بالقوة وتنفيذها.

واعتبر العوبلي هذا الفعل "عملية سطو مسلح لنهب البنك"، مضيفاً أن "مثل هذه المُمارسات ليست مُستغربة من الميليشيات التي دأبت على نهب أموال المؤسسات والأفراد منذ بداية انقلابها في سبتمبر (أيلول) 2014، وستستمر هذه المُمارسات ما دامت والميليشيات مستمرة".

جبايات

انتهجت ميليشيات الحوثي نظام جبايات إجبارية غير قانونية، تحت وطأة السطوة القمعية وقوة السلاح، وأجبرت البنوك والمراكز المصرفية وبيوت المال والاستثمار وجميع العاملين في القطاع التجاري والخدمي، على دفع الجبايات والضرائب، كما أجبرتهم على مُقاسمتهم الأرباح السنوية ورفضها تسليم فوائد وأقساط الديون للبنوك.

السلوك الحوثي دفع بصافي الدَّين الداخلي لليمن ليصل إلى 6 تريليونات و19 مليار ريال، ما يزيد عن 8 مليار دولار منتصف عام 2019، أي بما يمثل 94 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وترفض ميليشيات الحوثي سداد مُستحقات البنوك المحلية التي أقرضت الحكومة الحوثية هذه المبالغ عبر أذون الخزانة.

عواقب اقتصادية

نتيجةً لكل ذلك، شهد القطاع المصرفي اليمني تدهوراً حادّاً على مدى السنوات الخمس الماضية، وهبطت قيمة الريال اليمني أمام سلة العملات الأخرى إلى مرحلة قياسية غير مسبوقة، الأمر الذي دفع عديداً من البنوك إلى حافة الإفلاس جرَّاء ممارسة النهب الحوثي، وبات شبح الإفلاس يتهدَّد البقية لعدم مقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المصرفية تجاه عملائها.

ولم يتسنّ لـ"اندبندنت عربية" الحصول على تعليق حوثي بشأن الحادثة، كما لم يصدر عن الجماعة رد على التهم المُوجَّهة إليها، كما جرت العادة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار