Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهات بين المحتجين والأمن في بيروت والحكومة تطلب تجنب الاستقالات

البطريرك الراعي يدعو لانتخابات نيابية مبكرة

عاد المحتجون إلى وسط العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد، بعد "يوم حساب" دامٍ شهدته شوارعها السبت أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، بالتزامن مع إنتهاء اجتماع وزاري عقده رئيس الحكومة حسان دياب للبحث بشأن الاستقالة الجماعية، خلص إلى استمرار الحكومة في عملها، كما أعلن وزير الصناعة عماد حب الله.

لكن وزير البيئة دميانوس قطار أعلن استقالته من الحكومة بعد ساعات من الاجتماع الوزاري، "إنحناءً لأرواح الضحايا الأبرياء، وتضامناً مع الجرحى والمصابين وذويهم، وتحسّساً بألم أهالي المفقودين، وتعاطفاً مع جميع المتضرّرين، ومع إنسداد أفق الحلول على وقع التجاذبات العبثية، وفي ظلّ آليات نظام عقيم ومترهّل أضاع العديد من الفرص".

وكانت ​وزيرة الإعلام​ ​منال عبد الصمد أعلنت​، صباح الأحد، استقالتها من ​الحكومة​. وجاء في بيان الاستقالة الذي تلته خلال مؤتمر صحافي "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم، التغيير بقي بعيد المنال وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت أتقدّم باستقالتي من الحكومة". وتحدثت معلومات صحافية عن اتجاه عدد من الوزراء إلى الاستقالة.

مواجهات بيروت

واشتبك المحتجون لليوم الثاني مع القوى الأمنية في محيط البرلمان في وسط العاصمة.

ورشق عشرات المتظاهرين القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية وحاولوا إزالة الحواجز الحديد، وردت القوى الأمنية باستخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى سقوط جرحى من الطرفين.

واندلع حريق عند مدخل ساحة البرلمان فيما حاول المتظاهرون اختراق منطقة محاطة بسياج، حسبما أظهرت لقطات تلفزيونية.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أن متظاهرين دخلوا إلى مبنيي وزارتي الأشغال والمهجرين في ستاركو، بوسط العاصمة.

وحذر الجيش اللبناني، في بيان عبر "تويتر"، بعض المتظاهرين "الذين تجاوزوا الأطر السلمية للتظاهرات، وعمدوا إلى القيام بأعمال شغب وتكسير وحرق وتعد على الممتلكات العامة والخاصة"، مؤكداً أنه سيتعامل مع هؤلاء بـ"الطرق المناسبة".

مجلس النواب

اتّسعت دائرة الاستقالات النيابية مع انضمام النائبين نعمة افرام وميشال معوض وديما الجمالي إلى اللائحة. وفي حين أعلن افرام تعليق نشاطه النيابي إلى حين الدعوة لجلسة لتقصير ولاية المجلس وتحديد موعد لانتخابات نيابية مبكرة، قال معوض "لم أعد أحتمل، لأنّ المؤسسات مخطوفة من منظومة السلاح ولأنّ كل الحسابات السياسية تسقط أمام الدم".

وأعلن النائب هنري حلو أنه سيقدم استقالته الاثنين "اقتناعاً مني بأن التركيبة الحالية للسلطة في لبنان، بشقّيها التنفيذي والتشريعي، لم تعد تعبر عن طموحات الشعب اللبناني، ولا تتيح إحداث أي تغيير يطمح إليه اللبنانيون".

في المقابل، تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن جلسات مفتوحة للمجلس النيابي ابتداء من قبل ظهر يوم الخميس المقبل في قصر الأونيسكو، لمناقشة الحكومة على الجريمة المتمادية التي لحقت بالعاصمة والشعب وتجاهلها.

ولم يحسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني مسألة استقالة نواب حزبه من البرلمان. وقال "إذا قدمنا استقالتنا، وفق أي قانون ستجري الانتخابات مجدداً؟ نحن نطالب بقانون لا طائفي على أساسه يكون الترشيح العام في لبنان، ننجح؟ سنرى، نسقط؟ سنرى".

وعن اسقاط الحكومة، قال جنبلاط "كنا أول من طالب بإسقاطها ومحاسبتها، وهناك بعض الوزراء والوزيرات استقالوا وهذا جيد جداً".

ورداً على سؤال حول "إمكانية إسقاط الحكومة في ظل مخاوف من تدخل حزب الله ضد المتظاهرين"، أجاب "لا أرى حزب الله يتدخل، فقط النظام اللبناني هو الذي يتدخل ليمنع ذلك. فإسقاط الحكومة يكون في المجلس النيابي، وهناك جلسة يوم الخميس، سنرى إذا كان هناك أصوات كافية لإسقاطها".

وعن البديل في حال أسقطت الحكومة، قال "إسقاطها يشكل انتصاراً كبيراً على هذه العصابة، وعندها تشكل حكومة، ونحن كنا طالبنا بحكومة حيادية، هذا طرحنا السياسي، فهل ممنوع أن نطرح؟".

وفي عظة يوم الأحد، دعا ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ إلى استقالة الحكومة، قائلاً "ألا يستوجب كلُّ هذا، مضافاً إلى كارثة بيروت ومأساة أهلها، قراراتٍ جريئةً في دولة ديمقراطيّة تُعيدُ النظر في التشكيلة الحاكمة وطريقة حُكمِها؟ فلا تكفي استقالة نائب مِن هنا ووزير من هناك، بل يجب، تحسُّساً مع مشاعر اللبنانيين وللمسؤولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمَّتها إذ باتت عاجزةً عن النهوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابية مبكّرة، بدلاً مِن مجلسٍ بات عاطلاً عن عمله".

انتهاء البحث عن الأحياء

ميدانياً، أعلن الجيش اللبناني، في مؤتمر صحافي مشترك مع فرق الإنقاذ الأجنبية العاملة في موقع الانفجار، انتهاء المرحلة الأولى من عمليات البحث عن أحياء.

وأوضح أنه تم تقسيم المرفأ إلى قطاعات واستلم كل فريق أجنبي قطاعاً، لافتاً إلى أن الأمل بات ضعيفاً في إيجاد أحياء. وقال "الفرق التي كانت تبحث عن أحياء اعتبرت أن عملها انتهى".

وأكد الجيش أن "العمل مستمر على مدار الساعة للبحث عن ناجين وسط صعوبات ناجمة عن وجود كميات هائلة من الركام في مرفأ بيروت".

من جهته، قال محافظ بيروت مروان عبود، في حديث تلفزيوني، إن سبعة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، مؤكداً أن عمليات البحث مستمرة من دون توقف.

عون: التحقيق الدولي تضييع للوقت

وبعد انتشار معلومات مغلوطة حول لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وموقفه من تولّي جهات عربية أو دولية التحقيق في الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن لا صحة مطلقاً  لتلك المعلومات، لأن موقف رئيس الجمهورية عبّر عنه خلال الحوار مع الإعلاميين يوم الجمعة الماضي، حين اعتبر أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ "الهدف منه تضييع الحقيقة"، مشدّداً على أنه "لا يعود للحكم أي معنى إذا طال صدوره والقضاء يجب أن يكون سريعاً" لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، بل يجب أن تكون فورية ومن دون تسرّع ليتم التأكد مَن هو مجرم ومَن هو بريء."

ولا بد من الإشارة إلى أنه لم يصدر عن الرئيس في ما يتعلّق بموضوع التحقيق الدولي غير هذا الموقف.

وكان رئيس الوزراء حسان دياب قال في كلمة إلى اللبنانيين، إنه "لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلّا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة"، موضحاً أنه سيطرح مشروع قانون على مجلس الوزراء في هذا الصدد. وأضاف أنه "مستعد لتحمّل المسؤولية في رئاسة الحكومة لمدة شهرين، شرط إجراء إصلاحات بنيوية لإنقاذ البلد"، مؤكّداً أن "التحقيق في كارثة انفجار بيروت لن يستغرق وقتاً".

نفق المرفأ

نفى الجيش اللبناني، في بيان، ما تتداوله بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن وجود أنفاق تحت بقعة الانفجار في مرفأ بيروت تتبع لأحد التنظيمات اللبنانية.

وأوضح الجيش أن "الاهراءات تضم مبنى تحت الأرض لإدارتها، حيث يتم الوصول إلى غرفة العمليات عبر نفق يمتد من مدخلها الشرقي بإتجاه الغرب".

وصول القمح إلى صيدا

في غضون ذلك، وصلت إلى مرفأ صيدا الجديد، أول باخرتي قمح محولتين من مرفأ بيروت المدمر في إطار خطة التكامل بين المرافئ التي وُضعت لتأمين انتظام حركة الملاحة التجارية بعد كارثة انفجار مرفأ العاصمة. الباخرة الأولى AGNES التي ترفع العلم الروسي آتية من تنزانيا وعلى متنها حوالى 4000 طن من القمح، والباخرة الثانية RAMA التي ترفع علم هندوراس آتية من كرواتيا وعلى متنها حوالى 7500 طن من القمح، ومن المقرر أن يتم تفريغ حمولتَيْ الباخرتين اليوم وغداً.

إشارة إلى أن مرفأ صيدا الجديد يستوعب حالياً بواخر متوسطة الحجم في حوض بعمق 10 أمتار وعلى رصيف بطول 275 متراً، علماً أن هناك مرحلة ثالثة من مشروع المرفأ يرتبط استئناف العمل فيها برصد الاعتمادات اللازمة وهي ستؤمن أرصفة جديدة ومساحات إضافية ومراكز لوجستية لخدمة البواخر.

البحرية الفرنسية

أبحرت حاملة المروحيات "تونير" التابعة للبحرية الفرنسية، الأحد، من مرفأ طولون في جنوب شرق فرنسا متّجهة إلى لبنان ومحمّلة موارد مادية وبشرية للمساعدة في رفع الأنقاض الناجمة عن الانفجار. وهي تضم نحو 700 عسكري وعدة أطنان من التجهيزات.

ومن المتوقّع أن تصل السفينة إلى المياه الإقليمية اللبنانية الخميس، وفق القوات البحرية الفرنسية.

وقالت المتحدثة باسم القاعدة البحرية في طولون كريستين ريب "تلقينا طلباً من اللبنانيين للحصول على تجهيزات هندسة برية وبحرية. لذا على متن السفينة فرق متخصصة في رفع الأنقاض وما يحتاجون إليه من تجهيزات".

كذلك تنقل السفينة "مجموعة هندسة تابعة لسلاح البر تضم نحو 350 شخصاً"، كما "فرقة غطاسين تابعة للبحرية الوطنية متخصصة في تفكيك القنابل ولديها القدرة على العمل تحت سطح البحر والتحقيق في المناطق المرفئية".

البابا فرنسيس

في سياق متصل، حث البابا فرنسيس الشعب اللبناني اليوم الأحد على تضافر الجهود في أعقاب الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت وذلك من أجل بناء تعايش جديد "حرّ وقوي".

وقال البابا فرنسيس "كارثة الثلاثاء الماضي تتطلّب من الجميع، بداية بالشعب اللبناني، العمل معاً من أجل الصالح العام لهذا البلد الحبيب"، مضيفاً أن التعايش بين الثقافات في لبنان أصبح أكثر هشاشة بسبب الانفجار.

وتابع "لكني أدعو أن تولد الأمة من جديد حرّة وقوية بعون الله ومشاركة حقيقية من الجميع".

وأرسل البابا تبرعاً قيمته 250 ألف يورو للكنيسة في لبنان لمساعدة ضحايا الانفجار الذي أودى بحياة 158 شخصاً وأصاب أكثر من ستة آلاف، ودمّر أجزاء من المدينة وأدى إلى تفاقم الانهيار السياسي والاقتصادي المستمر منذ أشهر.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي