Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جيل من هواة الرسم السعوديين يجددون صلتهم بالمجتمع

الفنون كانت دائماً وسيلة الشعوب للتواصل دون لغة

قطع فن الرسم شوطاً بعيداً في نقل الانفعالات والمشاعر التي تنتاب البشر في مختلف المواقف، لكن ذلك لم يشبع فضول فنانين رغبوا في إنجاز لوحات أكثر نبضاً وتعبيراً عن البشر، من هؤلاء الشاب السعودي راكان حمد، وهو فنان معاصر شارك عشرات من هواة الفن التشكيلي في برنامج فني بمدينة الخبر شرق السعودية، يعكس ما يسمعه الفنان من الناس ويرسمه بريشته ليلخص بها لوحات فنية تختزل مواقف إنسانية وقضايا الرأي العام، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية والمشاكل الأسرية.

في هذا السياق، تسارعت الريش في هذا البرنامج الفني وهي تتنقل بين الألوان وسطح اللوحة لترسم قصصاً وحكايات مسموعة، جاعلين قضايا الناس مادة للوحاتهم بكل ما يعنيه ذلك للرائي الذي يجد نفسه أمام لوحة يمكنه قراءة تفاصيلها، واللافت أن هذا النوع من الفن لم يكن يحظى باهتمام الشباب السعودي حتى وقت قريب، لكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة، وباتت مثل هذه الأعمال الفنية تجد اهتماماً من هواة الفن التشكيلي الحديث.

مرآة الناس

من هذا المنطلق، قاد راكان هذا البرنامج الفني انطلاقاً من أن الفنون كانت دائماً وسيلة الشعوب للتواصل دون لغة، لكنها الآن أداتهم في التعبير عما يجول في خواطرهم. يقول راكان "إن فكرة برنامج (حول ما تسمعه إلى لوحة فنية) يجعلنا كفانين نتشارك المشاعر والذكريات والعودة إلى الماضي إذ يستحضر فيها جميع المشاركين مواقفهم وذكرياتهم الإيجابية والسلبية ويجسدونها برموز تظهر وفق سمات كل فنان داخل لوحته الفنية".

وبوصفه فناً يستلهم من أحاديث الناس ويرى "التشكيلي المعاصر" "أنه فن تعبيري يجمع بين عدة مدارس منها الواقعية والسريالية والتجريدية والتكعيبية وهو متنفس للتعبير عن مشاعر الناس وما يتعرضون له من مواقف مفرحة وأخرى حزينة، كما يتناول قصصاً وقضايا إنسانية واجتماعية ويتبنى معالجة مشاكل المجتمعات وانتقاد بعض الرمزيات بالريشة والألوان".

وبحسب المنظمين للبرنامج، فإنه يهدف إلى أن يكون هذا الفن المبتكر وسيلة لمعالجة قضايا اجتماعية اقتصادية وأخرى سياسية. من جهته قال بشائر سمباوه "إن الجيل الجديد من الرسامين الشباب يتمتع بإرادة قوية وثقة كبيرة بأعمالهم وأفكارهم، وهم قادرون على ترجمة مشاعر الناس في أعمال فنية تتفق مع الفن الكاريكاتيري كونها تصور مواقف معينة لكنها تبتعد عن الانتقاد اللاذع"، وتضيف "هذا الفن يتطلب منا البقاء على قرب من الناس، بحيث نتمكن من اقتناص التوقيت المناسب لترجمة ما يحكي إلى لوحة فنية يمكن عرضها داخل القاعات والأماكن العامة والصحف والمجلات".

لكل لوحة حكاية

في هذا الإطار، توضح ربى عفيفي أن مشاركتها في البرنامج "علمتها الرسم بتفاصيل صغيرة بمزج العديد من الألوان لتشكيل قصة مما تسمعه من أحاديث"، وتشاركها نفس الشعور كذلك غنى عفيفي في "أن تجربتها بالملتقى علمتها قراءة اللوحة الفنية من منظور شخصي تتباين فيها وجهات النظرب حيث تحمل كل لوحة قراءة مختلفة".

وعلى مقربة من ربى وغنى يجلس الشاب أسامة الشبار ليشرح المغزى وراء رسم الأحاديث المسموعة ويؤكد "أن تجربة الرسم باستخدام رموز تحكي شجعته على المزيد من الإبداع والعمل على تطوير تجاربه ومشاريعه الفنية".

ملتقى فني

اتجاهات فنية عدة تجاذبت البرنامج الفني الموجه لتحويل ما يُسمع إلى لوحات فنية جمعت محبي الابتكار في ملتقى فني، حيث مضى الفن المعاصر بعيداً في الزج بالإنسان إلى صميم الأعمال التي ينجزها فنانوه فحول الإنسان من منتج للأعمال الفنية إلى موضوع ومادة تظهر في أعمالهم لتبرز مواقف من قضايا عامة وخاصة يجري التعبير عنها في أعمالهم الفنية، وعلى نحو قد يضطر كثيرين للسؤال عن فحوى العمل الفني والمقصود منه، وهذا ما يرمي إليه الفن المعاصر بتحويل الغموض إلى سؤال محوري يحتمل كثيراً من الإجابات، فلا حدود لخيال الفنان بترجمة ما يسمعه إلى رموز في أعماله الفنية، قدمت بشكل موغل في المعاصرة، وهو أسلوب الفن المعاصر الذي يتباهى بقطيعته مع الفن الكلاسيكي والمدارس التشكيلية الأخرى.

المزيد من فنون