Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يعلن أن بلاده ستقدم مساعدة مالية كبيرة لبيروت

طهران: يجب على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات المفروضة على لبنان

‏أعلن البيان الختامي لـ"مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني" أن المجتمع الدولي وأقرب أصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني.

وقرر المشاركون في المؤتمر العمل بحزم وتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من أغسطس (آب). واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني.

وأشاد المشاركون بالشجاعة الملفتة التي أظهرها أول المستجيبين والأطقم الطبية وفرق البحث والانقاذ وجميع اللبنانيين والفرق الدولية المرسلة لمساعدة الضحايا وتقديم جهود طارئة بما في ذلك الصليب الأحمر والدفاع المدني اللبناني.

وتوافق المؤتمرون على أن تكون مساعداتهم سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة جيداً تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تُسلَّم مباشرةً للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية. واتفقوا على المساعدة من أجل حصول تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار مرفأ بيروت.

وأعلن البيان أن "الشركاء مستعدون لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في اطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالإجراءات والاصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني".

وذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان، أن بلاده حصلت على تعهدات بقيمة 252.7 مليون يورو لتقديم مساعدة للبنان على المدى القريب.

وأضاف المكتب أن تلك التعهدات لن تكون مشروطة بإصلاحات سياسية أو مؤسسية. وأشار قصر الإليزيه إلى أن تعهدات أخرى متعلقة بالدعم طويل الأمد ستعتمد على تغييرات تنفذها السلطات اللبنانية.

ترمب وماكرون

قال مصدر رفيع في قصر الرئاسة الفرنسي إن ماكرون أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اتصال هاتفي بأن سياسة العقوبات المُتَّبعة من قبل الولايات المتحدة ضد "حزب الله" تصب في مصلحة من تسعى واشنطن لإضعافهم بما فيهم إيران.

وأكد أن الانكفاء عن الساحة اللبنانية غير مثمرة، وشدّد على ضرورة العودة إلى لعب دور في البلد خدمة لهدف واحد هو سيادته واستعادته لعافيته.

وأكد ماكرون ضرورة أن تلتقي الأسرة الدولية حول هدف واحد هو ترميم المؤسسات اللبنانية والعودة إلى برنامج اقتصادي يخرج البلاد من أزمتها.

وتابع  طبقا لما أوردته رويترز أن الرئيس الفرنسي لفت إلى مدى خطورة الوضع اللبناني وإلى ضرورة عدم ترك لبنان بأيدي الأطراف المستَهْدَفة بالعقوبات الأميركية أي "حزب الله" وإيران.

وافتتح الرئيس الفرنسي مؤتمر المانحين للبنان، الذي يعقد عن بعد، الأحد، وتشارك فيه دول عدة بإشراف من فرنسا والأمم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي "علينا حشد كل القدرات الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني وسنواجه تداعيات كارثة مرفأ بيروت مع اللبنانيين"، مشيراً إلى أنه "لا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة". 

وأكد ماكرون أن "الأموال التي جمعت اليوم يجب أن تكون مجرد بداية". كما حثّ ماكرون السلطات اللبنانية على "التحرك لتجنيب البلاد الغرق، والاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت. علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على المشهد في البلاد.

رد طهران

قالت إيران اليوم الاثنين إنه ينبغي ألا تستغل دول، الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت الأسبوع الماضي لأغراض سياسية، وأضافت أنه يجب على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات المفروضة على لبنان.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مؤتمر صحفي تلفزيوني "ينبغي ألا يُستغل الانفجار ذريعة لأهداف سياسية... يجب التحقيق بعناية في سبب الانفجار".
ورداً على سؤال بشأن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، قال موسوي "بعض الدول تحاول استغلال هذا الانفجار لمصالحها الخاصة". وأضاف "إذا كانت أميركا صادقة بشأن عرض مساعدة لبنان، ينبغي أن رفع العقوبات".

تثمين لبناني

من جهته، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنّ "إعادة بناء ما دُمّر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير؛ فالاحتياجات كبيرة جداً وعلينا الإسراع في تلبيتها خصوصاً قبل حلول الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى".

وأضاف "التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، اذ وحدها يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً بأن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه سيحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهّدت أيضاً بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات".

وثمن عون التضامن الدولي الذي تجلى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين إلى الحضور أو الاتصال والإعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح، كما مبادرة الدول الشقيقة والصديقة إلى إرسال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة.

ومع انتهاء المؤتمر، بلغ عدد المشاركين فيه 36 شخصية تمثل دولاً ومنظمات دولية. وقد اتفق المانحون على حصر عملية تقديم المساعدات بمؤسسات الأمم المتحدة.

وقالت معلومات صحافية إن دولاً عديدة أعلنت خلال المؤتمر عن تقديمها مساعدات فورية للبنان، تسبق تلك المتعلقة بإعادة إعمار العاصمة، ومن ضمنها فرنسا التي قدمت 50 مليون يورو. كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم دعم إضافي للبنان بقيمة 30 مليون يورو ستقدم لمؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.

وأعلنت بريطانيا عن تقديم 26 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي لتوفير أغذية وأدوية، في حين قدمت ألمانيا 10 ملايين دولار لأعمال الإغاثة.

ترمب يعلن عن مساعدة مالية "كبيرة"

ومساء الأحد، أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده ستقدم مساعدة مالية كبيرة للبنان، لكنه أحجم عن تقديم أرقام. وأوضح ترمب أيضاً، أن واشنطن سترسل طائرات إضافية لمساعدة لبنان.

وكان الرئيس الأميركي حض الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق "كامل وشفاف" في انفجار مرفأ بيروت، بحسب بيان للبيت الأبيض عن مشاركته في المؤتمر الدولي.

وقالت الرئاسة الأميركية إن ترمب دعا إلى الهدوء في لبنان مع إقراره بـ"مشروعية الدعوات التي أطلقها المتظاهرون السلميون إلى الشفافية والإصلاحات وتحمل المسؤوليات".

من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس الأميركي أعرب خلال مشاركته في المؤتمر عن تعازيه الخالصة، مشيراً إلى أن المساعدات قد تحركت بالفعل نحو لبنان بعد الحادثة المفجعة، ووصل قسم منها والقسم الآخر بات في طريقه. وشدد الرئيس ترمب على وجوب معرفة من يقف وراء هذا الانفجار والسبب، وهل كان بالفعل حادثاً أم لا.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في المؤتمر، إن المملكة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية عاجلة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية على تويتر نقلاً عن بن فرحان تأكيد وقوف المملكة مع لبنان الشقيق وأهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى الانفجار المروع.

ونقلت قناة "العربية" عن الخارجية السعودية قولها إن لبنان بحاجة ماسة إلى إصلاح سياسي واقتصادي، مضيفة أن "استمرار الهيمنة المدمرة لحزب الله يثير قلقنا جميعاً"، خصوصاً أن "الجميع يعرف سوابق حزب الله في تخزين مواد متفجرة بين المدنيين… وتخزين مواد متفجرة في دول عربية وأوروبية".

ووصلت إلى بيروت، الأحد، رابع طائرة ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لمساعدة المتضررين من الانفجار.

وأعلنت الكويت عن تقديم 30 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي ومساعدات أخرى بقيمة 11 مليون دولار.

وأكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، في كلمة خلال مشاركته في المؤتمر، أنّ "الأردن مستعدٌ للقيام بدوره، عبر توفير نقطة انطلاق ومركز لوجستي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية والإقليمية إلى لبنان".

وأضاف "على المدى الطويل، وبالعمل مع شركاء دوليين آخرين، فإنّ الأردن مستعدٌ لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز المخزون الغذائي الاستراتيجي في لبنان، بالإضافة إلى دعم قطاع الطاقة والنظام المالي، فضلاً عن قطاع الأعمال والشركات".

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أبلغ، الأحد، سفراء دول الاتحاد الأوروبي وممثلي منظمات الأمم المتحدة العاملة في الأردن إستعداد بلاده للتعاون معهم لإيصال مساعداتهم للبنان عبر أراضي المملكة.

وقال الصفدي "أهمية التضامن الذي يبديه المجتمع الدولي مع لبنان لمساعدته على مواجهة تبعات الانفجار المأساوى الذي ضرب مرفأ بيروت الأسبوع الماضي".

حضور عربي ودولي

وشارك في المؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والهيئات المالية الدولية أي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إضافة إلى دول مثل كندا واليابان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى صعيد المشاركة العربية في المؤتمر، فهي تشمل السعودية والإمارات والكويت ومصر والأردن وقطر.

وأفاد مصدر الرئاسة الفرنسية بأن الهدف الأوّلي للمؤتمر هو الرد على الحاجات الملحة للبنان شرط أن تذهب المساعدات مباشرة إلى المواطنين من خلال هيئة تتمثّل أساساً بوكالات الأمم المتحدة الموجودة على الأرض، ولفت إلى وجود مؤسسات لبنانية تعمل أيضاً بشكل جيد ومنها الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني، وأن الفعالية ستكون مقياس المساعدة المباشرة وأنه من غير الوارد إعطاء الحكومة اللبنانية شيكاً على بياض.

عودة ماكرون

وذكر المصدر نفسه أن المؤتمر سيسمح بوضع أسس لما سيتبعه قبل عودة ماكرون مجدّداً إلى بيروت في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل لمناسبة ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير، حيث سيتم الانتقال إلى مرحلة سياسية تتطلّب خطوات من قبل فرنسا بالتعاون مع الشركاء الراغبين لكي يتم التوصل إلى حكومة قادرة على حمل بنود العقد الذي يقترحه الرئيس الفرنسي. وأشار المصدر إلى أن هذه البنود معروفة وتقضي بالقيام بالإصلاحات المطلوبة التي حُدِّدت خلال مؤتمر "سيدر" عام 2017 .

وأكد المصدر أن الرئيس الفرنسي أراد من خلال زيارته إلى بيروت توجيه رسالة ثقة بمستقبل لبنان وهذا المستقبل هو ما يتوجّب الآن تحديده، وأن ما يبعث على الثقة على هذا الصعيد هو مطالب الشعب وشجاعته وحيويته. وتابع أنه لا بدّ في هذا الإطار من إشراك الأطراف اللبنانية كافة وحثّها على إصلاح الوضع وصولاً إلى إسناد شؤون البلاد إلى حكومة قادرة على النهوض بها.

ولفت المصدر الرئاسي الفرنسي إلى أن لبنان يشهد أوضاعاً بالغة الحساسية وأنه يغرق ووصل إلى القاع وحان الوقت لإعادته إلى سطح الماء، وذلك عن طريق المساعدات الطارئة أوّلاً ثم عن طريق الإصلاحات العميقة. وبالنسبة إلى تقديرات الحاجات الملحّة، ذكر المصدر أنها قيد الإعداد من قبل الأمم المتحدة وتتوزّع على بنود عدّة هي ترميم المستشفيات ورفع الأنقاض وترميم الأبنية وتوفير ما هو متوجّب من إمدادات طبية.

النقد الدولي يشترط الالتزام بالإصلاح

من جانبه، قال صندوق النقد الدولي إنه على استعداد لمضاعفة الجهود لمساعدة لبنان بعد الانفجار المروع الذي ضرب بيروت لكنه أكد على أن كل مؤسسات البلاد تحتاج إلى إظهار صدق نيتها على تنفيذ الإصلاحات.

وفي بيان للمؤتمر، قالت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا إن الإصلاحات المتوقعة تشمل خطوات لاستعادة القدرة على الوفاء بالديون في الماليات العامة وصلابة النظام المالي وإجراءات حماية مؤقتة لتجنب استمرار هروب رؤوس الأموال.

وقالت جورجيفا "نحن مستعدون لمضاعفة جهودنا. لكننا نحتاج لتوحيد الهدف في لبنان. نحتاج أن تتحد كل المؤسسات على التصميم لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدة".

وتابعت قائلة "الالتزام بتلك الإصلاحات سيتيح الوصول لمليارات الدولارات لصالح الشعب اللبناني. تلك هي اللحظة التي يتعين فيها على صانعي السياسات في البلاد التصرف بحسم. نحن جاهزون للمساعدة".

كما دعت إلى اتخاذ خطوات للحد من الخسائر الفادحة التي تتكبدها الكثير من الشركات التابعة للدولة وتوسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعي لحماية الأكثر احتياجا في البلاد.

المزيد من دوليات