Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تحركت وحدات من الأسطول البريطاني إلى شرق المتوسط في هذا التوقيت؟

التدخل الألماني واكب الخطوة ذاتها وكلاهما يتبع مبدأ "التبريد الهش"

الخطوة البريطانية تجاه منطقة شرق المتوسط وقبلها التدخل الألماني يعبر عن نقاط عدة (اندبندنت عربية)

يظل هناك ارتباط وثيق بين توترات منطقة شرق المتوسط والأوضاع الأمنية على الأراضي الليبية، وهو ما يفسر لماذا حرصت تركيا على إبرام اتفاقيتين مع حكومة الوفاق تحت عنوانين رئيسين، ترسيم الحدود البحرية الافتراضية المشتركة بين البلدين (وهو ما لم تعترف به أي جهة دولية أو إقليمية أو بالداخل الليبي سوى المنتمين إلى الوفاق)، والتعاون الأمني والعسكري الذي يخول لتركيا التدخل بقوات عسكرية وبضباط ومستشارين وجنود تابعين للجيش التركي، ويوفر ذريعة لإمداد جانب الوفاق بالأسلحة على اختلاف أنواعها، التفافاً على القرار الدولى بحظر إمداد ليبيا بالسلاح لحين الوصول إلى بنية سياسية مستقرة ومعترف بها دولياً.

وأخيراً جاءت خطوة تحرك وحدات من الأسطول البريطاني تجاه منطقة شرق المتوسط وقبله بأيام التدخل الألماني العاجل والصارم ليعبر عن نقاط عدة، في مقدمها استشعار كلا البلدين أن العبث التركي على ساحة المتوسط ربما يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء البحرية التى بدت أنها فى حاجة إلى ترسيم واضح أمام الرغبات التركية اللاهثة وراء كعكة الغاز وإمدادات الطاقة. وأعربت أنقرة عبر تحركاتها الأخيرة أنها بصدد إشعال مياه شرق المتوسط، بمغامرات وتحرشات بدت مهددة لأمن واستقرار الاستثمارات الدولية العملاقة بتلك المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثانياً: أحداث وملابسات ما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية، وتحديداً بعد أسابيع من الوصول إلى اتفاق واعد فى الملف الليبي "مؤتمر برلين"، الذي كشف بشكل واضح عن مخطط تركي لتنفيذ انقلاب كامل على مخرجات المؤتمر الدولي، وبدت أنقرة وقد قررت أن تستخدم كلا الملفين (شرق المتوسط وليبيا) كأوراق ضغط كل منهما لصالح تحقيق مكاسب على صعيد الملف الآخر في سلوك ابتزازي تركي جربته أوروبا من قبل فى ملف اللاجئين.

ثالثاً: ما جرى بين تركيا من جانب وبين فرنسا، ثم اليونان، ثم مصر بالتتالي، عكس شكلاً من أشكال حافة الهاوية العسكرية، التى استدعت تدخل الأطراف الدولية بالتبريد السريع للمشهد خشية الانزلاق إلى نقطة اللاعودة ما بين تركيا وإحدى الدول بتلك المنطقة.

توقف مفاجئ للمواجهات الليبية - الليبية

على صعيد الملف الليبي بدا أن أمراً مشابهاً قد جرى إنفاذه على الأرض التى ظلت ملتهبة بالاقتتال طوال شهور مضت، بخاصة بعد أن أفصحت مصر عن خطوطها الحمراء التى رأت أنها ليست مهددة لها وحدها ويستلزم تدخلها العسكري المباشر، بل وتقوض استقرار ليبيا والمنطقة برمتها، وتدفع إمكانية الوصول إلى حلول واقعية مسافات بعيدة إلى الخلف، تلك الرؤية المصرية، بدا أن هناك اقتناعاً دولياً من أطراف عدة ومؤثرة، حتى وإن لم تبد رغبة في الإفصاح عن ذلك صراحة، لكن ما جرى بعد الإعلان المصري الجاد عن هذا الموقف، يفسر بأن تلك الأطراف الدولية تدخلت لدى تركيا والوفاق وأوصلت لهم رسائل بمعنى التوافق مع الرؤية المصرية أن خط (سرت – الجفرة) قد يكون خطاً من الصعب السماح بتجاوزه.

وهذا يفسر حالة التوقف والتبريد التي جرت على الساحة الليبية على نحو مفاجئ، فهناك شكل من أشكال الإرغام قد جرى إنفاذه على جانب طرابلس وقد بدأت عمليات الكشف والضغط الإعلامي، في ما يخص ملف استجلاب المرتزقة والميليشيات من خارج ليبيا وإدماجهم فى جبهات القتال، لتعلق تلك التهمة فى الرقبة التركية وحكومة الوفاق بعد فترة طويلة من التغافل الدولي عن تلك الجريمة، مما شكل عامل تقييد نسبي في التحرك العسكري الذي بدا غير مقبول وغير مسموح به من كثيرين وليس من مصر وحدها.

 التبريد الهش

بالطبع هذا التبريد على صعيد كلا الملفين يمكن وصفه بـ(التبريد الهش) المرشح للاشتعال مرة أخرى وقد يكون خلال أيام أو أسابيع وذلك لأنه حتى الآن لم يجر تفكيك هذه الأزمات المعقدة، وما زالت أيضاً المطامع والتنافس حاضرة بقوة، وقد يكون فقط جرى لجمها لحين الوصول إلى تسويات مستقبلية في القريب المنتظر لإقليم مرهق بالصراعات والأزمات المتشابكة.

 

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل