Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 "عاصفة مثالية" لبنان يحذّر من ازدياد الإصابات بكورونا بعد انفجار بيروت

وزير الصحة في البلاد يقول إن أزمة "الخطر الكبير" سوف تتعمّق بعد الدمار الذي لحق بأربعة مستشفيات رئيسة

تضررت 4 من مستشفيات بيروت جراء الانفجار (رويترز) 

لبنان في مواجهة ارتفاع "خطير" في أعداد الإصابات بفيروس كورونا سوف يُغرق نظامه الصحي المتهالك، حسب التحذيرات التي أطلقها وزير صحة البلاد بعد أن أتى انفجار الثلاثاء في بيروت على مستودعات تخزين الأدوية في المرفأ بالإضافة إلى أربعة مستشفيات رئيسة.             

كان البلد وسط إغلاق ثانٍ بسبب ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 حين دوّى الانفجار، فقتل 145 شخصاً وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين.   

وفي أعقاب الكارثة، أعلنت وزارة الصحة، يوم الخميس، تسجيل 255 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو معدل قياسي في يوم واحد. 

وأعرب وزير الصحة حمد حسن لـ"اندبندنت" عن خشيته من استمرار ارتفاع أعداد الإصابات بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة، فيما تُخصّص موارد المستشفيات ومعداتها لعلاج من أصيبوا في الانفجار. 

كما يخشى الوزير من أن عملية الإنقاذ والتنظيف التي تجمّع خلالها آلاف المتطوّعين في العاصمة، سوف تقوّض جهود التباعد الاجتماعي التي فُرضت لغاية كبح انتشار العدوى.

 

وقال حسن، "الخطر كبير في أن تنتشر الجائحة بشكل أكبر، لا سيما لأنه في خضم عمليات الإنقاذ، لم يتمكّن الكثيرون من عناصر الطاقم الطبي والتمريضي من اتباع إجراءات الوقاية من كوفيد-19". 

 وأضاف، أن أربعة مستشفيات في بيروت طالتها أضرار هائلة، وهي بالتالي خارج الخدمة ومنها مستشفى الروم، أحد المرافق الرئيسة في البلاد من أجل علاج وفحص فيروس كورونا.

وما يفاقم مآسي البلد هو أن مخزون الأدوات الطبية التابع للوزارة في المرفأ قد تضرر هو الآخر.

وقال، "ليس لدينا حتى الساعة تقدير أولي للخسائر" ، مضيفاً، أن الجيش كُلّف بتفقد المنطقة "من أجل تفادي أي هدر للمال العام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"قلقُنا كبير من احتمال انتشار الجائحة بسبب نهاية الإغلاق، واحتشاد الناس، ونقص معدات الوقاية الشخصية. أنا متأكد أن أعداد الإصابات ستزداد خلال أسابيع".

وشاركه الرأي الطبيب فراس أبيض، مدير المركز الأساس لعلاج فيروس كورونا في لبنان داخل مستشفى رفيق الحريري الجامعي. وقال إن البلاد محبطة كلياً بسبب "العاصفة المثالية" التي شكلها تضافر الأزمة المالية ونقص المعدات الطبية والجائحة والانفجار.

وتابع، "أمامك وضع حيث النظام الصحي يستطيع بالكاد تحمّل الأعباء الملقاة على عاتقه وها هي الآن قد تفاقمت".

 وكان لبنان يصارع قبل الانفجار وسط أزمة مالية غير مسبوقة أفقدت عملته 80 في المئة من قيمتها وتسببت بارتفاع جنوني في الأسعار. 

 قبل ساعات فقط من وقوع الانفجار، غرّد أبيض بأن مستشفاه يشارف على بلوغ أقصى حدٍّ لقدرته على استيعاب مرضى فيروس كورونا، فيما فرضت حالة إغلاق ثانية على البلاد.

ثم صارعت المستشفيات في كل أرجاء البلاد من أجل علاج دفق الجرحى حين اشتعلت آلاف الأطنان من المواد المتفجّرة على ما يبدو في مرفأ بيروت وأدت إلى اندلاع أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث.

 ودمّر الانفجار الذي وصلت تردداته إلى قبرص، عدداً من أكبر المنشآت من الداخل، بينها مستشفى الروم، الذي يأوي أحد مراكز إجراء فحص فيروس كورونا "وأنت جالس في سيارتك" في لبنان.

وقد اضطرّ الأطباء والممرضون هناك أن يعالجوا المصابين على ضوء هواتفهم النقالة داخل موقف السيارات. فقد أرغموا على إخلاء المبنى بسبب الضرر الكبير اللاحق به وخصصوا جزءاً من موقف السيارات لمرضى كوفيد-19 في محاولة منهم لمنع أي انتشار إضافي للمرض القاتل. 

وقال الطبيب أنطوان شلّيطا، أحد مسؤولي المستشفى من وسط أكوام حطام الزجاج والأحجار ومعدات المستشفى، "لا نعلم مدى الأضرار لكن بحسب تقديرنا، سوف نحتاج إلى ملايين الدولارات من أجل إعادة تشغيل المستشفى". 

 كما قال إن الانفجار أودى بحياة أربع ممرضات وقطع التيار الكهربائي عن المستشفى، ما يعني أن أجهزة الأوكسجين والتنفس الاصطناعي توقّفت عن العمل.

وأضاف الطبيب، "نقلنا حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى مستشفيات أخرى في لبنان".

"يقلقني أن المرض ربما انتشر لأن الناس لم يتمكّنوا من اتخاذ تدابير وقائية جراء الانفجار". 

ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار بيروت الخميس، بالمساعدة على حشد المساعدات إلى البلاد، التي هي بأمسّ الحاجة إليها، لكنه أشار إلى أن ذلك يعتمد على إجراء تحقيق دولي شفاف كلياً حول الانفجار وتطبيق الحكومة اللبنانية الإصلاحات الاقتصادية ومحاربتها الفساد.

 بعد إلقائه التحية على جموع المحتجين الغاضبين في أكثر الأحياء اللبنانية تضرراً، قال ماكرون إنه يجب إجراء تدقيق في عمل المصرف المركزي في لبنان، من بين جملة من التغييرات.  

ورحّب مسؤولو المستشفى من جهتهم بوعد المساعدة قائلين، إن لبنان سوف يعتمد كثيراً على المساعدات الأجنبية.

 وعلّق أبيض بقوله، "لم أختبر يوماً ظروفاً مشابهة حيث وقع هذا الكمّ من الأمور السيئة في الوقت نفسه".

"إن لم تكن هذه هي العاصفة المثالية، فلا أدري إذاً ما تكون تلك العاصفة". 

© The Independent

المزيد من العالم العربي