Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوائد للحشيشة توجب تنظيم بيعها كالكحول في بريطانيا

وجود معيار عن قوة المخدر ما يساعد المستهلكين على فهم مخاطره وصوغ القرارات بشأن شرائه

هل يظهر شاي الحشيشة في مقاهي بريطانيا قريباً؟ (ويكيبيديا.أورغ)

يرغب معظمنا في معرفة مدى تأثير مشروب كحولي قبل تناوله، وقد جرى تبسيط هذا من خلال نظام معياري موحد. وتعتبر نسبة الكحول في الحجم الكلي للمشروب (ABV) الطريقة المقبولة لقياس مدى فاعلية الكحول والتعريف بها.

وخلافاً للخمر، ليس هناك مقياس موحد لقوة تأثير مادة الحشيش (المخدرة). سيكون من الغريب التفكير في إدراك مدى فاعلية مشروب كحولي فقط بعد استهلاكه فعلياً، لكن هذه تحديداً هي حال الأشخاص الذين يستخدمون الحشيش.

ومع أن الاستخدام الترفيهي للحشيش مخالفٌ للقانون في المملكة المتحدة، إلا أن تناوله بالكاد يقتصر على مجموعة محددة. ففي إنجلترا وويلز، جرّب 30 في المئة، أي حوالى 10 ملايين من البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 سنة تناول هذا النوع من المخدّرات مرة واحدة على الأقل، وفقاً للدراسة الاستقصائية السنوية للجرائم. ويستطيع الملايين على الضفة الأخرى للأطلسي أن يحصلوا على الحشيش، إذ تسمح معظم الولايات الأميركية باستخدامه لأغراض طبية، أو ترفيهية أو كليهما معاً.

وتكمن فائدة الأسواق المنظمة هناك في توفير معلومات للمستهلكين الأميركيين بشأن قوة منتجات الحشيش التي يمكنهم شراءها. وبشكل عام، هذا ما يفعله الموردون الذين يشيرون إلى كمية مادة رباعي هيدروكانابينول (THC) في منتجاتهم. لذلك، أصبح مقياس THC يعادل مقياس ABV في الخمور. وكما هي الحال في المشروبات الروحية والبيرة التي تختلف عن بعضها بعضاً لجهة التأثير، هناك أيضاً منتجات الحشيش ذات النسبة العالية والمنخفضة لمادة رباعي هيدروكانابينول "تي أتش سي".

إن وجود طريقة معيارية لإظهار قوة تأثير عقار مخدر لن يساعد المستهلكين على اتخاذ القرارات بشأن شرائه فحسب، بل سيساعدهم أيضاً على فهم مخاطره. فعلى مدى 30 عاماً نصحتنا الحكومات المتعاقبة من خلال استخدام وحدات الكحول كمعيار، بشأن مستويات تناول الخمر الآمنة. وعلى الرغم من وجود هذه المعايير الراسخة، لا يفهم الجميع بوضوح معنى وحدة الكحول، ناهيك عن أخذهم بالنصح حول عدد الوحدات الذي يجب ألا يتجاوزوه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ومع ذلك، فإن وجود هذا النظام القياسي من شأنه أن يسمح بتعريف الناس بالمخاطر الصحية للحشيش، بالتالي سيوفر لهم طريقة لتبين ما هو الحد الآمن لاستهلاك هذا العقار المخدر. ولا يتعلق هذا بالصحة فقط، ولكن بالمجالات الحيوية الأخرى مثل قيادة السيارة. فقد ساعدت وحدة الكحول المعيارية على معرفة الكمية التي يُسمح باستهلاكها من دون خرق قوانين قيادة المركبات. وينطوي الحشيش، مثله مثل الكحول، على مخاطر خاصة على الصحة وغيرها من مجالات الحياة مثل قيادة السيارة.

وتشير المعلومات المستقاة من معظم الأبحاث حول المخدرات إلى النقطة الواضحة نوعاً ما المتمثلة في أنه كلما استُخدم مخدر ما بشكل متكرر وبكمية أكبر، كلما ازداد خطره على الصحة. ومن دون وحدة حشيش معيارية، سيجد الأفراد صعوبة في تحديد ما إذا كان استخدامهم ينطوي على خطر منخفض أو مرتفع على صحتهم، بعيداً من التعميم القائل "لا تتناول الكثير مراراً". فكيف يمكن معرفة القدر الكثير؟ وما معنى مراراً؟ هل يعني كل ساعة؟ أو يومياً؟ أو أسبوعياً؟

علاوة على ذلك، هناك تحد إضافي أمام صياغة وحدة حشيش معيارية، ويتمثل في وجود أكثر من طريقة لتناول المخدر، على عكس الكحول. فتدخين الحشيش يختلف عن أكله من حيث مدى سرعة وشدة التأثير. وتتميّز منتجات الحشيش القابلة للأكل بتأثيرها المتأخر، ما قد يجعل معرفة المستخدمين السذّج خاصة للكمية التي يحتاجونها للشعور بالمتعة بدل الألم، أكثر صعوبة.

لقد عينت الحكومة كارول بلاك لإجراء مراجعة مستقلة للمخدرات في المملكة المتحدة. وتتمثل إحدى التوصيات التي يمكن أن تقدمها في إنشاء وحدة حشيش معيارية. ومن شأن ذلك إتاحة الفرصة للصحة العامة لتقديم المشورة بشأن المستوى الآمن لتعاطي الحشيش كما يفعلون مع استهلاك الكحول. وسيخلصنا هذا من التجربة الحالية الفاشلة لجهة تقديم النصيحة للجميع بالامتناع عن تناوله، وهي ما يتجاهله الملايين سنة بعد سنة.

يتوقف معظمنا عن تعاطي المخدرات مع التقدم في السن، لذا لسنا بحاجة للنصائح بالكف عن استخدامها. لكننا بحاجة إلى مقاربة رصينة من جانب السياسيين لتوفير معلومات تستند إلى الأدلة، مثل وحدات حشيش معيارية، يمكننا الاعتماد عليها لاتخاذ القرار بشأن تناوله، والكمية التي يجب أخذها في حال قررنا ذلك.

(إيان هاميلتون يحاضر في الصحة النفسية في قسم العلوم الصحية بجامعة يورك)

© The Independent

المزيد من آراء