Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية توسع برنامجها النووي لاستخراج اليورانيوم بمساعدة الصين

وول ستريت جورنال: الرياض أكدت سلمية مفاعلاتها كجزء من استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي

مصادر الصحيفة تشير إلى شروع السعودية ببناء منشأة لاستخراج اليورانيوم في مدينة العلا (رويترز)

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن السعودية شرعت في تشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم في مدينة العلا شمال غربي البلاد بمساعدة صينية، في إطار تعزيز برنامجها النووي ذي الأغراض السلمية، وفقاً لمصادر غربية مطلعة.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن المنشأة الجديدة بُنيت بمساعدة كيانين صينيين لم يمكن التعرف على هويتهما، ولا توجد معلومات إضافية متعلقة بالمنشأة، وما إذا كانت قد بدأت عملياتها. في حين قال خبراء الحد من انتشار الأسلحة النووية، إن "الموقع لا ينتهك الاتفاقات الدولية التي تُعدّ السعودية طرفاً فيها".

ولكن وزارة الطاقة السعودية نفت بشكل قاطع المعلومات الخاصة بالموقع الجغرافي، وقالت في بيان لها وفقاً لـ "وول ستريت جورنال"، إن "المملكة تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم في مناطق معينة"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأكمل بيان وزارة الطاقة السعودية أن "البرنامج النووي السعودي يتوافق تماماً مع جميع الأُطر والقوانين الدولية المتعلقة بالطاقة النووية واستخدامها السلمي".

أهداف المنشأة

وأوردت الصحيفة أن "الكعكة الصفراء" وهي أحد أنواع بودرة خام اليورانيوم الذي يوجد بشكل طبيعي في السعودية ودول مجاورة مثل الأردن، يمكن إنتاجه عن طريق معالجة خام اليورانيوم كيماوياً وتحويله إلى مسحوق ناعم.

ولمعالجة وتخصيب اليورانيوم بما يكفي لتشغيل محطة طاقة نووية مدنية، فإن الأمر يتطلب تكنولوجيا وخطوات إضافية متعددة، وهو ما يبرر التعاون بين الرياض وبكين لاستغلال خام اليورانيوم الذي يوجد في المملكة بكميات كبيرة تصل إلى 6 في المئة من الاحتياطي العالمي.

وكانت الصين ممثلة بالمؤسسة الوطنية الصينية للصناعة النووية وقّعت مذكرة تفاهم مع السعودية عام 2017، للمساعدة في استكشاف وتقويم مصادر اليورانيوم والثوريوم، وسبقها اتفاق مشترك قبل 8 أعوام للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

 وتسعى الرياض من خلال الطاقة السلمية إلى تنويع مواردها وتقليص الاعتماد على النفط في تلبية معظم حاجاتها من الكهرباء وتطوير محطات تحلية المياه، وتجسّد هذه الرغبة لقاءات سابقة عقدتها مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، مع موردي تقنيات المفاعلات النووية الكبيرة في الولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا.

وتقول المنظمة السعودية المتخصصة في علوم الطاقة الذرية والمتجددة، عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إن "المملكة لديها موارد اليورانيوم التي يمكن استخدامها لإنتاج الوقود النووي لمفاعلات الطاقة الوطنية المستقبلية ولسوق اليورانيوم الدولية".

طاقة نووية سلمية

السعودية بدورها لا تملك برامج لحيازة أسلحة نووية، وتقتصر مساعيها على المضي قدماً في بناء محطات نووية سلمية لتوليد الطاقة، والتقليل من اعتمادها على النفط الذي تُعدّ أحد مصدريه العالميين، ويأتي استخراج المعادن بما في ذلك اليورانيوم ليكون جزءًا أساسياً من استراتيجية التنويع الاقتصادي.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، إن بلاده لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، واستطرد "لكن من دون شك، إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها".

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان صرّح في وقت سابق، أن "بلاده تمضي قدماً وبحذر في إنتاج وتخصيب اليورانيوم"، وبالنسبة إلى الرياض، فإن بناء مفاعلين نوويين كخطوة أولى سيؤدي إلى خفض معدل الاستهلاك المحلي اليومي من النفط بمعدل 150 ألف برميل.

ويشير أيان ستيوارت من مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من انتشار الأسلحة النووية إلى أن منشأة الكعكة الصفراء قد "تمثل تحرزاً سعودياً على المدى الطويل من إيران النووية"، مضيفاً أنها "خطوة أخرى في اتجاه وجود برنامج محلي لتخصيب اليورانيوم".

ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب الصحيفة الأميركية للتعليق، فيما تنفي طهران أنها مهتمة بتطوير أسلحة نووية.

ورفض أحد ممثلي وزارة الخارجية الأميركية الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة أثارت قضية المنشأة مع الرياض. يذكر أن التعاون الأميركي صاحب أبرز خطوات السعودية في مجال الطاقة النووية السلمية، فعام 2008، وقّع البلدان مذكرة تفاهم لبناء برنامج نووي مدني بمسمّى "الذرة لأجل السلام".

المزيد من الأخبار