Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اقتراح "مياه النيل الأزرق الإثيوبي" يثير مخاوف السودان

"تطوّر كبير وتغيير في الموقف يهدّد استمراريّة مسيرة المفاوضات التي يقودها الاتّحاد الإفريقي"

إثيوبيا تقترح ربط تشغيل سد النهضة بتقاسم مياه النيل الأزرق (أ ف ب)

أعلن السودان الثلاثاء 4 أغسطس (آب)، أنّ إثيوبيا اقترحت في رسالة بعثها وزير الريّ الإثيوبي إلى نظيره السوداني، ربط اتّفاق تشغيل سدّ النهضة "بمعاهدة شاملة بشأن تقاسم مياه النيل الأزرق".

وتتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا حول سدّ النهضة الذي تبنيه الأخيرة على النيل الأزرق، أهمّ فروع نهر النيل.

"مخاوف جدية"

وجاء في بيان صادر عن وزير الريّ والموارد المائية السودانية أنّ "الرسالة التي تلقّاها من نظيره الإثيوبي بتاريخ 4 أغسطس 2020 تُثير مخاوف جدّية".

ويقترح الخطاب الإثيوبي الاتّفاق على تعبئة السدّ أولاً، على أن يتمّ ربط "اتّفاق تشغيل السدّ على المدى البعيد بالتوصّل إلى معاهدة شاملة بشأن مياه النيل الأزرق".

يُعدّ سدّ النهضة الكبير مصدر توتّر بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى منذ العام 2011.

ويتوقّع أن يصبح السدّ أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا، وتقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي ينضمّ إلى النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل الذي يعبر مصر.

"حق تاريخي"

وترى إثيوبيا أنّ السدّ ضروري لتحقيق التنمية الاقتصاديّة، في حين تعتبره مصر تهديداً حيويّاً لها، إذ إنّها تحصل على 90 في المئة من مياه الري والشرب من نهر النيل.

وترغب مصر والسودان في التوصّل إلى اتّفاق شامل بشأن السدّ، بما في ذلك كيفية إدارته، لكنّ إثيوبيا ترفض ذلك.

كما تؤكّد مصر أنّ لها "حقاً تاريخيّاً" في النهر بموجب المعاهدات المبرمة عامي 1929 و1959. لكنّ إثيوبيا تعتمد على معاهدة موقعة في 2010 قاطعتها مصر والسودان وتجيز إقامة مشاريع للري وسدود على النهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف البيان السوداني الاقتراح الإثيوبي بأنّه "تطوّر كبير وتغيير في الموقف الإثيوبي يهدّد استمراريّة مسيرة المفاوضات التي يقودها الاتّحاد الإفريقي".

ومنذ العام 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيله، لكنها على الرغم من مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.

وبدأت الإثنين جولة جديدة من المفاوضات برعاية الاتّحاد الإفريقي.

السودان يرفض رهن حياة الملايين

ورهن السودان استمرار مشاركته في المفاوضات التي يقودعا الاتّحاد الإفريقي "بعدم الربط ما بين التوصّل لاتّفاق بشأن الملء والتشغيل من جهة والتوصّل لمعاهدة حول مياه النيل الأزرق من جهة أخرى".

وأكّد البيان أنّ وزير الريّ السوداني أبلغ ذلك إلى وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في دولة جنوب إفريقيا، التي تترأس اجتماعات المفاوضات بين الدول الثلاث بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

ووصف البيان مخاطر السدّ الإثيوبي على السودان وشعبه بأنّها "جدّيّة"، "بما في ذلك المخاطر البيئية والاجتماعية" بالنسبة إلى "الملايين من السكّان المقيمين على ضفاف النيل الأزرق".

ونقل البيان عن وزير الريّ ياسر عباس أنّ "السودان لن يقبل برهن حياة 20 مليون من مواطنيه يعيشون على ضفاف النيل الأزرق بالتوصّل لمعاهدة بشأن مياه النيل الأزرق".

مصر تطلب تعليق المفاوضات

كذلك، طلبت مصر الثلاثاء تعليق المفاوضات الجارية مع السودان وإثيوبيا بشأن السدّ الذي تُشيّده أديس أبابا على النيل الأزرق.

وقالت وزارة الريّ في بيان "طلبت القاهرة وكذلك الخرطوم تعليق الاجتماعات، لإجراء مشاورات داخليّة بشأن الطرح الإثيوبي الذي يُخالف ما تمّ الاتّفاق عليه خلال قمّة هيئة مكتب الاتّحاد الإفريقي في 21 يوليو (حزيران) 2020".

ويأتي هذا القرار إثر اجتماع بين اللجان الفنّية والقانونيّة للدول الثلاث، والمعنيّة ببناء سدّ النهضة الذي يُشكّل مصدر توتّرات مستمرّة منذ العام 2011.

وأضافت الوزارة "قبل موعد عقد الاجتماع مباشرةً، قام وزير المياه الإثيوبي بتوجيه خطاب لنظرائه في كلّ من مصر والسودان مرفقة به مسوّدة خطوط إرشاديّة وقواعد ملء سدّ النهضة، لا تتضمّن أيّ قواعد للتشغيل ولا أيّ عناصر تعكس الإلزاميّة القانونيّة للاتّفاق، فضلاً عن عدم وجود آليّة قانونيّة لفضّ النزاعات".

وحضر هذا الاجتماع مراقبون من الولايات المتّحدة والاتّحادين الأوروبي والإفريقي.

 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات