بيروت، التي تذكر كتب التاريخ أنها نامت تسع مرات تحت أنقاضها عبر العصور، نهضت هذه الصبيحة، لكي تلملم للمرة العاشرة أشلاء ضحاياها، وتداوي جراح آلاف المصابين، وتبحث عن عشرات المفقودين تحت الركام، وترفع حطام المباني التي عصف بها انفجار وصف بأنه انفجار نووي تكتيكي.
في ذكرى القنبلة التي أطاحت بهيروشيما اليابانية في 6 أغسطس (آب) 1945، يقدم لبنان إلى العالم عاصمته التي حملت من الأسماء ما لم تحمله مدينة أخرى هيروشيما جديدة، أودى بها تحالف مريب، من المتصارعين المحليين، واللاعبين الإقليميين والدوليين، وسياسات متراكمة من الإهمال والفساد والجور على المصلحة العامة.
انفجار مرفأ بيروت، الذي حدث بالأمس، والحجم الذي تم به، وبالدمار الناتج عنه، يرسم مساراً جديداً للأزمات اللبنانية المستمرة والمتوالدة، وسيترك آثاره السياسية والاقتصادية والسياسية على البلاد لوقت طويل.
صحيح إن العالم، بمختلف دوله وشعوبه، سارع إلى إعلان تضامنه مع لبنان وشعبه فور وقوع الكارثة وتبين حجمها الفظيع، لكن ذلك لن يخفف عن اللبنانيين هول المأساة، التي رمت ب300 ألف منهم إلى براثن التشرد، كما أعلن محافظ بيروت، وجعل المستشفيات تغص بالمصابين إلى ما فوق طاقتها.
بيروت التي نهضت هذا الصباح لتعاين الكارثة على حقيقتها، ستكون بالتأكيد على غير تلك الصورة التي عرفها بها أهلها ومحبوها.
إليكم تغطيتنا للتطورات المتعلقة بانفجار بيروت عندما حدثت.