برزت معالم عدة للنسخة المحدودة من الحج بسبب قيود كورونا، لفت بعضها الإعلام الدولي، مثل طواف الحجاج بالكعبة المشرفة وسط معايير صارمة للتباعد بينهم.
ومع أن الوباء طبع الحج والأعياد بإجراءاته كسائر أنماط الحياة العامة في كل أنحاء العالم، إلا أن رجال الأمن السعوديين زاحموه في ميادين الحج في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة في "منى ومزدلفة وعرفات"، فالتقطت كاميرات المصورين مشاهد خدمتهم الحجاج أمام الكعبة وأثناء رمي الجمرات وغيرها.
وتداول السعوديون في سنوات مضت صوراً إنسانية لرجال أمن يحملون الحجاج على ظهورهم، وآخرين يسقونهم المياه أو يرشون عليهم رذاذها في بلاد ترتفع أحياناً فيها درجات الحرارة لنحو 50 درجة مئوية.
ولم تقتصر الصورة على الأمنيين الرجال فحسب، ولكن أيضاً شملت نظيراتهم من النساء اللاتي بدأن بخدمة الحجاج بوصفهن مطوفات معاونات لذويهن في تلبية مطالب من يسميهم السعوديون "ضيوف الرحمن". كونهم حجاج بيت الله الحرام، وذلك قبل أن تسند السلطات السعودية للمرأة مهمات في الأمن مباشرة عبر الرد الآلي، أو وظائف في الشرطة والجوازات والجيش السعودي في السنوات الأخيرة.
وفي مشهد نقلته وكالة "رويترز" تجلس السعودية بارة الشعيبي أمام جهاز كمبيوتر واضعة سماعة على أذنيها، داخل مركز أمني تابع لوزارة الداخلية في مكة لتتلقى بلاغات الطوارئ من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى الحجاج الزائرين.
وعادة ما كان العمل في الجهات الأمنية السعودية يقتصر على الرجال. غير أن الحكومة بدأت بإجراء إصلاحات تدريجية لفتح المزيد من الوظائف أمام النساء، وتمكين المرأة في إطار رؤية المملكة 2030، ومنحت فرصاً جديدة للنساء خلال السنوات العشر الأخيرة فيما يتعلق بالدراسة والعمل، وألغت التمييز ضدها.
وقالت بارة (31 عاما) التي تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة أم القرى في مكة "المرأة (السعودية) أثبتت وجودها في مجالات متعددة وهي قادرة على أن تثبت وجودها أيضاً في المجال الأمني".
كانت بارة تجلس إلى جوار ست زميلات لها داخل القسم وجميعهن منتقبات باستثناء واحدة كانت ترتدي غطاء رأس عادياً. ويعمل في القسم عدد آخر من النساء بالتناوب. وفي المقابل، كان عشرات الموظفين الرجال يجلسون في قاعة أخرى كبيرة في المركز.
وعن طبيعة عملها قالت بارة "يرد الاتصال من المبلغ، ثم أتأكد من الموقع ومن الحالة وأمرر البلاغ للجهة المختصة بأسرع وقت خصوصاً إذا كانت حالة طارئة مثل الحرائق والإسعافات".
وكانت السعودية أعلنت أخيراً، خلو النسخة المحدودة من الحج التي نظمتها من وباء كورونا والأوبئة التي كانت السلطات الصحية في البلاد، تتخذ الاحتياطات كافة لتجنبها.
ومعلوم أن السلطات السعودية كانت قد قصرت نسخة هذا العام من الحج على الجنسيات المقيمة فيها، بسبب ظروف كوفيد 19 التي جعلت معظم دول العالم تغلق حدودها. وسمحت وزارة الحج لرجال الصحة والأمن من الجنسية السعودية فقط بحج هذا العام، فيما قالت إنه تعبير عن امتنانها للخدمات التي قدموها أثناء فترة الأزمة الوبائية في خدمة مواطنيهم.
