Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع الواردات الأميركية من الكمامات وأجهزة التنفس رغم الإصابات

تشريع أميركي لإنهاء القبضة الصينية على سلسلة التوريد الطبية

أكثر من 90 في المئة من الكمامات التي ترد إلى الولايات المتحدة بحراً مصدرها الصين وهونغ كونغ (رويترز)

يبدو أن واردات الولايات المتحدة من معدات الحماية الشخصية والإمدادات الطبية انخفضت في يوليو (تموز)، في الوقت الذي يضغط فيه صانعو السياسات لتقليل الاعتماد على الصين  حتى مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديدة بشكل كبير، إذ قدّم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون تشريعاً الأسبوع الماضي، يقضي بتقليل اعتماد الولايات المتحدة على دول مثل الصين في معدات الوقاية الشخصية والتجهيزات الطبية المهمة، وقال مقدمو مشروع القرار "القبضة الصينية على سلسلة التوريد المهمة يجب أن تنتهي، وهذا التشريع يحقق هذا الهدف".

وتراجعت الشحنات الواردة للأقنعة والنظارات والملابس الواقية التي تصل عن طريق البحر في يوليو مقارنة بيونيو (حزيران)، على الرغم من المستويات القياسية لحالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد، وبقيت القفازات فقط على مسار تصاعدي، مع تأكيد متخصصي المصادر أنه في الصين وماليزيا، فإن سوق "القفازات المطاطية لا تزال ساخنة للغاية، مع تراجع في الطلب على الكمامات".

90 في المئة من الكمامات مصدرها الصين وهونغ كونغ

وحسب المحللين في شركة أبحاث بانجيفا، فإن أكثر من 90 في المئة من الكمامات المشحونة بحراً إلى الولايات المتحدة في العام حتى 15 يوليو كان مصدرها الصين وهونغ كونغ. بالتالي، فإن الانخفاض الهائل هو دليل آخر على أن السوق الصينية، التي اعتبرها الكثيرون خارجة عن السيطرة، بدأت تهدأ أخيراً.

ووجد تحليل بانجيفا لبيانات الشحن أن واردات أجهزة التنفس المشحونة عن طريق البحر انخفضت 26.6 في المئة خلال يوليو قياساً على  يونيو، بعد انخفاضها 0.8 في المئة في يونيو مقارنة بمايو.

21.6 في المئة انخفاضاً في واردات الحماية الشخصية

كما انخفضت معدات الحماية الشخصية، وهو مصطلح شامل يستخدم لأي معدات من أغطية الرأس والمآزر إلى أجهزة التنفس ونظارات السلامة التي انتشرت خلال الوباء، 21.6 في المئة في يوليو، حسب البيانات الرسمية للجمارك الحكومية التي لم تنشر بعد.

ضمن ذلك، انخفضت شحنات الكامات 24.0 في المئة في يوليو، مع انخفاض النظارات والستائر 28.8 في المئة و5.8 في المئة على التوالي. وارتفعت واردات الأقنعة عن طريق البحر 1,253 في المئة بمايو، ما يؤكد أن الانخفاض الأخير يأتي من قاعدة عالية بشكل غير عادي.

وظهرت خطوط الإنتاج المؤقتة في جميع أنحاء الصين متطلعة لتزويد البلدان الأخرى التي تفشّى فيها الوباء في وقت لاحق من ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن حتى منذ ذروة مايو، أدركت الشركات الخاصة على الأرض أن قطار التصدير يتجه إلى التوقف.

وشعر البعض أن كل ذلك لم يكن صحيحاً بعد موافقة شركة "بي واي دي" الصينية، على الإذعان للسلطات التنظيمية، حتى بعد أن حصلت الشركة على صفقة بمليار دولار أميركي مع ولاية كاليفورنيا.

تزايد الإنتاج في الولايات المتحدة والمكسيك

وقال ليانغ شيونغ، مدير المبيعات في شركة تجارية أجنبية مقرها في قوانغدونغ لصحيفة ساوث تشاينا موررنغ بوست، "في أواخر مايو، سمعنا أن شركة (إم 3)، إضافة إلى عديد من العلامات التجارية الأميركية الكبرى الأخرى، لديها منتجات معدات الحماية الشخصية المنتجة بكميات كبيرة في الولايات المتحدة والمكسيك، لذلك توقع الكثير بالفعل انخفاض الطلب والأرباح من السوق الأميركية بشكل حاد، ومنذ ذلك الحين، بدأ كثير من الشركات بالفعل في التخلي عن السوق الأميركية، لمنتجات معدات الوقاية الشخصية".

ويضيف شيونغ، الذي لم يعد يصدر الكمامات إلى الولايات المتحدة، "بدلاً من ذلك، تحول الكثيرون إلى تصدير المواد الخام والمعدات إلى الأسواق الأجنبية الأخرى، مثل الأقمشة المنصهرة، حيث يمكن إنتاج المنتج النهائي".

وقال ميكي دو، مدير المبيعات في جينيل ميديكال إكويبمنت في تشانغشا بمقاطعة هونان، "لقد جرى إغلاق كثير من المصانع بالفعل". وأضاف "لدينا طلبات أقل الآن، وسنستمر في صنع الكمامات، لكن الآن سنركّز أكثر على منتجاتنا الرئيسية".

معدات الوقاية الشخصية أكبر الصادرات الصينية

كانت شحنات معدات الوقاية الشخصية أقوى فئة للصادرات الصينية أداءً في الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى إجمالي صادرات أقوى من المتوقع في يونيو. وسط ضعف الطلب الأجنبي على الصادرات الصينية الأخرى، بسبب تفاقم جائحة فيروس كورونا في العالم، ويمكن أن يشير انخفاض صادرات معدات الوقاية الشخصية إلى ضعف الصادرات الصينية بشكل عام، مع تأثير محبط في الانتعاش الاقتصادي الصيني.

منذ بداية يناير، سجّلت 87312 شركة صينية لصنع أو تداول كمامات الوجه، وفقاً لموقع تيانانشا، موقع معلومات تسجيل الشركة. لكن وتيرة التسجيل تباطأت منذ تسجيل أكثر من 70 ألف شخص في الأشهر الخمسة الأولى من العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحد هؤلاء، كان مصنع أحذية دونغان، الذي يديره يانغ خواينغ، الذي استثمر في خطين لإنتاج الكمامات مع مصنعين محليين آخرين. وقال يانغ، للصحيفة "لقد أنفقنا نحو 142 ألف دولار أميركي (مليون يوان صيني) على خطوط الإنتاج في مارس (آذار)، لكننا سرعان ما نتكبّد خسائر كل شهر". وأضاف "لدينا الآن طلبات فقط من اليابان، لكن حتى الطلبات من المشترين اليابانيين تنخفض، لذا من الصعب دعم خطوط الإنتاج".

كما بدأت مجموعة لونغخيانغ لصناعة القوالب الصناعية، مقرها قوانغتشو في صنع الكمامات في وقت سابق من هذا العام، لكن ليس لديها خطط فورية للخروج من السوق على الرغم من تراجع التجارة.

وقال مندوب مبيعات الشركة ميلان تشوا، "الآن ليس الجنون كما كان في أبريل، لكن لا يزال لدينا طلبات وهي أكثر استقراراً من ذي قبل". وأضاف "يبدو أن عديداً من الأشخاص قد غادروا السوق، لذا يحصل الموردون الآن على قيمة أكبر".

تسييس ارتداء الكمامات

وقال رينو أنجوران، الرئيس التنفيذي لمتخصصي مصادر سوفيست، إن انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة يرجع إلى "عدم كفاية الذوبان"، وهو نسيج مهم لصنع الأقنعة، "والعديد من مصانع الأقنعة".

وأضاف، "عندما تنظر إلى أوروبا، التي بدأت تتراجع فيها أرقام الإصابة بالوباء في وقت أبكر بكثير من الولايات المتحدة، كان هناك نحو ستة أسابيع عندما كانت كمامات الوجه مرغوبة للغاية، ثم انهارت السوق على الفور".

وتابع أنجوران، "أتوقع تقريباً نفس النمط للولايات المتحدة. إنهم يبحثون عن كمامات بجنون، لكن بشكل خاص مع جميع كمامات النسيج القابلة لإعادة الاستخدام في السوق، ومن ثمّ لا يريد نصف السكان كمامات على أي حال، لذلك فقد انتهت".

لقد استُخدمت كمامات الوجه بشكل مسيّس في الولايات المتحدة، حيث ألقى الكثيرون باللوم في الحالات المتزايدة على فشل بعض الأميركيين في اتخاذ تدابير وقائية ضد انتشار الفيروس.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد