Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نتفليكس" تثير غضب الهنديات بمسلسل حول رحلة البحث عن عريس

يرونه يشجّع على العنصرية والطبقية ويشوه صورة النساء

يناقش المسلسل طريقة الزواج في الهند عن طريق الخاطبة (الحساب الرسمي لنادية جاغسار بإنستغرام)

"الزواج في الهند صناعة كبيرة ومربحة جدّاً"، جملة جاءت على لسان وسيطة الزواج في المسلسل الوثائقي "Indian Matchmaking" بموسمه الأول، الذي بدأت نتفليكس عرضه على منصتها قبل أسبوعين تقريباً، فمن خلال تلك الجملة تتلخص فكرة العمل الذي رغم نجاحه وانتشاره الكبير، فإنه أثار ردود أفعال غاضبة عبر السوشيال ميديا، واعتبره المنتقدون عملاً مهيناً وجارحاً، إذ يتمحور حول طريقة الزواج المعمول بها من قِبل بعض الفئات في البلد الذي يبلغ عدد سكانه ملياراً ونصف المليار نسمة، وبطلته الأساسية هي الخاطبة أو وسيطة الزواج.

ورغم أن الخاطبة أو طريقة زواج الصالونات أمرٌ معمولٌ به بشكل أو بآخر في ثقافات عدة، فإن واقعيته الشديدة والانغماس في تفاصيله من خلال الوثائقي الجديد جعل المنتقدين يرونه قاسياً بالنسبة إلى النساء والرجال أيضاً، إذ تظهر المرأة كبضاعة لها مواصفات مثل السلع، والعرسان كل ما يهمهم الحصول على المواصفات، وهو ما يجعل من الطبيعي أن تصف سيما تاباريا أو العمة سيما الأمر ببساطة على أنه عبارة عن صناعة أو صفقة.

الخاطبة الهندية متهمة بإهانة النساء

وتأخذ سيما تاباريا الجمهور من خلال الحلقات الثماني في جولة واقعية لنماذح تبحث عن شركاء حياتها عن طريقها وبتدخل كبير من الأهل، وتصف نفسها بأنها أفضل وسيطة زواج بمدينة مومباي، وتفتخر بأنها تعمل مع 135 عائلة، إذ تلتقيهم في المتاجر والبيوت أو حتى المطارات، وتروّج لنفسها عن طريقة صفقات الزيجات المهمة التي عقدتها، وتعرض خدماتها في التوفيق بين الشركاء مقابل مبلغ مالي مجز، إذ تجتهد حتى تحصل للعريس والعروس على مرادهما، وتقوم الخاطبة بالتوفيق بين العائلات الثرية عن طريق دول أخرى أيضاً، بينما هي لا تتوقف عن الفخر بسمعتها الطيبة كخاطبة لها اسمها في مومباي.

 

موجة الغضب بين كثير من النساء الهنديات لدى عرض السلسلة الوثائقية المثيرة الجدل، برزت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تغريدات وتدوينات متواصلة، تؤكد أن العمل يعرض بصورة مشوهة مشروع الزواج في الهند، ويظهر النساء بشكل حرج، كل همهن إرضاء الزوج وعائلته من أجل الفوز بزوج المستقبل، ولا يجري التركيز على طموحهن العلمي والمهني، ويكرّس فكرة الطبقية والعنصرية، كما أنهن غير راضيات عن عرض طريقة الزواج المدبر بهذا الشكل، فهن معترفات بوجوده، خصوصاً أن الهند بلد ضخم به أطياف اجتماعية وثقافية متعددة، بالتالي من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات كثيرة وأنماط حياة مختلفة.

فتيات يفضّلن الزواج المدبر

لكن، بالنسبة لبعض النساء المشاركات في الحلقات التي حظيت بمتابعة كبيرة، بدا الأمر غير ذلك بالمرة، وبينهن نادية جاغسار التي كانت من ضمن من ظهرن في الحلقات، وجرى تصوير تجربتها في الحصول على شريك مثالي، وكان لديها أمل أن تتزوج بطريقة والديها نفسها، إذ تعتبرهما نموذجاً ناجحاً من خلال العودة إلى أصولها الهندية في تجربة تلفزيون الواقع هذه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رغم أن نادية لم تنجح مع مرور الحلقات في الحصول على هدفها، فإنها مع ذلك فخورة بالتجربة، وفق ما قالته لـ"oprahmag" في حوارها الصريح، إذ أكدت الشابة التي تعيش بولاية نيو جيرسي الأميركية والبالغة من العمر 32 عاماً، وتعمل مخططة لحفلات الزفاف، أنها سعيدة للغاية بصدى الحلقات، إذ حصلت على معارف كثر، وزاد عدد متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتلقى رسائل دعم، وتبدلت حياتها إلى الأجمل، رغم فشل طريقة الخاطبة في مساعدتها على الارتباط، لافتة إلى أنها متحمسة كونها باتت مشهورة في محيطها، وتعتبر تجربتها رائعة.

الحديث التفصيلي عن مواصفات العروس، مثل طولها، ومستوى تعليمها، ولون بشرتها، ومستوى أسرتها المادي، ومدى جاذبيتها ومرونة شخصيتها وغيرها من تلك الأمور بالنسبة إلى والدة العريس أشياء بدت مثار ضيق لكثير من النساء الهنديات اللاتي عبّرن عن غضبهن وانتقادهن، إذ إنّ هناك أصواتاً معارضة للعمل، وهي أصوات لا ترفض فكرة الزواج التقليدي في الهند، ولا تنفي وجوده، لكنها ترفض فكرة الحطّ من قدر النساء مثلما ظهرن في بعض الأحيان بالوثائقي، وبينهن الصحافية وناقدة الأفلام آنا إم. فيتيكاد، فحسب ما أورد موقع "بي بي سي" قالت الناقدة: "بصفتي امرأة هندية متعلمة وليبرالية من الطبقة المتوسطة لا تعتبر الزواج جزءاً أساسياً من الحياة، فقد شاهدت المسلسل كشخص غريب يبحث في عالم غريب".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات