Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستثمرون يواصلون تسييل الأصول مع اتجاه عالمي للاحتفاظ بالنقد

1.1 تريليون دولار تتدفق إلى سوق النقد في 7 أشهر

دفعت خسائر أسواق الأسهم المستثمرين إلى الاتجاه نحو الملاذات الآمنة (رويترز)

أظهرت إحصاءات تدفقات الصناديق الأسبوعية لبنك أوف أميركا، أنّ مديري الأموال خصصوا نحو 3.9 مليار دولار للاستثمار في الذهب، في ثاني أكبر تدفقات أسبوعية على الإطلاق، إضافة إلى تخصيص نحو 5.6 مليار دولار للاستثمار في أوراق النقد.

وسجّلت أدوات النقد دخول إجمالي تدفقات صافية بواقع 1.1 تريليون دولار في سوق أوراق النقد منذ بداية العام الحالي، إذ تسببت إجراءات العزل العام التي أعلنتها الحكومات في إطار احتواء مخاطر وتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد في اضطراب الاقتصادات العالمية وتهاوي الأسواق، ما دفع المستثمرين إلى الهروب من أسواق الأصول الخطرة إلى أسواق الأصول والملاذات الآمنة بقيادة الذهب.

وتظهر البيانات الأسبوعية، أن صناديق السندات استقطبت نحو 17.2 مليار دولار، من بينها 12.6 مليار دولار ذهبت إلى السندات المصنفة عند درجة جديرة بالاستثمار. وسجّلت السندات ذات العوائد المرتفعة تدفقات داخلة صافية في 17 من بين 18 أسبوعاً فائتاً.

وتدفق خارجاً نحو 1.9 مليار دولار بشكل صافٍ من أسواق الأسهم، بينما شهدت الأسهم في الولايات المتحدة أكبر موجة نزوح للتدفقات في أربعة أسابيع، وتدفقت الأموال إلى الأسهم الأوروبية للأسبوع الثالث على التوالي.

وقال بنك أوف أميركا "إن القصة الأكبر في العصر المقبل هي لحكومة أكبر، وعالم أصغر، وسياسة مالية غير تقليدية تسرّعها الجائحة، يبشّر بها ارتفاع الذهب وضعف وتراجع الدولار الأميركي".

هروب جماعي من أسواق الأصول الخطرة

وتشير البيانات المتاحة إلى أنه خلال أول ستة أشهر من العام الحالي، فإن الطلب العالمي على الذهب تراجع بنحو ستة في المئة، عند المقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 2076 طناً.

لكن، على الرغم من تهاوي الطلب العالمي على الذهب فإن الأسعار قفزت بقوة، ليسجل المعدن النفيس مكاسب قياسية وتاريخية بلغت خلال ثلاثة أشهر نحو 443 دولاراً للأونصة، بنسبة ارتفاع تقترب من 30 في المئة.

والخسائر التي تكبدتها أسواق الأسهم منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، دفعت المستثمرين إلى تسجيل أكبر موجة هروب من أسواق الأصول الخطرة والاتجاه نحو أسواق الملاذات الآمنة التي استفادت كثيراً من الأزمة الحالية، وحققت قفزات قوية سواء في الأسعار أو في حجم الطلب.

في السياق، أشار تقرير لشركة المزايا القابضة، إلى أن عناوين التسييل تقودها قرارات المستثمرين لدى أسواق المال منذ بداية الجائحة، لتسجّل عدداً من البورصات العالمية خسائر تجاوزت 30 في المئة، بينما يتجه العالم نحو عمليات التسييل والاحتفاظ بالنقد.

وتؤكد تقييمات أداء صناديق الاستثمار الأميركية أن هناك اتجاهاً نحو اكتناز السيولة بمعدلات لم تكن موجودة منذ زمن بعيد، بينما أظهر المسح الشهري لنحو 200 من مديري الصناديق العالمية خلال أبريل (نيسان) الماضي، أن السيولة قفزت من 5.1 إلى 5.9 في المئة، ما يعكس مدى الاحتفاظ بالنقد وسط توقعات بالركود.

وأشار التقرير إلى أنه وفي ظل تسجيل خسائر ملحوظة بأسواق الأصول الخطرة والسندات فإنّ المستثمرين حول العالم يفضّلون الاحتفاظ بـ"الكاش" حاليّاً حسب التقرير، الأمر الذي سيؤثر في اتجاهين متعارضين، الأول انخفاض كبير وملموس على قيم السيولة الاستثمارية، والثاني صعوبات كبيرة في توظيف هذه الأموال، لاستمرار تصفية أصول الملاذات الآمنة، وفي مقدمتها الذهب والسندات.

وأوضح أن اضطرابات السيولة وتأثيراتها لن تتوقف عند هذا الحد، لأن التحدي الأكبر يكمن لدى أسواق الدين، التي تشهد مزيداً من القيم والتشدد أمام الإصدارات الجديدة، بينما سيكون على دول الأسواق الناشئة سداد ديون تقدر بـ34 مليار دولار خلال الأشهر المقبلة، ما سيضع حكومات الدول أمام اختبارات صعبة، بشكل خاص في حال لم تتمكن من توفير الاحتياطيات الكافية، لتغطية التزاماتها الدولية في ظل شحّ التمويل الدولاري.

وعلى الرغم من النتائج التي وصلت إليها الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة حول العالم، فإن مستوى المخاطر وقيم الفرص تكاد تتساوى، وتبقى الرغبة في الاستثمار أو الاحتفاظ بتلك القائمة من دون تسييل معتمدة على الخبرات والأدوات والقدرة على التحمل في استمرار التراجع على قيم كل الأصول.

ويرى التقرير أن الاتجاه نحو التسييل والاحتفاظ بالسيولة لإعادة الاستثمار من جديد يخلقان مخاطر قليلة على الأداء الاقتصادي، وذلك بعيداً من التسييل بهدف الخروج النهائي والاحتفاظ بالنقد إلى فترات طويلة، وهو ما سينعكس سلباً على المناخات الاستثمارية وأسواق الوظائف على المديين المتوسط وطويل الأجل.

المستثمرون يخططون لتغيير أسلوب حياتهم

وحسب التقرير الصادر عن مجموعة "يو بي إس"، فقد أثارت التداعيات التي خلّفها وباء كورونا المخاوف بين أثرياء العالم، مع تخطيط الغالبية لتقليل السفر، مع شعور أكثر من نصف المستثمرين بالقلق حيال وجود سيولة كافية. وذكر التقرير أن أكثر من نصف المُستطلع آراؤهم يشعرون بالخوف من عدم امتلاكهم سيولة نقدية كافية في حالة حدوث وباء آخر. ويعتقد 75 في المئة من الأثرياء حول العالم الذين استُطلعت آراؤهم أنه في أعقاب وباء "كوفيد 19" أن الحياة لن تكون نفسها مرة أخرى أبداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطبقاً للمسح، الذي تطرق إلى آراء أكثر من 3750 مستثمراً في نحو 15 سوقاً عالمية، يخطط المستثمرون بالفعل لتعديل أسلوب حياتهم بعد الوباء. ويعتزم سبعة من بين كل عشرة مستثمرين تقليل السفر والرحلات إلى مقار العمل، بينما يخطط نصف المستثمرين لقضاء وقت أطول مع العائلة.

وقال 88 في المئة من الأشخاص المستجيبة للمسح إن الحفاظ على الصحة يمثل أولوياتهم القصوى. وحسب المسح، أشار نحو 67 في المئة من المستثمرين إلى أن الوباء أثر في طريقة التفكير بشأن أموالهم، إذ يقلق 56 في المئة من عدم وجود مدخرات كافية إذا وقع وباء آخر.

ويخطط نحو 58 في المئة من المستثمرين للبقاء وقت أطول في العمل من أجل تعويض خسائر التقاعد، في حين يشعر 60 في المئة بالقلق حيال الأعباء المالية لعائلاتهم حال تعرّضهم للمرض.

وفي المجمل، يريد 83 في المئة من المستثمرين توجيهات أكثر من المعتاد من جانب مستشاريهم الماليين حول شؤونهم المالية خلال فترة الوباء. وعلى الرغم من أيّ ضرر في صافي ثروات المستثمرين، فإن الغالبية العظمى منهم ترى أن التقلبات الأخيرة في أسواق الأسهم بمثابة فرصة للشراء.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد