Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهند تتلقى "سرا" مقاتلات فرنسية

الـ"رافال" تصلها في ظل التوتر الحدودي مع الصين وتنسجم مع سعيها لتحديث أسطولها المتهالك العائد إلى الحقبة السوفياتية

رحبت الهند يوم الأربعاء الماضي بوصول خمس طائرات مقاتلة جديدة فرنسية الصنع. ويأتي هذا الحدث الذي طال انتظاره بالتزامن مع الصدام الحدودي المتواصل بين الهند والصين في سلسلة جبال الهيمالايا.

وتذكيراً، ففي 2001، اتخِذ قرار بتحديث القوات الجوية الهندية، لكنه تعرقل وتأخر تنفيذه بسبب تكاثر مزاعم الفساد حوله، إضافة إلى محادثات طال أمدها وصفقات وصلت إلى حائطٍ مسدود.

وأخيراً، حطت خمس طائرات من نوع "رافال" في قاعدة "أمبالا" الجوية في ولاية "هاريانا" الهندية، وسط إجراءات أمنية مشددة سعت إلى الحيلولة دون تسرب صور حساسة للطائرات الجديدة.

وقد شملت تلك الإجراءات إصدار أمر مستعجل (تحت "البند 144") يحظر التجمعات الحاشدة في أربع مقاطعات تُحيط بالقاعدة الجوية المذكورة، وإقفال الشرطة والجيش للطرقات التي تُجاورها وتلك التي تؤدي إليها، ومنع التقاط صور وفيديوهات للطائرات منعاً باتاً.

"حطت الطيور بأمان في أمبالا"، غرد وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ. أضاف "وعلى كل من يرغب في تهديد سلامة أراضينا أن يقلق من هذه الإمكانات الجديدة أو يخشاها".

وفي هذه التغريدة إشارة مبطنة إلى الانتقادات الهندية المطولة لصفقة "رافال"، التي وُقع عليها في فرنسا عام 2016 ونصت على شراء الهند 36 مقاتلة "جاهزة للطيران" مقابل 6.76 مليار جنيه إسترليني. فبحسب "حزب المؤتمر" المُعارض للحكومة، تعتبر الصفقة بين نيودلهي وباريس مشبوهة وفاسدة. وقد نفي "حزب باراتيا جاناتا" الحاكم ذلك الزعم، جملةً وتفصيلاً.

ورداً على ما جاء في تغريدة وزير الدفاع، أوضح بي شيدامبارام، مسؤول رفيع في "حزب المؤتمر"، للمراسلين الصحافيين أن حزبه رحب بوصول الطائرات و"لا مشكلة لدينا مع طائرات "رافال". نحن مشكلتنا مع الطريقة التي أجريت فيها صياغة العقد المتعلق بها".

وفي ذلك الصدد، ترى الهند أن تعزيز سلاحها الجوي عنصر أساسي في عملية التحضير لسيناريو الحالة الأسوأ الذي يتضمن خوض حربٍ على جبهتي الصين وباكستان معاً. ويشير تحليلها الخاص إلى أن تلك الفرضية تستلزم وجود 42 سرباً مقاتلاً (يضم كل سرب ما يتراوح بين 18 و24 طائرة)، في الوقت الذي يقتصر فيه أسطولها المتهالك والعائد إلى الحقبة السوفياتية، على مجرد 31 سرباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 الطائرات الخمس الجديدة غادرت الأراضي الفرنسية يوم الاثنين الماضي بقيادة طيارين من "القوات الجوية الهندية". وبعد اجتيازها 7 آلاف كيلومتر، وتوقفها مرة وحيدة في الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى قاعدة "أمبالا، مستعرضةً قدراتها في الرحلات الطويلة والتزود بالوقود جواً.

ويفترض أن تنضم تلك الطائرات إلى سرب مستحدث يحمل الرقم 17 ويسمى "السهام الذهبية". ويعرف عن ذلك السرب أنه من القوات التي شاركت في عدد كبير من العمليات على مدار تاريخ الهند، بما فيها "حرب كارجيل" بين الهند والباكستان في 1999. وفي 2016، جرى تفكيك ذلك السرب مع استغناء الهند تدريجاً عن أعداد متزايدة من طائرات "ميغ" القديمة الروسية الصنع.

وتترقب الهند أن تدخل طائرات "رافال" الخدمة في سلاحها الجوي في منتصف أغسطس (آب)، مع العلم أنها لن تكون، وفق الخبراء، قادرة على العمل بكامل طاقتها قبل مرور بعض الوقت. وكذلك من المقرر أن تستكمل شركة تصنيع الطائرات الفرنسية "داسو" عملية تسليم الطائرات الـ36 المتفق عليها مع نيودلهي مع نهاية عام 2021.

وفيما لا يتوقع أحد حرباً شاملة بين الهند وجاراتها، انصب التركيز في الأشهر الأخيرة على احتمال نشوب صراع بين الهند والصين بعدما اتهمت نيودلهي جنوداً صينيين بالتعدي على الحدود المتنازع عليها والمعروفة بـ"خط السيطرة الفعلية" في منطقة "لاداخ" الشمالية وبنائهم خيماً وتحصينات على امتدادها.

وقد بلغ النزاع ذروته بعد وقوع معركةٍ عسكرية ضارية في الجبال، أسفرت عن مقتل 20 جندياً هندياً وخسائر في الجانب الصيني أبت سلطات بكين الكشف عن حجمها.

ومذاك، عُقدت طاولات مستديرة عدة بين ديبلوماسيين ومسؤولين عسكريين لحل النزاع بين الهند والصين، لكن المواجهات والتعزيزات ما زالت سيدة الموقف بين الطرفين.

© The Independent

المزيد من دوليات