Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جيني اسبر: أزعل على نفسي وحياتي كلها مسؤوليات

"مَن يريد أن يدخل مصر يجب أن يحسب خطواته بشكل صحيح"

الممثلة السورية جيني اسبر (أحمد زملوط)

مع اقتراب الموسم الرمضاني، ينهمك معظم الممثلين بتصوير أعمالهم الجديدة، فما هي الاعمال التي تشاركين في تصويرها؟

انتهيت من تصوير ثلاثة مسلسلات، لكني لا أعرف هل تُعرض في الموسم الرمضاني المقبل أم خارجه. الأول، خماسية بعنوان "حب للإيجار" من ضمن سلسلة خماسيات بعنوان "عن الهوى والجوى" تأليف فادي سليم وإخراجه وإنتاج "مؤسسة الإنتاج التلفزيوني"، والثاني مسلسل "سلاسل الذهب" وهو من أعمال البيئة الشامية، إخراج إياد نحاس وإنتاج "غولدن لاين" ويشارك فيه عدد من نجوم الدراما السورية من بينهم بسام كوسا وكاريس بشار وديمة بياعة. والثالث مسلسل طويل بعنوان "الحرملك" مؤلف من 3 أجزاء، إنتاج شركة "كلاكيت" وإخراج تامر إسحق وكتابة سليمان عبد العزيز. كما صوّرتُ لوحات "ببساطة" التي ستُعرض يومياً على قناة "لنا".
 
يؤخذ على الممثل السوري أنه يشارك في مجموعة أعمال في وقت واحد، ألا ترين أن لذلك انعكاساً سلبياً على الفنان؟
 
الدراما السورية تعتمد على البطولات المشتركة وليس على البطولة المطلقة، كما في المسلسلات المشتركة. البطولات المشتركة لا تتطلب حضور الممثل 3 أشهر بشكل يومي على البلاتو (موقع التمثيل)، وهذا ما يتيح أمامه فرصة المشاركة في أكثر من عمل، خصوصاً إذا كان هناك مجال للتنسيق في ما بينها. ولكن إذا طُلب مني الظهور في 50 مشهداً فسأشارك عندئذ في عمل واحد. ويتطلب الانتاج أحياناً وجود عدد كبير من الممثلين في العمل الواحد.
 
وإذا عُرضت كل تلك الاعمال في موسم واحد، ألا يمكن التحدث إذّاك عن مشكلة؟
 
هذا طبيعي ولا مشكلة فيه إذا كان هناك اختلاف في الشخصيات. يمكن أن نتحدث عن مشكلة عندما لا يجيد الممثل سوى تجسيد شخصيته.
 
ما هو سبب غياب النجمات السوريات عن الدراما المشتركة التي تعتمد تركيبة واحدة تقوم على البطل السوري والبطلة اللبنانية؟
 
هذا السؤال يجب أن يوجه الى المنتجين والمخرجين. هم وجدوا أن هذه التركيبة ناجحة فاستمروا فيها. المشكلة التي تعانيها الدراما العربية عامةً، هي تكرار التجارب الناجحة سنوات طويلة إلى أن يملّها الناس. هناك الكثير من التقليد وغياب للابتكار، وهذا الأمر ينطبق على النصوص والافكار واستنساخ المسلسلات الناجحة.
 
هل هذا يعني أن الممثل يجد نفسه مجبراً على الوجود في الدراما على الرغم من مشاكلها وعدم قدرتها على الابتكار؟
 
هذا صحيح. عندما يتُعرض عليّ أعمال عدة، فأنا مجبرة على الاختيار، لكنني لست صاحبة القرار في اختيار نوع الدراما ونوع العمل، كوني لست مخرجة أو منتجة. هي دائرة مغلقة، لأن الممثل مجبَر على اختيار ما يُعرض عليه والمخرج مجبر على إخراج ما يُقدَم له، والمنتج مجبَر على تنفيذ طلب محطات التلفزة والمحطات تطلب نوع الأعمال و"تركيبة" ممثلين معينة، كونها تحقق نسبة مشاهدة عالية.
 

 

هل يحزنك عدم الوجود في الدراما المشتركة؟
 
طبعاً، ولكن الفرصة ليست متاحة للمشاركة فيها، بسبب تكرار الاسماء. وهذا الأمر يفّوت عليّ فرصاً كثيرة. وربما يحبني الناس من خلالها، ولكن الفرصة لا تصل إليّ.
 
ولا شك أنك تشترطين دور البطولة الأولى فيها؟
 
البطولة ليست عقدتي، ومَن يطّلع على تاريخي الفني يجد أنني قدمت أدوار البطولة وأدوار الضيفة. هناك أعمال عدة لعبت فيها دور الضيفة وتركت أثراً عند الناس، من بينها دوري في مسلسل "أبو جانتي" مع أنه لا يتعدى الخمسين مشهداً.
 
هل تهتمين بالأعمال المشتركة لأنها تؤمن لك انتشاراً عربياً أم أنك حققت ذلك من خلال الدراما المحلية؟
 
المسألة ترتبط بالتوزيع. خلال الأزمة (في سوريا) تعرضت الدراما السورية للحظر ومُنع عرضها على الشاشات العربية، وهناك فرق بين عرض العمل على محطة محلية ومحطة سورية. صحيح أنني معروفة عربياً، ولكن يُفترض بالفنان أن يغذي مسيرته الفنية وأن يشاهده الناس في أعمال جديدة دائماً. الجمهور العربي يعرفني من خلال مسلسل "صبايا" و"العراب" و"علاقات خاصة" و"الخوارزمي" لأنها عُرضت على محطات عربية، ولكن هناك أعمالاً أخرى عُرضت على قنوات مشفرة وهذا الأمر يؤثر فيّ كما في سائر الفنانين.
 
ألم تتلقي عروضاً من مصر؟
 
أنا بعيدة عن مصر ولكني أتمنى الحضور فيها. أولاً، لأن لا علاقات لدي هناك،  وثانياً، لأنني لم أشعر أن العروض التي وصلتني تشكّل اضافة إلى مسيرتي الفنية. مَن يريد أن يدخل مصر يجب أن يحسب خطواته بشكل صحيح.
 
هل يمكن القول إن سلاف فواخرجي هي الفنانة السورية الوحيدة التي فرضت نفسها بشكل صحيح في مصر؟
 
بل هنالك ممثلات غيرها. للمثال جمانة مراد وكيندة علوش وسلافة معمار وصفاء سلطان وسوزان نجم الدين. العمل في مصر يتطلب الوجود والمتابعة لأن فيها الكثير من الفنانين والإنتاجات. هي مصنع للدراما في ذاتها، ومَن تأتيه فرصة عمل مهمة فيها يكون محظوظاً جداً.
 
ولكن الا تُعدّ تجربة سلاف فواخرجي الأهم، كونها حققت جماهيرية عريضة بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "أسمهان"؟
 
سلاف فواخرجي نجمة عربية، ولكن هنالك كثيرات غيرها نجحن وأثبتن أنفسهن من خلال الأعمال التي شاركن فيها. المهم أن تتوفر الفرصة المناسبة، وأي دور صغير يُعرض عليّ لن يضيف إليّ شيئاً "يحرقني"، ويختلف الوضع عندما يكون الدور من "الجلدة إلى الجلدة". هناك مقومات عدة يُعرض على أساسها دور معين على الممثل.
 
ما هي هذه المقومات؟
 
أولاً أن يكون الدور مناسباً، وسلاف فواخرجي نجمة كبيرة ساعدها اسمها كثيراً. ثانياً، شكلها كان قريباً من شكل اسمهان، ووجهها مناسب لحقبة الستينيات. حالياً هناك توجه في الدراما العربية نحو الممثلة اللبنانية أكثر منه إلى الممثلة السورية، بسبب تداعيات الحرب في سوريا.
 
كيف تردين على مَن يقول إن المبالغة بالتجميل عند الممثلات تفقدهن القدرة على التعبير بشكل صحيح، وخصوصاً تعابير الوجه؟
 
هذا غير صحيح. الفتيات العاديات يلجأن إلى التجميل أكثر من الممثلات، والبنت في الـ 17 من عمرها تقوم بكل أنواع التجميل، بينما أنا مثلاً لم أجمّل سوى أنفي. أنا اليوم في الـ 38، ومن الطبيعي أن ألجأ إلى البوتوكس والفيلر لكي يظل شكلي مناسباً على الشاشة، ولا يمكن أن تطل الممثلة بشكل أسوأ من الفتاة العادية. ولا يمكن مقارنة الزمن الحالي بالزمن الماضي، كما لا يمكن انتقاد التجميل عند الممثلات لأنه يشمل كل الناس.
 
ولكن الا تجدين أن أشكال بعض الممثلات تبدو "نافرة" في مسلسلات البيئة الشامية كونها تتناول حقبة زمنية معينة؟
 
لو تناولنا الموضوع بشكل موثّق نجد أن الاجسام في تلك الحقبة كانت مختلفة. أكثر ما يؤذي الممثلات اليوم، هو الماكياج الذي لا يُطبَّق بطريقة احترافية، وهذا الأمر غير متوفر، والممثلة لا علاقة لها به.
 
الا يحق للممثلة الاعتراض؟
 
لنفترض أنها اعترضت! هذه المشكلة لا تُحلّ إلا بوجود "ميكاب أرتيست" (فنانين في مجال التجميل) يعملون بشكل احترافي. لا يجوز أن نضع اللوم على الممثل في كل شيء، لأن عمله هو استحضار الحالة وتأديتها بشكل صحيح، وليس أن يشغل تفكيره بالماكياج والملابس.
 
إلى أي حد يزعجك الانتقاد الذي يُوجَّه إليك على "السوشيال ميديا"؟
 
هو ليس انتقاداً بقدر ما هو تجريح. لم يعد هناك نقد بناء لأعمال الفنان بشكل موضوعي، بل تجريح يمس الشكل، وبطريقة لا تخلو من السخرية. للأسف بعض المواقع التي تجرّح بالممثلات، حتى القديرات منهن، تحظى بالترحيب والتكريم وصارت "قلّة الذوق" تمنح جوائز.
 
تعيشين مع ابنتك بعد طلاقك. هل هناك مشروع زواج يلوح في الأفق؟
 
الزواج نصيب. إذا التقيت الشخص المناسب الذي يسعدني ويوفر لي حياة أفضل، فلن أتردد. موضوع الزواج صعب بالنسبة إليّ، أولاً لأن مَن يتزوجن بي يجب أن يتحمل مسؤوليتي ومسؤولية ابنتي، وثانياً لأن حياتي صعبة جداً ولا يمكن أي شخص أن يتفهمها، وأحياناً أنا أزعل على نفسي لأنني لا أجد الوقت حتى لي ولابنتي. حياتي كلها مسؤوليات.
 
هل هي ضريبة الشهرة؟
 
وأيضاً الطلاق والأمومة. الأمومة في ذاتها مسؤولية والتربية بشكل صحيح تتطلب من الأم أن تعطي طفلها وقتاً كافياً، فكيف الحال لو كانت طبيعة عملها تتطلب منها السفر الدائم وتمضية ساعات طويلة في التصوير.
 
وأين تتركين ابنتك؟
 
كنت أتركها عند والدتي ولكن بعد وفاتها، أصبحت أتركها مع والدي والمربية وأحاول أن أؤمّن لها أجواء ملائمة بقدر المستطاع.
 
هل يمكن أن يدفعك ضغط العمل إلى ترك الفن خصوصاً إذا تقدم لك شخص مناسب يؤمن لك كل أسباب الراحة؟
 
عندما يضع الانسان حياته في مجال معيّن من الصعب أن يتنازل عنه. أنا أحب الفن وكرّست حياتي من أجله، ولكن إذا تزوجت يتحول الموضوع إلى اختياري، أي من خلال اختيار الأهم والأنسب بدل المشاركة في كم كبير من الأعمال.
 
تقصدين أن الشريك يؤمن لك نوعاً من الاستقرار المادي.
 
إذا توفر الشخص الذي يؤمن حياتي على الشكل المطلوب، فإن هذا الأمر يتطلب مني أن أكرّس وقتاً له. فكما هو يعطيني حقي فأنا سأعطيه حقه أيضاً. لا بد أن تتوفر حلول وسطية ترضي الطرفين.
 
هذا يعني أنك لن تتركي الفن؟
 
هذا الأمر صعب جداً حالياً، لأني كرست حياتي من أجل عمل أحبه وأستمتع به.

المزيد من فنون