Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاق كورونا نشر زيادة الوزن وتعبير خاص لوصفها

المربية الخيالية ماري بوبينز رأت "الكفاف جيد كالوليمة". ما مدى صحة ذلك؟

نوع جديد من البدانة نشره كورونا وسُمّيَ "كوروناسبك" (دبليو آر سي أف يوكيه.أورغ)

هل تودّون معرفة الكلمة الجديدة المنتشرة كالنار في الهشيم وقد باتت علامة فارقة في وصف زيادة الوزن المكتسبة خلال الإغلاق العام المرافق لكورونا؟ بالطبع تريدون ذلك. إنها "كوروناسبِك" coronaspeck. يمكن ترجمة هذه الكلمة الألمانية بشكل تقريبي إلى "شحوم كورونا"، أو إرفاقها بتلك الكلمة ذات الجاذبية اللامحدودة "لحم كورونا المقدّد". مَنْ لا يحبّ اللحم المقدّد؟

يؤسفني القول إنني كنتُ ضحية الوقوع في حبّ اللحم المقدّد واكتساب شحوم كورونا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، والله وحده يعلم أنني كنتُ قبلها مكتنزة جداً، أمتلك "مؤخرة المسافرين في درجة الأعمال"، على حدّ وصف الكوميدية تينا فاي.

 في إحدى المحادثات التي لا يمكن للمرء أن يجريها إلّا خلال هذه "الأوقات غير المسبوقة"، أثرت موضوع شحومي الزائدة أمام زوجي وأشرتُ إلى أن مذاقي سيكون جيداً بالفعل إذا ما جرى تحميري في المقلاة. وبصفته طاهياً متحمّساً، ردّ مباشرة أنّ طعمي سيكون أفضل إذا تُبِّلتُ بالملح والبهارات وطُبِختُ ببطء ورويّة ككقطعة كاملة على نار هادئة، كي أذوب في الفم عند تناولي. حسناً، سأعتبر هذا نوعاً من الإطراء.

وعلى الرغم من ذلك، فإن التلهّف لتناول المشروبات الكحولية "كي نتخفّف من ضغط اليوم" وقرمشة رقائق البطاطس بشكل آلي أثناء التحديق من نافذة المطبخ والتساؤل أين ذهبت حياتي، لا شك أنهما تسبّبا بطريقة أو بأخرى في تقلّص سروالي الجينز. ولهذا السبب، توقفتُ عن ارتدائه.

في شهر مارس (آذار) الفائت، بدت الحياة مختلفة جداً بالنسبة لي. وآنذاك، كنتُ قد بدأتُ للتو مهنتي الجذابة في مسارح "ويست إيند"، وبتُّ أخشى أنها ستكون أقصر مسيرة مهنية على الإطلاق. لم يكن يفصلني سوى أسبوعين عن أداء دوري لمدة أربعة أشهر في المسرحية الموسيقية الرائعة "الكل يتحدثون عن جيمي!"  Everybody’s Talking About Jamie! وبالتأكيد أيضاً، شعرتُ حينها بفوائد هزّ مؤخرتي بالمعنى الحرفي للكلمة أثناء الرقص كل ليلة ومرتين يومي الأربعاء والسبت. كما أن استهلاكي للكحول قد انخفض بين ليلة وضحاها إلى مستويات ما قبل سن البلوغ. لقد تملكّني شعور جيد.

ثم في 16 مارس، أُرسِلنا جميعاً إلى منازلنا. لقد انتهى العرض، في الوقت الراهن على أقل تقدير، ولا أحد متأكد متى سيُستأنف. لحسن الحظ، كنتُ أعمل على تأليف كتاب، ولدي بعض الأمور التي أصبّ تركيزي عليها، لكن ذلك لم يكن في مصلحة رشاقتي، إذ عدتُ إلى الجلوس طوال اليوم، والتهام أطعمة غير مغذية لن تشعرني بالشبع إطلاقاً، ومحاولة تحديد موعد للانتهاء من كتابي. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

لم يكن بإمكاني ممارسة السباحة أو الذهاب إلى النادي الرياضي. تمثّل كل ما استطعت فعله في الجلوس والتحديق بشاشة حاسوبي. لقد أوردتُ كل ذلك، حتى قبل أن نتطرق إلى رعاية الأطفال الإضافية. استنتجتُ أنني لا أستطيع لعب جولة أخرى من لعبة "بو باترول يلتقي بالديناصورات" (أو بـ"باتمان"، إذا كان موجوداً) من دون مكافأة نفسي بالشوكولاتة. بالتالي، أنا لستُ فخورة جداً باكتسابي 6 أرطال (حوالى 3 كيلوغرام) من لحم كورونا المقدّد. يجب أن أفقد هذا الوزن وأكثر من ذلك.

لا أعتقد أنني الوحيدة في ذلك. في أقل تقدير، لا تظن الحكومة أنني الوحيدة، بعدما أَطْلَقَتْ مبادرة جديدة لمساعدتنا في استعادة السيطرة على أوزاننا. يترأس بوريس جونسون تلك الحملة، انطلاقاً من خسارته شخصيّاً بعض الوزن وامتلاكه حافزاً جديداً في دفع بريطانيا إلى خسارة بعض الوزن قبل الموجة الثانية المتوقعة من الإصابات بفيروس كورونا الشتاء المقبل. ويُحكى أن فرص نجاتكم من فيروس كورونا أكبر إن كنتم أكثر نحولاً. ربما ستكون المكافأة ميدالية من لحم الخنزير، مع صلصة كريمة شهية. كلا، توقفوا عن التفكير في الطعام. 

لا شك في أن الشعور باللياقة البدنية يشكّل شعوراً مرغوباً فيه أكثر بكثير من الشعور بعدم اللياقة. لقد اختبرتُ كليهما، وأعرف أيّهما يمنحني شعوراً بالفرح والطاقة والقدرة على الحركة أكثر. لكن الشعور باللياقة البدنية لا يتماثل دائماً مع المظهر النحيل، وليس من المفيد دمج الاثنين معاً على الدوام. قد تستطيعون إدخال سيدتين بحجم كايلي مينوغ في فردة واحدة من سروالي الذي أرتديه في مسرحية "جيمي"، لكن لا مجال للشك في مدى ملاءمتي ذلك العمل إبّان تقديم عروضه.

مع هذا، أعرف أيضاً متى لا أكون مرتاحة بيني وبين نفسي. الجميع يعرفون ذلك، والكل لديه حدوده الخاصة. ولا يساورني الشك في أن كثيرين منّا أخيراً، إن لم يكونوا قد تخطّوا تلك الحدود مع ما يتطلّبه ذلك من طاقة، فإنهم قد تجاوزوها بكثير، بسبب ذلك التيار الخفيف لكن المستمر أيضاً، من الحلوى والنبيذ. يمكنني الآن أن أرى أن خسارة بعض الأرطال غير المرغوب فيها التي اكتُسبت خلال موجة الخَبْز المحمومة وإعادة تحريك العضلات من جديد، هما جزء أساسي من عملية الخروج من حالة الإغلاق.

وحاضراً، انتهيتّ من الكتاب الذي ألّفتُه تحت عنوان "مثالية بطريقة عملية- دروس ماري بوبينز في الحياة"، وقد وَقَّعتُه أيضاً، وبات جاهزاً للنشر في الخريف. تالياً، لم يعد لدي عذر يبرّر كسلي وجلوسي على مؤخرتي إلى أجل غير مسمّى. يتحتّم علي مواجهة قلة لياقتي بقوة متجدّدة والشعور بالدماء تُضَخّ في عروقي من جديد. يجب أن تتألّف وجبتي الخفيفة من حفنة من المكسرات وعلي الاستمتاع بها.

ثمة كلمات تحكيها المربية الخيالية ماري بوبينز [في أحد الأفلام التي تناولتها] لجين ومايكل بانكس، وهما الأم والأب في الأسرة التي تعمل ماري عندها، وهي "الكفاف جيد كالوليمة". ما مدى صحة ذلك؟

لقد قررتُ أن أختبر صحة تلك المقولة في الأسابيع الثمانية المقبلة، وألّا أستمر في التهام الأطعمة غير الصحية كوسيلة لمحاربة الملل والقلق. إذاً، ليكن أن "كوروناسبِك" إلى زوال، وعلينا ابتكار كلمة جديدة لوصف ذلك الشعور بالتفاؤل والطاقة الذي سيخرجنا من هذا الوضع. أنا كلي ثقة أن الألمان سيجدون عمّا قريب كلمة لوصف ذلك الشعور.

 

*كيتي براند، كاتبة وممثلة وفنانة كوميدية. سيصدر كتابها "مثالية بطريقة عملية- دروس ماري بوبينز في الحياة" عن دار "إتش كيو" HQ للنشر، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

© The Independent

المزيد من آراء