Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة ترحب بالآلية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض في اليمن

تعيين محافظ لعدن والمخلافي يؤكد أهمية هذا التطور في "خلق مرحلة جديدة من الشراكة والثقة والفعالية"

مارتن غريفيت المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن (أ ف ب)

بعد تفاقم الأزمة اليمنية إثر تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلانه، الأسبوع الماضي، سعيه لتنفيذ ما يسميه بـ "الحكم الذاتي للجنوب"، في خطوة مفاجئة، زعزعت اتفاق الرياض مجدداً وما تلاه من مقترحات لإنهاء الخلاف مع الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، قدّمت السعودية يوم الأربعاء، آلية لتسريع العمل بالاتفاق عبر نقاط تنفيذية تتضمن استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي بدأ سريانه منذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي.

وتشمل الآلية التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) "إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية وتطبيق اتفاق الرياض وتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً".

ولفضّ النزاعات المتصاعدة بين الجانبين، ينص المقترح الأخير على "خروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وإصدار قرار تشكيل أعضاء الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي، فور إتمام ذلك، وأن يباشروا مهام عملهم في (عدن) والاستمرار في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض في نقاطه ومساراته كافة".

ونوه البيان السعودي بأن "طرفي النزاع قد استجابا وأبديا موافقتهما على هذه الآلية لبدء العمل وفقها، بغية تجاوز العقبات القائمة وتسريع تنفيذ اتفاق الرياض وتغليب مصالح الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لممارسة الحكومة، جميع أعمالها من عدن وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة والدفع بمسارات إنهاء الأزمة في البلاد وعلى رأسها مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن".

ترحيب دولي

ورحّب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، باتفاق الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، منوّها بالدور السعودي المحوري في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يمثل خطوة مهمة على طريق حلّ النزاع بشكل سلمي من خلال عملية سياسية بقيادة يمنية ورعاية أممية.

وكان غريفيث في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي أمس، أشاد بانخفاض مستوى النشاط العسكري في الجنوب في الأسابيع الأخيرة على الرغم من بعض الاشتباكات المحدودة في ‎أبين، مشدّداً على أن المنظمة الدولية ملتزمة بدعم الأطراف في التوصل إلى اتفاق يضع اليمن على الطريق نحو مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً، إلّا أنّ المسؤولية، على حدّ تعبيره، تقع على عاتق الأطراف المتنازعة لاستكمال هذه المفاوضات بنجاح.

في سياق متصل، رحّبت الولايات المتحدة بالآلية المقترحة لتسريع تنفيذ البنود التي نصّ عليها اتفاق الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقال السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد، يوم الأربعاء في بيان إن "اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق سلام دائم للشعب اليمني"، معتبراً أن تحقيق السلام والوحدة في اليمن ضروريّان من أجل الاستقرار الإقليمي وتلبية الحاجات الملحّة.

ولفت أبي زيد إلى أن الحلّ الدائم سيتطلّب من جميع الأطراف تقديم تنازلات، مجدّداً دعم واشنطن للجهود التي تقودها الأمم المتحدة للمضي قدماً في العملية السياسية باليمن.

 الحكومة اليمنية 

وفي سياق متصل، رحّبت الحكومة اليمنية بآلية تسريع تنفيذ "اتفاق الرياض"، وأكد متحدث الحكومة راجح بادي، الحرص على التنفيذ الكامل للاتفاق، لافتاً إلى أهمية الخطوة التي اتخذها المجلس الانتقالي بالتخلي عن الحكم الذاتي لبعض المناطق الجنوبية باليمن، للحفاظ على وحدة البلاد. حسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). مثمناً جهود الرياض ودعمها ومساندتها، لتنفيذ الاتفاق الذي يهدُف إلى تثبيت الأمن والاستقرار ووحدة اليمن والدفع بعجلة التنمية.
وأعرب بادي عن أمله أن يكون ذلك بداية جادة وحقيقية للمُضي قدماً وسريعاً في تنفيذ بنود الاتفاق وفق الفترات الزمنية المحددة لما في ذلك من مصلحة وطنية ضرورية وملحة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)

من جانبه اعتبر مستشار الرئيس اليمني عبد الملك المخلافي في تغريدة على تويتر أن " تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة فاعلة، سيخلق مرحلة جديدة من الشراكة والثقة والفعالية في مختلف المجالات بين الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس هادي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تتناسب مع حجم التضحيات المشتركة التي قدمت وتحقق الأهداف المرسومة، وتبني مستقبل واعد."

بالتزامن مع إعلان الآلية الجديدة أعلنت الحكومة اليمنية تعيين حامد الأملس محافظا لعدن ومحمد الحامدي مديرا للأمن. كما كلف معين عبد الملك بتشكيل الحكومة.

التنازل عن الحكم الذاتي

وفي سياق متصل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية ودعا إلى توحيد الجهود المشتركة لمواجهة ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، وكذلك تنمية محافظات الجنوب.
وذكر البيان:" كوننا قد حققنا الأهداف التي قام إعلان الإدارة الذاتية عليها لتنفيذ اتفاق الرياض بتشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب خلال ثلاثين يوماً، وتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن، ونقل القوات العسكرية الى الجبهات القتالية لتحل محلها قوات الأمن، يعلن المجلس الانتقالي التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد الانتقالي على "استمرار وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية، من خلال الأهداف المشتركة في محاربة التدخلات الإيرانية في المنطقة، ومحاربة الجماعات الإرهابية، ومكافحة الأنشطة المتطرفة، وكذلك تأمين خطوط الملاحة البحرية وخليج عدن ومضيق باب المندب، ومنع التهريب وتصدير الفوضى عبر المكونات والأشخاص."

وأكد المتحدث الرسمي للمجلس نزار هيثم، دعم المجلس لجهود التحالف العربي في تنفيذ اتفاق الرياض، منوهاً بعمق الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية وكذلك تنمية محافظات الجنوب.

توافق مشترك

من جانبه، قال نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، إن جهود ولي العهد السعودي أثمرت في قبول الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للآلية المقترحة لتسريع وتفعيل تنفيذ اتفاق الرياض، وتحقيق الزمن والاستقرار في اليمن.

وأكد الأمير خالد بن سلمان على أمن واستقرار اليمن وعودته القوية كعضو فاعل في محيطه الخليجي والعربي هدف رئيسي لتحالف دعم الشرعية اليمنية، وأضاف، "مشاركة القيادات السياسية اليمنية مع المملكة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى التوافق على الآلية المقترحة لتنفيذ اتفاق الرياض نموذج يحتذى به، لإمكانية حل الخلافات اليمنية بالحوار دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية."

وفي سياق متصل، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، "تمثل الآلية المقترحة لتسريع تنفيذ (اتفاق الرياض) نقلة نوعية إلى مرحلة تُسهم في توحيد الصف وتفعيل مؤسسات الدولة، لخدمة المواطن اليمني وتلبية حاجاته المعيشية، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصّل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن".


ومن جانبه، أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في تغريدة، أن "الآلية المقترحة سيترتب عليها تسريع تنفيذ (اتفاق الرياض) الذي نأمل أن يُسهم بشكل إيجابي وقوي في إطلاق عجلة التنمية، وتسريع تنفيذ المشروعات الخدمية والإنسانية، وأن يعود بالنفع والفائدة على المواطن اليمني الشقيق في مختلف أرجاء اليمن".

توحيد الصف اليمني

وتسعى السعودية لتنفيذ "اتفاق الرياض"، الذي أعلن بعد توقيع مصالحة بين الطرفين بالعاصمة السعودية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، الذي استند إلى عدد من المبادئ، أبرزها التزام حقوق المواطنة الكاملة، ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة بينهما.

وقدمت الرياض، في يونيو(حزيران) الماضي، مقترحاً يهدُف إلى إنهاء الخلاف بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعدما ساءت الأوضاع بينهما في أبريل الماضي، على إثر إعلان الأخير الحكم الذاتي بعدن، المقرّ المؤقت لـ “الشرعية"، بعد استيلاء الحوثي على العاصمة صنعاء عام 2014.

وتكمن أهمية تنفيذ هذه المقترحات لدى دول التحالف في وضع حد للاشتباكات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي التي يعتقد بأنها تشتت مساعي قواتها لإيقاف تمدد الحوثيين، وتعطل مساعي الأمم المتحدة، لإنهاء الصراع المدمّر الذي يشهده اليمن، وحماية قطاع الصحة المتعثر من وباء كورونا.

وأقدم الحوثيون على استهداف مدن سعودية بهجمات صاروخية الشهر الماضي بعد ساعات على إعلان التحالف العربي في اليمن، عودة الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى طاولة الحوار بمبادرة من الرياض.

ويشهد اليمن منذ سنوات صراعاً مسلحاً بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بعد انقلاب الأخيرة على حكومة عبدربه هادي، وفرض سيطرتها على العاصمة صنعاء، الأمر الذي دفع بالتحالف العربي بقيادة السعودية إلى التدخل عام 2015 للمساعدة في استعادة العاصمة من الميليشيات التي تتهمها الرياض بالولاء إلى إيران.

وتتخذ الحكومة اليمنية من عدن عاصمة مؤقتة لها، إلى حين استعادة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وتصاعدت معاناة البلاد إثر النزاع القائم بعد تفشي فيروس كورونا عالمياً وسط نقص حاد في الأدوية، وانتشار أمراض أخرى كالكوليرا وسوء التغذية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار