Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة مالية جديدة قد تأتي من البلدان النامية بسبب كورونا

المحافظ السابق للمصرف المركزي الهندي "قلق" من اقتصادات صدّعتها الجائحة

دفع كورونا بلداناً فقيرة إلى حافة الهاوية وربما تُسبّب انهياراً عالمياً (أودي.أورغ)

رأى المحافظ السابق للمصرف المركزي الهندي أن اقتصادات الأسواق الناشئة المتضرّرة بشدّة من حال الطوارئ الناجمة عن فيروس كورونا، قد تشكّل مصدراً لأزمة مالية دولية جديدة.

وذكر راغورام راجان، الخبير الاقتصادي المالي المؤثر جداً الذي عمل محافظاً لـ"البنك الاحتياطي الهندي" بين عامَيْ 2013 و2016، لبرنامج "كورونانوميكس" الذي تُعدّه مؤسسة "إيكون فيلمز"، أنه "قلق" من تداعيات ضارّة محتملة للاقتصادات الأقلّ تقدماً، تصيب الأنظمة المالية في الغرب. وفي 2005، قبل الأزمة المالية العالمية، حذّر السيد راجان في شكل متبصّر، من مواطن ضعف محتملة في النظام المالي العالمي بسبب ثورة الابتكارات المالية في المؤسّسات المالية الغربية، على غرار الأوراق المالية المدعومة برهون عقارية والنمو السريع لصيرفة الظل.

في المقابل، لفت راجان إلى أن الخطر المالي الحقيقي تمثّله الآن اقتصادات الأسواق الناشئة والأنظمة المالية الداعمة لها. وبحسب رأيه، "هذه المرّة سيكون مركز الضرر في البلدان النامية والأسواق الناشئة، لا سيما تلك التي لم تتحكّم بالفيروس بعد". وأضاف، "إذا قُيِّض لتداعيات مالية أن تحصل، الأمر المحتمل حدوثه في الأسواق الناشئة والبلدان الصناعية إذا استمر الوضع الحالي فترة طويلة، فستبدأ أولاً في بلدان لم تتمكّن من دعم قطاع الشركات فيها".

وفي أحيان كثيرة، اعتُبِرت الصين التي قفزت فيها ديون الشركات بسرعة خلال العقد الماضي من الزمن، مصدراً محتملاً لعدوى مالية عالمية. وفي المقابل، ذكر السيد راجان أن بيجينغ تبدو أنها تعاملت مع الأزمة الصحية في شكل جيد نسبياً وتمكّنت من إعادة النشاط الاقتصادي إلى مستويات ما قبل الأزمة.

ووفق كلماته، "بالنسبة إلى البلدان التي لم تتعامل مع الأزمة الصحية بعد، ستكون في وضع ما بين الحياة والموت، خصوصاً أن النشاط لن يكون كاملاً بسبب استمرار معاناتها من الجائحة وعدم قدرتها في الوقت ذاته على الإغلاق لأن الناس اختبروا بالفعل فترة الإقفال وليسوا مستعدين لتأييد مزيد منه". وأضاف، "سيكون الوضع صعباً جداً في تلك البلدان، إذ تمتلك موارد محدودة، ولا تستطيع إنقاذ شركاتها أو زيادة إنقاذ العائلات أكثر من مستوى معيّن".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذّر السيد راجان من أن المصارف الهندية قد تواجه قفزة في الديون المعدومة بسبب أزمة فيروس كورونا. وفي نفسٍ مماثل، حذّر "صندوق النقد الدولي" في يونيو (حزيران) الماضي من أن المستويات العالية للديون قد تصبح "غير قابلة للإدارة" بالنسبة إلى بعض المقترضين بسبب الركود العالمي، والخسائر الناتجة من حالات الإعسار قد "تمثّل اختباراً لمرونة المصارف في بعض البلدان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع "صندوق النقد الدولي" أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الناشئة والنامية بنسبة ثلاثة في المئة هذا العام، مع تراجعات كبيرة، خصوصاً في البرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا. وفي ضوء التداعيات المحتملة على الأنظمة المالية العالمية، ذكر السيد راجان أنه من الحيوي أن تأخذ الجهات التنظيمية المالية الغربية جانب الحيطة.

وأضاف، "أظن أن قرار بعض البلدان منع المصارف من دفع أرباح لمساهميها أمر منطقي. في هذه البيئة حيث لا نعرف حقاً ما الذي سيجري، من الأفضل أن نفضّل الأمان على الأسف، في نهاية المطاف. فمن المهم الحفاظ على رأس المال لأنّنا ببساطة لا نعرف ما الذي سيحدث".

وكذلك لفت السيد راجان الذي ساد توقّع على نطاق واسع  العام الماضي بشأن ترشيحه محافظاً لبنك إنجلترا، إلى تغيّر التحدّي الرئيس الذي يواجه المصارف المركزية عالمياً. إذ ذكّر بأنّ "المشكلة القديمة للمصارف المركزية تمثّلت في كيفية لجم التضخّم. وشكّل ذلك الأمر معضلة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين. وللأسف، يبدو أن المصارف المركزية، بغض النظر عن السبب، نجحت في كبح التضخّم، أما مشكلتها الآن، فهي المستوى المتدني أكثر مِمّا ينبغي للتضخّم".

وسأل، "كيف نرفع معدل التضخم، لا سيما في عالم يتضمّن ديوناً ضخمة وعانى تقلّصاً خلال الجائحة؟ إنّ قليلاً من التضخّم يساعد في نجاح العلاج". في وجهة مغايرة، أعرب السيد راجان عن عدم قناعته بالدعوات الأخيرة التي صدرت من مصارف مركزية إلى استهداف الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، بدلاً من التضخّم.

وخَلُص إلى أنه "من الأفضل أن نفهم الخطوات الأخرى التي يمكننا اتّخاذها لزيادة معدل النمو بدلاً من الاعتماد على سحر السياسات المالية. ثمة أمور أهم بكثير يمكننا أن نخصّص لها وقتنا".

( شاهدوا المقابلة الكاملة مع راغورام راجان في "كورونانوميكس" هنا)

© The Independent

المزيد من حوارات