Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تبقي حالة التأهب في جنوب لبنان

إرباك في القيادتين السياسية والعسكرية بعد حادثة مزارع شبعا

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "حزب الله" ولبنان في أعقاب العملية التي وقعت في مزارع شبعا، معتبراً أنها بمثابة "لعب بالنار" من قبل "الحزب". وفي إعلان مشترك لنتنياهو ووزير الأمن، بيني غانتس مساء الاثنين، امتدحا الجيش الإسرائيلي على نجاحه في "إحباط عملية ضد حزب الله"، فيما قال غانتس أن "الجيش لن يتردد في أي رد على عملية تهدد أمن وسيادة إسرائيل"، مهدداً بأن "كل عملية ستكون قاسية وستواصل إسرائيل حرصها على حماية أمنها وأمن حدودها".

وبعد سلسلة تخبطات وتناقضات وارتباك في المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية وحتى الاستخبارية في إسرائيل، أعلن نتنياهو أن "الجيش نجح في إحباط عملية ضد إسرائيل لخلية لبنانية تجاوزت الحدود".

وبعد ساعات من إطلاق حالة طوارئ واستنفار ومنع تجول سكان بلدات الشمال، المحاذية للبنان، تراجعت إسرائيل عن تصريحاتها عن تصعيد أمني تجاه "حزب الله" وتنفيذ "عملية صعبة"، كما قال نتنياهو، إلى الإعلان عن أن "ما حدث هو محاولة تسلل ثلاثة إلى خمسة لبنانيين إلى إسرائيل عبر الحدود فأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي قنابل وهربوا من دون أي إصابة".


نيران من شبعا على الغجر


وبعد أقل من نصف ساعة على اشتعال النيران في مزارع شبعا أعلنت إسرائيل أن النيران امتدت إلى قرية الغجر، وبدأ الحديث عن "عملية صعبة" نفذها "حزب الله" رداً على مقتل عنصر له في سوريا. وتوالت التقارير حول نشر مزيد من قطع القبة الحديدية ووحدات المراقبة والمعدات المتطورة لمراقبة الحدود. وأصدر نتنياهو بياناً حمّل فيه لبنان حكومةً وجيشاً، كما حمّل "حزب الله" مسؤولية أي عملية تُنفذ ضد إسرائيل. وقبل أن يتطرق في بيانه إلى العملية، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن "الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل أمام تموضع إيران في سوريا"، مهدداً بعدم السماح بأي تجاوز لهذه الخطوط "ولن يُسمح لأي عملية أن تنطلق من لبنان أو سوريا وتهدد أمن إسرائيل وسكانها".
وفي ذروة الخلافات والصراعات بينه وبين وغانتس، حرص نتنياهو على طمأنة الإسرائيليين عبر القول إنهما يقفان معاً ضد أي اعتداء على إسرائيل "وفي مواجهة العدو الواحد".

من جهته، غانتس الذي كان يشارك ونتنياهو في جلسة كنيست لبحث كيفية مواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه، هرع فور إبلاغه عن العملية في شبعا إلى مقر وزارة الأمن في تل أبيب وعقد مشاورات بمشاركة رئيس الأركان أفيف كوخافي، والقيادتين الأمنية والعسكرية لبحث التطورات. وسرعان ما أُعلن عن مقاطعة نتنياهو لاجتماع الكنيست وتوجهه إلى الاجتماع في وزارة الأمن. ومنذ ذلك الوقت أبقت إسرائيل خطواتها سرية.

تزامناً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحياة عادت إلى طبيعتها وطالب سكان بلدات الشمال، الذين لزموا بيوتهم وأماكن عملهم إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية وفُتحت الطرقات الرئيسة التي أُغلقت فور الإعلان عن وقوع العملية. وهدأت العاصفة الإسرائيلية بشأن العملية، بعد الحديث عن مجرد محاولة تسلل لخمسة لبنانيين عادوا إلى لبنان هرباً من دون إصابة أي منهم، فيما أحبطت القوات الإسرائيلية عملية حاولوا تنفيذها، من دون الإفصاح عن نوعية العملية ومكان تنفيذها. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه مستعد لكل السيناريوهات، مضيفاً أنه يتوقع أن ينفذ "حزب الله" عمليات أخرى، وأن "أياماً معقدة ومتوترة تنتظر إسرائيل". أما غانتس فقال إن العملية لم تنته، متوقعاً مزيداً من التصعيد.
أما القناة "12" الإسرائيلية فأكدت من جهتها، أن الجيش الإسرائيلي قتل الخلية اللبنانية ونقل رسائل تهديد إلى لبنان قال فيها "سنرد بشكل غير متناسب إن تواصل إطلاق النار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تساؤلات حول حقيقة العملية

في ظل حالة الإرباك التي شهدتها إسرائيل والتناقضات في تفاصيل العملية، خرجت وسائل الإعلام بحملة ضد القيادات السياسية والعسكرية وشكك مسؤولون سياسيون وأمنيون في رواية الجيش والقيادة السياسية. ونُقل قول مسؤول أمني أنه "بينما طائرات الجيش في السماء ترصد المنطقة الحدودية، اخترقت خلية لبنانية الحدود. واختار الجيش أن يهاجمها بالدخان، لكنهم عادوا إلى لبنان أحياء، وعاد الروتين إلى إسرائيل". وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الجيش الإسرائيلي يدعي أن نقاط الرصد نجحت برصد خلية حزب الله، إذا كان ذلك صحيحاً، فلا بد أن يكون هناك تسجيل يوثق العملية. هذا الوقت للكشف عن الفيديو لإثبات كذب حزب الله وأن الحديث ليس عن عملية وهمية".

في هذه الاثناء، واصلت إسرائيل رفع حالة التأهب إلى أقصى درجاتها وعززت مدرعاتها ووحداتها العسكرية، فيما أعلن جيشها عن إجراء مزيد من الاستعداد والتدريبات لجيش الاحتياط.

المزيد من الشرق الأوسط