Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثمار البحر الشعبية كالأخطبوط والهلبوت البرتقالي تتناقص بشدة

كشف مسح ضخم للأسماك واللافقاريات البحرية حول العالم أن 80 في المئة من مجموعاتها تتراجع وحال معظمها غير مستقرة

الدراسة راجعت نسب انخفاض حجم الثروة السمكية في البحار للفترة الممتدة بين 1950 و 2014 (غيتي )

أثار تناقص عالمي "شديد" تتعرّض له أنواع بحرية كثيرة تُعتبر من المأكولات الشعبية، بينها الأسماك والأخطبوط والمحار، قلق العلماء بعدما كشفت دراسة حديثة حجم هذه المشكلة.

وتعتبر الأنواع المفضّلة في أسواق السمك، كسمك "الهلبوت البرتقالي" (أو الروفي البرتقالي)، المعروف أيضاً بـ"فرخ أعماق البحار"، والأخطبوط، والمحار الوردي، من أنواع الأسماك واللافقاريات البحرية التي تشهد تدهوراً متسارعاً في أعدادها بشتّى أنحاء العالم.

صنّفت "جمعية الحفاظ على الحياة البحرية" في المملكة المتحدة سمك "الهلبوت البرتقالي" كنوع "معرض لمخاطر الاستغلال".

وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك لـ"الهلبوت البرتقالي"، علماً أنّ سوق هذا النوع من السمك تزداد اتساعاً في الصين بشكل ملحوظ، في السنوات الأخيرة.

باعتماد نهج جديد في قياس مجموعات الأنواع الموجودة في البحر، وضعت فرق الباحثين في جامعة كولومبيا البريطانية، ومركز غيومار هيلمهولتز لبحوث المحيطات في كيل الألمانية GEOMAR Helmholtz Centre for Ocean Research Kiel، وجامعة غرب أستراليا، تقييماً للكتلة الإحيائية، أيّ وزن مجموعة معينة من الحيوانات البحرية في الماء، الخاصة بــ1300 مجموعة من الأسماك واللافقاريات البحرية.

يشمل التراجع العالمي المذكور الذي يعتبر بعضه حاداً، كثيراً من الأنواع التي يشيع استهلاكها كغذاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبيَّن أنّ أحجام 82 في المئة من المجموعات التي أُخضعت للتحليل، كانت من دون المستويات الكافية لإنتاج أقصى موارد صيد مستدامة، وذلك نتيجة اصطيادها بمعدلات تتجاوز الحد الأدنى المطلوب لتكاثرها من جديد.

من تلك المجموعات، اتضح أنّ 87 مجموعة تندرج ضمن خانة "السيئة جدّاً"، مع وصول مستويات كتلتها الإحيائية إلى أقل من 20 في المئة من المعدل المطلوب لبلوغ الحد الأقصى من محاصيل الأسماك المستدامة.

ويعني ذلك أيضاً أنّ الصيادين يصطادون عدداً أقل من الأسماك واللافقاريات بمرور الوقت، حتى لو كانوا يصرفون وقتاً أطول، ويبذلون مجهوداً أكبر في الصيد.

في هذا السياق، قالت ماريا "دنغ" بالوماريس، الباحثة الرئيسة في الدراسة ومديرة مبادرة "البحر من حولنا" في "معهد المحيطات ومصائد الأسماك" التابع لجامعة كولومبيا البريطانية، "إنّها الدراسة العالمية الأولى من نوعها التي تتناول اتجاهات طويلة الأمد في الكتلة الإحيائية لمجموعات أسماك ولافقاريات بحرية تتعرّض للاستغلال في كل المناطق الساحلية على كوكب الأرض".

وأضافت، "عندما بحثنا في الحال التي كانت عليها أعداد أنواع بحرية رئيسة خلال الستين سنة الماضية، اكتشفنا أنّ معظم كُتلها الإحيائية باتت حاليّاً أدنى بأشواط من المستوى الذي من شأنه أن ينتج محاصيل الصيد المثلى".

يُذكر أن العلماء أعدوا البحث بتطبيق أساليب حاسوبية، تتصل بتقييم المخزونات السمكية على البيانات الشاملة للصيد المتوفِّر لأنظمة إيكولوجية بحريّة أعادت مبادرة "البحر من حولنا" بناء نموذج لها، للفترة الممتدة بين 1950 و2014.

واكتشف العلماء أنّ أعلى معدلات انخفاض في المخزونات وُجدت في المحيط الهندي بالمنطقتين الجنوبية المعتدلة والقطبية، وفي المحيط الأطلسي بالمنطقة القطبية الجنوبية، إذ تقلّصت مجموعات الأسماك بنسبة تتجاوز كثيراً الـ50 في المئة منذ عام 1950.

في حين برزت في أجزاء كثيرة من المعمورة اتجاهات تدهور في أعداد الأسماك واللافقاريات البحرية، وجد التحليل بعض الاستثناءات، منها مثلاً في شمال المحيط الهادئ، حيث زادت الكتلة الإحيائية للأسماك 800 في المئة بالمنطقتين القطبية وشبه القطبية، ونحو 150 في المئة بالمنطقة المعتدلة.

لكن، على الرغم من جوانب التحسّن المحدودة تلك، ما زالت الصورة العامة تبعث على القلق، وفقاً لدانيال بولي، وهو كاتب مشارك في الدراسة وباحث رئيس في مبادرة "البحر من حولنا". وقال بولي "على الرغم من وجود استثناءات، تدعم النتائج التي توصّلنا إليها الاقتراحات السابقة بشأن الصيد الجائر المنتظم والواسع النطاق في المياه الساحلية ومياه الجرف القاري في معظم أنحاء العالم، على امتداد ما يزيد على ستين عاماً مضت".

وأضاف، "بالتالي، لا بدّ من إدخال تحسينات في الإدارة الفاعلة لمصائد الأسماك، وينبغي أن لا تكون هذه التدابير مدفوعة فقط بتحديد حجم كمية الصيد المسموح بها سنوياً بشكل واضح، إنّما أيضاً بمناطق بحرية كبيرة تتمتع حدودها بحماية صارمة، ويُحظر فيها الصيد، وذلك من أجل إفساح المجال أمام استعادة المخزونات".

ونشرت الدراسة المعنونة "اتجاهات الكتلة الإحيائية السمكية لمجموعات الأسماك التي تُستغل في المناطق الإيكولوجية البحرية، والمناطق المناخية، وأحواض المحيطات"، في المجلة العلمية المحكمة "إستوراين كوستال آند شيلف ساينس" Estuarine, Coastal and Shelf Science.

© The Independent

المزيد من بيئة