Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ندرة المياه تدفع الناس إلى الاحتجاج في مدن وقرى مغربية

يُعد المغرب من بين 31 بلداً تعاني الشح المائي حسب تقرير البنك الدولي

تعاني النساء العطش بعدما هاجر أغلب الرجال للبحث عن فرص عمل بسبب التغيرات المناخية (اندبندنت عربية)

دفعت أزمة العطش التي تعانيها بعض القرى والمدن المغربية الأهالي إلى الخروج للاحتجاج، مطالبين بحقهم في الماء، بينما حذّر ناشطون بيئيون تداعيات استمرار سوء تدبير الموارد المائية، واستنزافها في زراعات دخيلة في بلد يعاني الشح المائي.

وفي مدينة زاكورة جنوبي المغرب تُعاني النساء العطش، بعدما هاجر أغلب الرجال للبحث عن فرص عمل، بسبب التغيرات المناخية.
 

تتضاعف معاناتنا في الصيف

تقول فاطمة، القاطنة بحي العطشان بمدينة زاكورة، في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، "في الصيف تتضاعف معاناتنا مع ندرة المياه. أثرت الأزمة في حياتنا، لأننا من دون ماء لا يمكننا القيام بأي شيء".

ويضيف الناشط البيئي رئيس جمعية أصدقاء البيئة في زاكورة جمال أقشباب، "بالنسبة إلى استعمال المياه السطحية والجوفية بمنطقة زاكورة، تقريباً 85 في المئة منها تذهب إلى القطاع الفلاحي، بينما 12 في المئة إلى الاستعمال اليومي، أي الماء الصالح للشرب، وثلاثة في المئة يستفيد منها القطاع السياحي".

واعتبر الناشط البيئي أن الأزمة "ناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف وسوء التدبير اليومي للمياه أيضاً"، مشيراً إلى أن "الفلاحين يُدبّرون الماء بعشوائية". وتابع في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "نُلاحظ سوء تدبير لندرة الماء في مدينة زاكورة، إضافة إلى ضغط ديمغرافي، وغياب استراتيجية لتعبئة الموارد المائية والاستثمار في المياه".


الزراعة الدخيلة

ويشير أقشباب إلى أن الشحّ المائي خلق توترات اجتماعية، لأن الأهالي أصبحوا يُطالبون بحقهم في الماء ويحتجون، وكذلك أسهم في صراعات بين القبائل. ولفت إلى غياب رؤية استراتيجية مائية من قِبل الدولة، لوضع مخطط مستقبلي لمواجهة التحديات المائية، وتحقيق الأمن المائي.

وفي هذا الصدد، قالت عائشة، التي تعيش في مدينة زاكورة، "المشكلات الناجمة عن قلة الماء كثيرة، أبرزها أنك لا تجده للشرب أو الاستحمام". وعلى الرغم من معاناة سكّان مدينة زاكورة مع العطش والجفاف، فالمنطقة تُعرف بزراعة البطيخ الأحمر الذي يستهلك كميات كبيرة.

وفي سياق متصل، رأى أقشباب أن "زراعة البطيخ الأحمر الدخيلة تستنزف نحو 15 مليون متر مكعب من الموارد المائية"، بالتالي "تُعدّ من بين أسباب أزمة العطش بالمنطقة".


عقلنة استغلال الموارد المائية

من جهة أخرى، صرّح الباحث البيئي أمحمد خافو بأنه "لا يُمكن أن نتحدّث عن التغيرات المناخية من دون ذكر النشاط البشري، لأن الإنسان يضطر إلى الهجرة، بسبب التحديات البيئية"، عازياً أزمة العطش "إلى الاستغلال المفرط للموارد المائية الباطنية، مثل زراعة البطيخ الأحمر في زاكورة، وتشييد قرى عصرية بمناطق تُعاني تأثير التغيرات المناخية".

وتابع، "تصدير الخضار والفواكه مثل البطيخ الأحمر، يُعد بمثابة تصدير الموارد المائية الخاصة بالأجيال القادمة، ويجب عقلنة استغلال الموارد المائية، لكي لا تُحرم الأجيال القادمة من حقها في المياه. إنّ بحث السكان عن الماء وجلبه من آبار قد تكون غير صالحة للشرب، ولا تخضع للمراقبة، قد يتسبب في انتشار الأمراض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المغرب من بين 31 بلداً تعاني الشح
 

من ناحية أخرى، طالب حقوقيون وناشطون بيئيون في مدينة زاكورة، بتقنين زراعة البطيخ الأحمر، ووقف معاناة الأهالي مع العطش. إذ وحسب تقرير للبنك الدولي يُعدُّ المغرب من بين 31 بلداً تعاني الشح المائي.

وأفاد التقرير بأن "الحق في المياه يواجه تهديداً متزايداً يوماً بعد يوم، ومتوسط الحصة السنوية للمواطن المغربي من الموارد المائية المتجددة والقابلة للتجدد يتجه نحو الانخفاض المستمر".


الاحتجاج لأجل الماء

وخرج أهالي حي "دوار حاحا" بالمحاميد في مدينة مراكش جنوبي المغرب، للاحتجاج والمطالبة بحقهم في المياه بعد انقطاعها، بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة، "بالإسراع في تزويد المنطقة بالمياه الصالحة للشرب".

واحتجّ أهالي ثلاث قرى هي "تنغير، وبومالن دادس، وألنيف" في الجنوب الشرقي للمغرب، وطالبوا بحقهم في الماء، وضرورة تنفيذ مشروعات كبرى، لتوفير المياه الكافية للسكان، مشيرين إلى أن معاناتهم "تتضاعف خلال الصيف".

وخرج أهالي قرية بوشان في إقليم الرحامنة جنوبي المغرب، للاحتجاج بسبب الأزمة التي تشتد في فصل الصيف، وتجبر الأهالي على البحث عن المياه، والتنقّل إلى مناطق بعيدة.

مشروعات مائية بقيمة 40 مليار دولار

من جهتها، أعلنت الحكومة المغربية تنفيذ مشروعات مائية بقيمة 40 مليار دولار، لمواجهة شحّ المياه. ويُعد المغرب من البلدان التي تعتمد على القطاع الفلاحي في نموها الاقتصادي.

ويُشار إلى أن العاهل المغربي محمد السادس حذر مسؤولي الشأن المائي حدوث أزمة مياه، وأعطى توجيهاته وتعليماته لتشكيل خلية، لمعالجة الوضع، وتوفير الماء الصالح للشرب للجميع.

المزيد من العالم العربي