Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحضيرات لمهرجان يضم عباس وهنية في غزة لمواجهة خطة الضم

الاتحاد الأوروبي طلب من السلطة طرح مواقف مشتركة مع الفصائل وغوتيريش يوجه كلمة إلى القيادات الفلسطينية

لقاء بين عباس وهنية بالقاهرة في 23 فبراير 2012 (مواقع التواصل)

بعد اللقاء الذي جمع "حركة فتح" ممثلةً بأمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، بـ"حركة حماس" التي حضر عنها نائب رئيس مكتبها السياسي في الخارج صالح العاروري، في 2 يوليو (تموز) الحالي، وعرضه تلفزيون فلسطين الرسمي التابع للسلطة، أعلنت "حماس" عن وجود نيّة لعقد "لقاءٍ وطني مشترك" بين الفصيلين خلال الأسبوع الحالي، في قطاع غزة، لمناقشة طرق مواجهة خطة الضم الإسرائيلية، وسط تغييب لملف المصالحة، الذي يرى مراقبون أنه الأهم لإنجاز أي خطوة سياسية.
وبدأت فعلياً عملية التنسيق بين الحركتين، إذ اجتمعتا في غزّة، في لقاء هو الأول من نوعه، إذ جرى من دون أي وساطة عربية أو دولية، بعد تجميد ملفات المصالحة، التي لم تنجح وساطات عربية وإقليمية عدة في تثبيتها، على الرغم من توقيع الحركتين على اتفاقات عدة برعاية مصرية. كما لم يسبق أن نظمت الحركتان أي فعالية مشتركة.


عباس مباشرة من غزة بحضور دولي

ووفقاً لمعلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" من حركة حماس، فإنّه من المقرر أن يحضر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس من موقعه في مدينة رام الله، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الموجود حالياً في تركيا، المهرجان السياسي المشترك ويلقيان كلمة مباشرة للجماهير عبر شاشات الاتصال. وسيشارك أيضاً في الفعالية الفلسطينية عبر تقنية الفيديو (Video Conference) الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين، وبطريرك القدس لطائفة اللاتين السابق ميشيل صبّاح، كلّ من موقعه.

وفي حال شارك عبّاس في مهرجان مواجهة الضم، ستكون هذه المرة الأولى التي يطل فيها رئيس السلطة على سكان غزّة في كلمة مشتركة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عبر شاشات الاتصال المباشر، منذ الانقسام الفلسطيني قبل 14 سنة. ورجحت مصادر مكتب الرئاسة موعد الإطلالة المشتركة في غزة، يوم الأحد المقبل.


اتصالات وتنسيق

وتجري حالياً اتصالات على أعلى مستوى بين قيادات الحركتين، للوصول إلى شكل وموعد المهرجان الوطني. ويقود اللقاء عن حركة فتح مسؤولها في غزّة أحمد حلس، ومن جهة "حماس" نائب رئيسها خليل الحية. وبحسب معلومات واردة من مكتب الرئاسة الفلسطينية لـ "اندبندنت عربية" فإنّ عبّاس وهنية يجريان اتصالات مباشرة من أجل الاتفاق على تسوية سياسية والذهاب إلى برنامج وطني موحد، من دون التطرق إلى ملف المصالحة.
وحول مضمون خطاب عبّاس، يقول أحمد حلس إنه "يتضمن أساس المرحلة المقبلة، التي من المفترض أنّ تشمل برنامجاً سياسياً شاملاً للفلسطينيين، بعيداً من الخلافات السياسية والخلافات الفصائلية، لأنّ القضية في خطر حقيقي، وتحتاج إلى وقفة تاريخية. كذلك ينوي عبّاس أن يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، الفكرة الأساسية هي وقف إسرائيل عن تنفيذ خطة الضم، من خلال المواجهة الشعبية".
وقال الناطق باسم "فتح" أياد نصر إن "ثمّة أموراً كثيرة في خطاب عبّاس عن غزّة، منها رفع إجراءات السلطة الفلسطينية العقابية عن قطاع غزّة (كانت تشمل التمييز في نسبة صرف الرواتب، ومنع حالات مرضية كثيرة من السفر)، وحرصه على عدم إمكانية إقامة دولة في غزّة، وتفعيل المقاومة الشعبية المشتركة في الضفة وغزّة على حدٍ سواء".


تردد وضغوط

وعلى الرغم من الترتيب العالي المستوى للمهرجان، إلا أن مصادر من مكتب رئيس السلطة قالت إن الأخير ممتعض من "حماس"، إذ إن "ثمّة تقارير وصلت تشير إلى أن حماس يمكن أن تستغل المهرجان لتحقيق هدف استعراضي لها ولجناحها العسكري، كتائب القسام، لذلك هدد عبّاس برفض تنظيم المهرجان في هذه الحالة، لأنّه يُعد إهانة لحركة فتح".
ومن بين التخوّفات التي تشوب المهرجان، رغبة عبّاس في الظهور وحده نيابةً عن الفلسطينيين من دون إدراج كلمة لإسماعيل هنية، بخاصة في ظل حضور الأمين العام للأمم المتحدة، وأعضاء من الاتحاد الأوروبي، وقيادات دولية بارزة، وفق المصادر ذاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ثمّة ضغوطات تُمارس على عبّاس من قبل الاتحاد الأوروبي الذي طلب من السلطة الفلسطينية الخروج من "المؤتمر الوطني" بمواقف مشتركة موحدة، من دون أيّ خلافات، كي يتمكن الأوروبيون من اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد المخططات الأميركية والإسرائيلية التي تحاول فرض وقائع جديدة على الأرض. ويرى مراقبون للساحة السياسية في ذلك عامل ضغط على عبّاس لحضور المؤتمر الوطني.
وعقب رسائل الاتحاد الأوروبي إلى السلطة الفلسطينية، بدأت "فتح" في إظهار تقارب مع "حماس"، واعتبرت الانقسام بين الحركتين بمثابة ثغرة لإسرائيل وأميركا، لتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، وبالتالي بات ضرورياً الاتفاق على برنامج سياسي مشترك ينفذه كلّ من موقع سيطرته، من دون تطبيق المصالحة.


الانضمام إلى منظمة التحرير

في المقابل، صرّح عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أنه "يمكن للحركتين والفصائل الفلسطينية الأخرى أن تتوافقا على برنامج سياسي مشترك"، مشيراً إلى أن "منظمة التحرير الفلسطينية لا تزال قادرة على استيعاب أحزاب جديدة". ولفت بدران إلى أن الوحدة الوطنية ومشروعية المقاومة وأماكن توزيعها هي أقوى ما يملكه الفلسطينيون، وهو الأمر الذي يكسبنا احترام الأشقاء والمجتمع الدولي.
"حديث حماس لا يتعارض مع فكرة فتح"، يقول أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، مضيفاً أن "الأساس هو التمسك بهدفنا وهو قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 67، وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وفعلياً ينسجم ذلك، مع ميثاق حماس الجديد الذي أطلقته في عام 2017، ويعترف بحدود 67 لفلسطين، وينفتح على العالم بما يضمن الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية وبناء علاقات مع الأوروبيين".


تجميد الخلافات

أما بالنسبة إلى المصالحة، فلا إجابات عن مصيرها من أي طرف وكأنها غير ذات صلة. وما يؤكّد غيابها هو أن مسؤولَي متابعة الملف في "فتح" و"حماس"، عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق، لا يديران التواصل حالياً. ويعترف القيادي الحمساوي العاروري أن "لا مصالحة الآن، فقط تجميد للخلافات".
وما يؤكّد ذلك أكثر، هو أن وزير الخارجية المصري سامح شكري لم يناقش خلال زيارته مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله قبل يومين، أيّ تطورات في ملف المصالحة على الرغم من أنه مسؤول عن هذا الملف. واكتفى بالتصريح أن "مصر ترفض مخططات الضم الإسرائيلية، وتحضّ على استمرار مساعي استئناف المسار السياسي".

المزيد من الشرق الأوسط