Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقعات متشائمة لتعافي قطاع السفر الجوي

صناعة الطائرات في وضع سيئ حتى 2025

شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي   (رويترز)

تراجع التوقعات بتعافي قطاع السفر الجوي العام القادم حسب تقديرات سابقة استندت إلى تعافٍ اقتصادي سريع من أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتشير التقديرات الآن إلى أن القطاع لن يتعافى قبل 2023، وستكون صناعة الطائرات آخر من يتعافى ربما بحلول 2025، حسب تقرير حديث لمؤسسة التصنيف الائتماني العالمية موديز.

واستناداً إلى تقديرات اتحاد السفر الجوي العالمي (آياتا)، ومصادر البيانات الأخرى التي تعتمدها مؤسسة موديز في عملية التصنيف الائتماني لقطاعات الاقتصاد العالمي وشركاته، يضع تقرير المؤسسة الصادر هذا الأسبوع صورة أكثر تشاؤماً من السابق في ضوء تطورات وباء كورونا الأخيرة، وأيضاً أداء الشركات في القطاع بعد فتح الاقتصاد في كثير من دول العالم عقب إجراءات الوقاية من انتشار الوباء.

كان قطاع الطيران والسفر الجوي من القطاعات الأكثر تضرراً مع انتشار وباء كورونا حول العالم، حيث تراجع الطلب في القطاع بما يصل إلى 90 في المئة، واضطرت شركات الطيران إلى ركن أساطيلها إما بالكامل، أو بنسب لا تقل عن 70 إلى 90 في المئة نتيجة إغلاق أغلب الدول لحدودها الجوية، وتعطل حتى السفر الداخلي في بلدان كثيفة الرحلات الداخلية.

وفي ضوء التغيرات الأخيرة في أرقام الإصابة بوباء كورونا في دول مثل الولايات المتحدة واستراليا، التي اعتمدت الإبقاء على بعض النشاط في قطاع الطيران بها على الرحلات الداخلية، توقف الشركات رحلات إلى وجهات كانت بدأت العمل عليها مجدداً نتيجة تغيير قواعد الوقاية من الوباء بفرض حجر صحي مجدداً على المسافرين إليها، أو تشديد إجراءات العزل والحماية.

ورغم فتح المجال الجوي لبعض الدول فإن القيود المفروضة على السفر والاجراءات التي تشترط السلطات اتخاذها لضمان السفر الآمن، والحد من انتشار الوباء لم تجعل الطلب على السفر الجوي يتعافى بالقدر الذي كان متوقعاً في السابق.

وبالتالي تعيد مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية تقييم وضع قطاع الطيران والسفر الجوي تمهيداً لإعادة النظر في التصنيف الائتماني لشركاته الرئيسة التي تعتمد على تصنيفها للاقتراض من السوق أو هيكلة ديونها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعد قطاع الطيران والسفر الجوي من القطاعات الحيوية ذات الأهمية الكبيرة في النشاط الاقتصادي العالمي، وبالتالي فهو أكثر تأثراً أيضاً بالتعافي الاقتصادي بقدر ما يسهم في ذلك التعافي.

حسب بيانات وأرقام العام الماضي 2019، وصلت مساهمة قطاع السفر الجوي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 2.7 تريليون دولار، تمثل نحو 3 في المئة من الاقتصاد العالمي البالغ ناتجه المحلي الإجمالي 87.8 تريليون دولار.

يضاف إلى ذلك الإنفاق العالمي على السياحة الذي تسهم فيه صناعة السفر الجوي بقدر كبير، فقد اقترب من تريليون دولار (902 مليار دولار) العام الماضي. ويوظف القطاع حوالي 70 مليون شخص حتى نهاية 2019، يتوقع أن يخسر 45 في المئة منهم وظائفهم.

يسهم الطيران كذلك في التجارة العالمية بقدر كبير، وفي تسهيل التصنيع والخدمات حول العالم بربط كثير من حلقات سلاسل التوريد العالمية. وفي العام الماضي نقل الطيران ما يصل إلى 5 تريليون طن من البضائع حول العالم.

 وبالإضافة إلى السفر الجوي لأغراض السياحة وإنجاز الأعمال الذي يفيد في تنشيط مجالات الضيافة والترفيه من فنادق، ومطاعم، ومنتجعات سياحية وغيرها، هناك خدمات وسلاسل توريد، ومجالات أخرى تستفيد من قطاع الطيران والسفر الجوي لا تقتصر فقط على شركات صناعة الطائرات، أو شركات تأجير الطائرات.

وحسب تقرير مؤسسة موديز، يتوقع تراجع بنسب ما بين 50 و75 في المئة في عائدات المجالات التي تعتمد على قطاع السفر الجوي. وبأخذ أرقام 2019 في الاعتبار يمكن تقدير حجم المليارات التي ستخسرها تلك المجالات. ففي العام الماضي كان الإنفاق على التوظيف ورواتب العاملين 190 مليار دولار، والإنفاق على وقود الطائرات 188 مليار دولار، وحُصِّلت ضرائب لحكومات الدول من القطاع بما يصل إلى 127 مليار دولار، وأنفقت مبالغ تصل إلى 90 مليار دولار على الخدمات، و83 مليار دولار على الصيانة، ودفعت شركات الطيران 60 مليار دولار رسوم مطارات، و35 مليار دولار لخدمات الملاحة والمراقبة الجوية.

حسب تقسيم المناطق في العالم تعد أفريقيا الأسوأ وضعاً بالنسبة إلى شركات الطيران، تليها أوروبا ثم منطقة آسيا والمحيط الهادي، ثم أميركا الشمالية، ثم الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وذلك على حساب عائدات الشركات في قطاع الطيران في تلك المناطق في 2019، والمتوقع في 2020. فقد بلغت عائدات شركات الطيران في أفريقيا العام الماضي 17 مليار دولار، ولا يتوقع أن تزيد عن 6.6 مليار دولار هذا العام. وفي أوروبا وصلت عائدات شركات الطيران العام الماضي إلى 210 مليار دولار، بينما لا يتوقع أن تزيد عن 97 مليار دولار هذا العام. أما منطقة آسيا والمحيط الهادي فقد بلغت عائدات شركات الطيران فيها العام الماضي 258 مليار دولار، ويتوقع أن تهبط تلك العائدات هذا العام إلى 129 مليار دولار. وفي أميركا الشمالية حققت شركات الطيران عائدات العام الماضي بقيمة 256 مليار دولار ينتظر أن تتراجع إلى 137.5 مليار دولار هذا العام. وفي الشرق الأوسط بلغت عائدات شركات الطيران 56 مليار دولار العام الماضي، وينتظر أن تصل إلى 32 مليار دولار هذا العام. وفي أميركا اللاتينية وصلت عائدات شركات الطيران العام الماضي إلى 39 مليار دولار يتوقع أن تصل هذا العام إلى 18 مليار دولار.

في ظل تأخر اكتشاف علاجات، أو لقاحات للوقاية من وباء كورونا حتى الآن، واحتمال ألايصبح ذلك متاحاً في شكل عملي قبل النصف الأول من العام القادم، لا يتوقع أن يكون التعافي سريعاً أو قوياً في قطاع السفر الجوي. وبدلاً من تقديرات سابقة بأن يكون التعافي العام القادم، 2021، قد يتأخر إلى نهاية 2023 على الأرجح.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد