Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنقرة تقرع طبول الحرب شمالي سوريا وموسكو تسعى إلى تصفية حساباتها

التوغل التركي في أكثر من دولة عربية قد يدفع باتجاه إنشاء تحالف عسكري ضدها

دورية تركية في شمال سوريا (اندبندنت عربية)

لا تكفّ تركيا عن دقّ طبول الحرب في الشمال السوري، مرددةً قلقها حيال نشاط الفصائل الكردية، المتمثلة في حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية"، إذ يتجهّز الجيش التركي لشنّ عملية عسكرية واسعة، تحت ذريعة درء الخطر الكردي.


الحرب في الشمال

وفي المقابل، تحدّثت الأحزاب الكردية التي تسيطر ميليشياتها المدربة أميركيّاً على مساحات واسعة في شمال شرقي سوريا، تحت مسمّى "وحدات الحماية الكردية"، عن "مطامع تركية لا تنتهي، وآخرها سعي أنقرة إلى زجّ فصائل سورية معارِضة، من بينها (درع الفرات) في حربها المقبلة".

وأشارت مصادر عسكرية، لـ"اندبندنت عربية"، إلى حالة تأهب واسعة يشهدها الجيش السوري على خلفية التصعيد الأخير عقب قصف روسيا بالطيران الحربي مناطق في ريف حلب، من بينها مدينة الباب، التي ظلّت في مأمن وخارج إطار المفاوضات، إذ تقع تحت الوصاية التركية.

ولفتت المصادر ذاتها إلى إرسال أنقرة تعزيزات عسكرية عبر معبر "لوسين"، هدفها الوصول إلى مناطق خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا. وأضافت، "لا يمكن التكهن بما يخطط له الجيش التركي. لكن الأجواء غير مريحة، ويوجد ترقّب لعملية عسكرية واسعة من قِبلهم، لضرب مواقع كردية وأخرى للجيش السوري".


موسكو من جديد

في السياق، لم تهدأ مدفعية الجيشين السوري والروسي من جهة، والفصائل المدعومة تركيّاً من جهة أخرى، فتبادلوا القصف في ريف إدلب اليوم الجمعة الـ17 من يوليو (تموز) الحالي، في حين ذكر مصدر سوري مسؤول أن موسكو ضاقت ذرعاً، مما وصفه بـ"العنجهية التركية".

وأشارت المعلومات الواردة إلى أن الطيران الحربي الروسي قصف مدينة الباب، مودياً بحياة مدني، ومتسبباً في سقوط جرحى، في وقت ردّت تركيا بقصف مدينة الدرباسية في ريف الحسكة، وجرحت ستة، بينهم سوريون وروس.

وعزت أوساط محلية الاشتباك (الروسي – التركي) إلى وجود عملية تصفية حسابات بينهما، لا سيما بعد عدم توصلهما إلى أي اتفاق بما يخص الملف الليبي.


التمدد التركي

وعربيّاً، تبتعد أنقرة في تمددها عن حدودها الإقليمية، بعد توغلها العسكري في دول الجوار، إذ ظلّ العامل الكردي يشكّل ذريعة لأي عملية عسكرية محتملة، في سوريا والعراق، في حين تقاتل القوات التركية وميليشيات من المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية طرابلس بعد إغرائهم بالمال ومنحهم الجنسية التركية.

في غضون ذلك، لم يقتصر التمدد التركي في الشمال السوري على التحضير لعملية عسكرية جديدة، بل عملت أنقرة على الزجّ بطائرات من طراز "بيرقدار" في مدينة مصراته الليبية، تمهيداً لشن عملية عسكرية على مدينة سرت. وتحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن اكتمال الاستعدادات لعملية سرت العسكرية.

وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، في حديث تلفزيوني، أن "سبب التحركات التركية في المنطقة هو شعورها بأن المجتمع الدُّولي لم يعد يتمسَّك بالقانون الدُّولي، إضافة إلى الانقسام الذي يشهده العالم العربي، ما تسبب في إحداث فراغٍ، سمح للجانبين التركي والإيراني بالتوغل، فضلاً عن عدم التزام إسرائيل عملية السلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التحالف العربي

من ناحية ثانية، يرى مراقبون سوريون أنّ التوغل التركي يستدعي تحالفاً عربيّاً، ولا بدّ من تفعيل دور الجامعة العربية، وتأليف قوات عربية، لردع الخطر التركي المتزايد في ليبيا وسوريا والعراق.

وفي المقابل، أعرب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عن إدانته التدخل التركي في الشؤون العربية، و"جلب مقاتلين إرهابيين أجانب إلى الأراضي الليبية". ورأى أن تركيا "تقلّد إيران في منهجها تجاه العالم العربي من خلال استغلال الأزمات".

ومن جهة أخرى، استبعد البرلماني السوري أحمد مرعي، تشكيل تحالف عربي لصدّ التوسع التركي في الدول العربية، وردَّ ذلك إلى العلاقة العربية مع سوريا. وقال، لـ"اندبندنت عربية"، "الوقت لم يحن بعدُ لذلك، لأن الدول العربية ليس لديها الموقف ذاته من سوريا. كانت هناك قراءة عربية عن ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية كون الخطر التركي الداهم بات يشكِّل خطراً على السعودية والإمارات بعد سوريا".

التتريك متواصل

وتتابع تركيا سياسة واسعة في مناطق نفوذها السورية، وسط تغيير في ملامح البلدات العربية، بإضفاء عليها المعالم التركية، عدا عن ارتباط علم المعارضة السورية مع العلم التركي، وفرض اللغة الأجنبية التركية مع افتتاح معاهد وجامعات.

ولفت النائب مرعي إلى ما وصل إليه التتريك، "فبلغ مياه الأنهار، مثل دجلة والفرات، إذ يعتبرها التركي أنهاراً عابرة الحدود، بالتالي لا يحقّ لأي دولة المطالَبة بها، بينما هي قراءة مغايرة للقراءة الدولية، وتعرّفها على أنها أنهار دولية تعبر أكثر من دولة".

ويرى مرعي أن "سياسة تتريك نهري دجلة والفرات لا تهدد سوريا والعراق فحسب، بل تهدد كل دول الجوار، بالتالي لدى التركي مشروع كبير، بينما لم يحن الوقت بالنسبة إلى الدول العربية، للوقوف إلى جانب سوريا بشكل جديّ، لكنها منتبهة إلى (حالة التتريك) الحاصلة".

واستبعد مرعي أن تسمح الولايات المتحدة بإعطاء دور لسوريا في هذا التحالف العربي إنْ رأى النور. وقال "واشنطن تدفع في اتجاه عدم عودة العلاقة مع سوريا، كي لا تعطيها الشرعية، أو لاستعادة مكانها وتمكينها، بل تزيدها محاصرة عبر قانون قيصر".

المزيد من الشرق الأوسط