Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغربيات ينافسن الرجال ويتحدين صعوبات المشاركة في "التبوريدة"

 شابات يـتألقن في ألعاب الفروسية الاستعراضية على الرغم من مخاطرها

ألعاب "التبوريدة" الفروسية الاستعراضية في المغرب تُحاكي الهجمات العسكرية (اندبندنت عربية )

نجحت مغربيات في منافسة الرجال والتفوّق عليهم أحياناً في ألعاب الفروسية الاستعراضية المسماة في المغرب "التبوريدة"، التي تُعد بمثابة "فانتازيا شعبية" تُحاكي الهجمات العسكرية، وتُنظم خلال المواسم الصيفية والحفلات الوطنية المغربية. وعلى الرغم من مخاطرها غير أن مغربيات تألقنَ فيها وتحدّينَ جميع الصعوبات.


"نجحت في منافسة الرجال"

وتقول وفاء كريم التي احترفت "التبوريدة" الفروسية الاستعراضية في قبيلة "ولاد عمران" في نواحي مدينة الجديدة، وتُعد إحدى أبرز الفارسات في المدينة، في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، "مارست هواية ركوب الخيل وأنا طفلة صغيرة، بحكم أن كل أفراد عائلتي يمارسون هذه الهواية".
وعلى الرغم من أن وفاء تنتمي إلى وسط مُحافظ، تعتبر فيه بعض العائلات أنّه لا ينبغي للمرأة أن تتواجد وسط الرجال، لكن والد وفاء دعمها لتحقيق رغبتها والمشاركة في المواسم الصيفية.

ويقول والد وفاء في هذا السياق، "لقد دعمتها واشتريت لها فرساً وهي طفلة لتتدرب، وأنا جداً فخور لأنها نجحت في منافسة الرجال والتفوّق عليهم".

وإلى جانب ممارستها هواية التبوريدة، تعمل وفاء كريم أستاذة لمادة الفيزياء في التعليم الثانوي. وتقول "أرتاح في ركوب الخيل، وأعتبره هوايتي المفضلة، ولا أنتظر منه أي مقابل ماديّ".
 

مشكلة التحرّش

 تشارك وفاء كريم في المواسم والمناسبات إلى جانب عائلتها، الأمر الذي يحميها من التعرّض للتحرّش الجنسي الذي يُعد أحد أبرز التحديات التي تُواجه الفارسات المغربيات.

وتشير وفاء إلى أن مشاركة الفرق النسوية في المواسم والمهرجانات لا زالت قليلة مقارنةً بعدد الفرق الرجالية، مشددةً على أن "التحرّش يحول دون مشاركة بعضهنّ في المهرجانات والمواسم".
ولا تستفيد فرق "التبوريدة" بحسب وفاء من أي دعم ماديّ، ما يدفع عشاق ركوب الخيل إلى الإنفاق من مالهم الخاص لإسعاد الجماهير.
 

"أمرٌ مقدس"
تحظى التبوريدة بشعبية واسعة في القرى المغربية، فهي ليست فقط وسيلة لإظهار المهارات القتالية، بل رياضة للتعبير عن التسامح والتضامن بين الفرسان والفارسات، يجمعهم عشق ركوب الخيل.

علاقة وفاء بفرسها لا تختلف عن علاقتها بوالدها، وتقول في هذا الصدد، "الفرس تشعر بك وينبغي أن تكون صادقاً معها، وأن تحترمها، وركوب الخيل بالنسبة إلى قبيلتنا أمرٌ مقدس، يحب أن يكون الفارس أو الفارسة على وضوء".

وتُصاحب طقوس "التبوريدة مجموعة أغانٍ ومواويل وصيحات تحتفي بالبطولة والبندقية أو كما يُطلق عليها بالعامية المغربية "البارود". وينتظر جمهور "التبوريدة"، إنهاء الفرسان والفارسات العرضَ بطلقة واحدة مدوّيةٍ، في آنٍ واحدٍ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حوادث الفرسان

من جهة أخرى، تقول الفارسة وفاء كريم، "عندما نركب الخيل نفقد الشعور، ونركز فقط على العرض، على الرغم من أننا أحياناً قد نُصاب خلال إطلاق النار من البندقية، لكن ذلك لا يهمنا، لأن الشوق وحبّ ركوب الخيل يدفعنا إلى تكرار التجربة مرة أخرى، ولا يُمكن أن نشاهد موسماً ونحن لا نشارك فيه".

ويُشار إلى أن عدداً من الفرسان تعرّضوا إلى حوادث خطيرة خلال عروضهم، مثل انفجار البندقية، والسقوط من على الفرس، ومنهم مَن تعرض لحوادث أدّت إلى مصرعهم أو بترِ يديهم. وعلى الرغم من خطورتها غير أن مغربيات تألقنَ فيها وتحدينَ الصعوبات.


طقوس ركوب الخيل

قبل ركوب الخيل يجتمع الفرسان والفارسات في الخيمة، ويقرؤون الفاتحة، كما ترتدي النساء الحجاب، ويتصافح كل المشاركين باليد لطلب العفو والمسامحة من بعضهم بعضاً قبل المشاركة.

أميمة قائدة فريق يمارس "التبوريدة"، تنحدر من مدينة الدار البيضاء، تعتبر أن أهم شرط لركوب الخيل هو أن يكون كل أعضاء الفريق متسامحين مع بعضهم بعضاً. وتقول، "دائماً نحظى بتشجيع الجمهور، حتى وإن لم ننجح في إنهاء العرض بطلقة مدوّية من البندقية بشكل منسجم".
 

حليمة البحراوي

ويُطلق على فرقة الفرسان والفارسات اسم "السربة"، وهي فرقة من عشرة أعضاء وما فوق، ويتزعمها "المقدّم" الذي يختص بتوجيه الفرسان، وتقديم الملاحظات بعد كل جولة.

في السنوات الأخيرة لمع اسم "حليمة البحراوي"، وهي فارسة مغربية نجحت في التعريف بهذا التراث المغربي في الخارج، بعدما أسّست جمعية نسوية للفروسية، تختص في تكوين فارسات في مقتبل العمر، ليُنافسنَ الرجال في فنّ "التبوريدة".

المزيد من منوعات