Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ازدياد الاقبال على الجامعات البريطانية رغم جائحة كورونا

رئيسة "خدمة قبول الجامعات والكليات" تقول "الوضع ما زال هشاً"

في ظل تقارير عن بطالة مقبلة وغياب الثقة بالنمو الاقتصادي في ظل كورونا وبريكست يتجه الشباب البريطاني أكثر فأكثر للتعليم الجامعي (غيتي) 

تفيد أرقام صادرة عن "خدمة قبول الجامعات والكليات" (يوكاس)  Ucas بوجود ارتفاع قياسي في عدد المتقدمين للالتحاق بالجامعات، من طلاب تخرجوا من مدارس بريطانية ويرغبون في بدء الدراسة هذا الخريف لنيل إجازة جامعية، وذلك على الرغم من حالة عدم اليقين الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وتقدم 40.5 في المئة من شباب المملكة المتحدة جميعاً، ممن هم في سن الثامنة عشرة، بطلبات للالتحاق بالجامعات البريطانية، ما يمثل رقماً قياسياً. وهذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها في هذه المرحلة من الدورة الدراسية اثنان من كل خمسة طلاب ممن سينهون دراستهم الثانوية هذا العام، للحصول على قبول جامعي، بحسب ما ذكرت "يوكاس".

وتشير الأرقام الأخيرة التي حصلت عليها "يوكاس"  Ucas، وتشمل كل طلبات الالتحاق المقدمة حتى تاريخ 30 يونيو(حزيران) الماضي، إلى أن 281.980 ممن أكملوا دراستهم الثانوية، قد قدموا طلبات للالتحاق بالجامعات، ما يشكل زيادة عن العام الماضي حين كان عدد المتقدمين 275.520، وذلك على الرغم من انخفاض نسبة الأفراد البالغين الثامنة عشرة بين سكان المملكة المتحدة بشكل عام.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن صعوبات قد تمنع المتقدمين من متابعة الدراسة في الجامعات البريطانية هذا العام، وذلك بعدما لجأت المؤسسات الأكاديمية خلال الإغلاق الذي فرضه تفشي وباء كورونا إلى بدائل شتى ضمّت خليطاً من تنظيم صفوف دراسية عبر الإنترنت أو دروساً فعلية يتقابل فيها الأستاذ والطالب وجهاً لوجه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدرس بعض الجامعات جعل الطلاب يعيشون في "فقاعة" مع زملائهم الذين يدرسون الموضوع ذاته، وذلك بغرض تقليص المخالطة الاجتماعية، فيما تسعى مؤسسات أخرى إلى إقامة فعاليات أسبوع للطلاب الجدد افتراضياً.

في هذه الأثناء، أظهرت الأرقام الأخيرة أن عدد الطلبات الجديدة التي قدمت للدراسة في مجال التمريض بين يناير(كانون الثاني) ويونيو الماضيين، ارتفع بنسبة 63 في المئة عما سُجل في الفترة نفسها من العام الماضي، إذا زاد العدد من 7.880 عام 2019 إلى 12.840 هذه السنة.

 وكشفت البيانات أيضاً أن أكثر من ربع الشباب (25.4 في المئة) المحرومين وهم من خلفيات فقيرة من شتى أنحاء المملكة المتحدة، قد تقدموا بطلبات للالتحاق بجامعة أو كلية، بحلول الموعد النهائي للتقديم بتاريخ 30 يونيو الماضي.

وتُبين الأرقام أن عدد المتقدمين للالتحاق بجامعات بريطانية من دول الاتحاد الأوروبي أقل بنسبة 2 في المئة عنه في السنة الماضية، حين بلغ عددهم آنذاك 49650 طالباً. بيد أن الطلبات المقدمة من خارج الاتحاد الأوروبي شهدت زيادة قدرها 10 في المئة إذ بلغ عدد المتقدمين 89130 طالباً.

في غضون ذلك، يصل عدد المتقدمين الإجمالي، بغضّ النظر عن أعمارهم، ومن كل البلدان، إلى 652790 طالباً، وهذا أعلى رقم سُجل في السنوات الأربع الأخيرة بحسب "يوكاس".

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الإغلاق الذي فرضه انتشار فيروس كوفيد-19 كانت هناك زيادة قدرها 17 في المئة في عدد المتقدمين الجدد للجامعات البريطانية، بين 23 مارس (آذار) و30 يونيو الماضيين، بإجمالي بلغ 54810 هذه السنة، مقارنة بـ 46770 طلب انتساب في 2019.

ووصل العدد الإجمالي للأشخاص الذين تقدموا بطلبات للالتحاق بالجامعات هذا العام من داخل المملكة المتحدة، عبر "يوكاس"، والبدء بالتحضير لنيل شهادة جامعية في اختصاص ما، 514020، بزيادة قدرها 1.6 في المئة حتى هذا التاريخ مقارنة بالسنة الماضية 2019.

غير أن الطلاب المحتملين ممن تقدموا بطلبات للدراسة هذا العام يمكنهم أن يطلبوا تأجيل البدء بدراستهم في أي وقت من دورة التقديم، نظراً لعدم وجود موعد نهائي محدد لذلك.

إلى ذلك، أشارت رئيسة "يوكاس" إلى أنه إذا شهدت البلاد موجة ثانية للجائحة، أو إغلاقات محلية أخرى خلال الأشهر المقبلة، فإن عدد الطلاب المسجلين قد لا يتوافق مع عدد الطلبات المقدمة الحالية.

وقالت كلير مارتشانت، رئيسة يوكاس التنفيذية، التي كانت تتحدث عبر الإنترنت خلال مهرجان افتراضي للتعليم العالي يوم الأربعاء الماضي، إن البيانات المتوفرة حتى تاريخ 30 يونيو الماضي كانت "مشجعة جداً" ويمكن أن تعني عدد الطلاب المسجلين هذا العام أكبر من سابقه. لكنها أكدت أن الوضع ما زال "هشاً".

في السياق نفسه، لفتت مارتشانت إلى أنه "إذا حدث ارتفاع ثانٍ في الإصابات، وإذا كانت هناك إغلاقات أكثر على المستوى الإقليمي، فإن كل ما أقوله سيذهب أدراج الرياح لأن مستويات الثقة لدى الأفراد ستهبط كثيراً".

أما نيكولاس هيلمان، وهو مدير معهد سياسات التعليم العالي، فقال إن "الشهية للتعليم العالي تستمر في التنامي، وهذا ليس أمراً مثيراً للاستغراب، إذا أخذنا في الاعتبار أن فرص توفر الخيارات البديلة، مثل الحصول على وظيفة مضمونة، ستكون أسوأ هذه السنة، مع ذلك فإننا ما زلنا غير مطمئنين بعد، لأن هناك فرقاً بين التقديم والتسجيل. وإذا حدثت موجة ثانية كبيرة للجائحة، على سبيل المثال، فإن الطلبات المقدمة قد لا تتحول إلى تسجيلات".

في المقابل، أكدت مارتشانت أن "الثقة تتزايد بأنه سيكون هناك فصل دراسي في الخريف والذي يشتمل عادة على أكبر قدر ممكن من جوهر بداية السنة الأكاديمية".

وأضافت رئيسة "يوكاس" التنفيذية "علينا الاحتفال برؤية عدد كبير من الأشخاص حريصين على البدء بالتهيؤ لمهنة مجزية في مجال التمريض. ومن الواضح أن القصص الملهمة خلال هذه الجائحة قد شحذت مخيلة البعض، فيما يقبل الأفراد من شتى الخلفيات المهنية على الالتحاق بهذا الاختصاص، مصممين على مساعدة الآخرين في الوقت الذي توفر فيه جامعاتنا إسهامات ضخمة لجهة مكافحة فيروس كورونا".

وقال أليستر جارفيس، الرئيس التنفيذي في مركز "جامعات المملكة المتحدة" إن الأرقام تظهر أن الأشخاص "يقرون بالفوائد الكثيرة التي يقدمها التعليم الجامعي لحظوظهم في الحياة، وآفاقهم المهنية، ومستقبلهم".

وأضاف أن "بإمكان الطلاب أن يثقوا في أنهم سيستفيدون من التجربة ذات النوعية العالية والإيجابية في الجامعة خلال الخريف المقبل، إذ تخطط أغلب الجامعات لتوفير تدريس أكثر، ودعم أكبر للطلاب، مع نشاطات اجتماعية وحضور حقيقي لهم".

(تغطية من وكالة بريس أسوشيشن)

© The Independent

المزيد من تقارير