Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سماسرة وهميون يصطادون المغاربة الساعين إلى الدراسة في أوروبا

يعتبر القانون أن الضحايا يتحملون جزءاً من المسؤولية

يحاول الوسطاء افتعال مشاكل للطلاب (د ب أ)

"سنُساعدك وندعمك للدراسة في أهم الجامعات في أوروبا أو الاستفادة من التعليم المهني"، وعودٌ يُطلقها بعض من يستهدفون الشباب المغربي، مُستغلين أحلامهم وطموحاتهم إلى العبور إلى الضفة الثانية، لكن ما مصير تلك الوعود ومن يصدّقها؟

كانت ملاك تعتقد أنّ الحل الوحيد للحصول على عقد للتعليم والتدريب المهني في ألمانيا، هو اللجوء إلى وسيط. وتروي لـ"اندبندنت عربية" أنها "تواصلت مع وسيط مغربي في مدينة الدار البيضاء، وعدني بأنّه سيعمل جاهداً لكي أحقق رغبتي وحلمي بالسفر، وعرض عليّ صوراً لشباب سافروا إلى ألمانيا، ويستفيدون من التعليم المهني كانوا قد تعاملوا معه".

قدمت ملاك للوسيط ثلاثة آلاف يورو، واتفقا على أنّه بعد حصولها على تأشيرة السفر ستدفع له المتبقي.

لكن، "بعد فترة اكتشفت أنّ الوسيط باعني الوهم واحتال علي، وأنّ العقود لا تُباع بل تُقدم مجاناً، والحصول عليها مشروط بإتقان اللغة والنجاح في المقابلة على السكايب مع الشركة الألمانية".

وتوضح أنه "في كل مرة اتصلت به لأستفسره عن العقد كان يدعوني إلى مزيد من الانتظار، وبعدها أغلق هاتفه".

وارتفع إقبال الشباب المغربي على التعليم والتدريب المهني في ألمانيا، وهو عبارة عن نظام مزدوج يدمج بين تعليم المهنة لدى إحدى الشركات ثم لدى إحدى المدارس المهنية.

مبادرة شباب

لا تختلف قصة ملاك عن قصة عبد الكبير (27 سنة) الذي يعمل في قطاع الفنادق في الدار البيضاء، ويحلم بالهجرة إلى ألمانيا للاستفادة من التعليم المهني.

ويقول عبد الكبير لـ"اندبندنت عربية"،" تعرضت لنصب من مكتب وساطة مغربي في مدينة الدار البيضاء، دفعت لهم ألفي يورو، في المقابل لم أحصل على أي عقد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلفت عبد الكبير إلى أنه ليس الأول، بل هناك شباب آخرون تعرضوا للاحتيال مثله، وليس لديهم دليل يُؤكد تعرضهم لنصب.

ولتوعية الشباب بأهمية الاعتماد على أنفسهم لإيجاد عقود التعليم والتدريب المهني، وأن لا يقعوا ضحايا السماسرة، أسّس شباب مغاربة مجموعة على فيسبوك تحمل اسم "المغرب ألمانيا، التكوين المهني والعمل والحياة في ألمانيا"، يتبادلون فيها إرشادات لكيفية تقديم طلبات التعليم في ألمانيا، كي يتجنبوا الاعتماد على الوسطاء.

أيوب أحد هؤلاء الشباب، الذي نشر على صفحة المجموعة صورة لمحادثة مع وسيط يطلب دفع ستة آلاف يورو مقابل الحصول على عقد التعليم المهني.

ويُحذّر من خطر الوقوع ضحايا النصب والاحتيال، مشيراً إلى أنّ جميع الإجراءات واضحة للتقديم ولا حاجة إلى الاعتماد على الوسطاء.

افتعال مشاكل

يعتبر المحامي رشيد سلامي، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أن "ضحايا السماسرة يتحملون جزءاً من المسؤولية القانونية إلى جانب الوسيط. فالطالب الذي يعتمد على وسيط يخرق القانون هو أيضاً". ويدعو "الشباب إلى التعامل مع المؤسسة مباشرة من دون الاعتماد على السماسرة".

ويوضح أنه "لا يمكن لمؤسسات عمومية في ألمانيا أن تقُدم عقوداً مقابل بدل مالي، بل على العكس من ذلك فهي تُقدم المنح التعليمية".

ومع تعرض عشرات الطلاب المغاربة الراغبين في الدراسة في أوكرانيا للنصب والاحتيال من بعض السماسرة، أُثير في المغرب جدل واسع. وقد حذّرت "الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية" (سابقاً) الطلاب وأسرهم من وسطاء التسجيل في الجامعات الروسية والأوكرانية، الذين يحتالون عليهم ويوهمونهم بتسهيل عملية الانتساب إلى المؤسسات التعليمية والإقامة.

ولاحظت الجمعية أنّ "هؤلاء الوسطاء يُحاولون افتعال مشاكل للطلاب في حياتهم اليومية والتي لا تحلّ إلا بالمال".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير