Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"خلف الأبواب" منصة مصرية لعروض الأداء عبر الإنترنت

موسيقى وقراءات ومسرح ومشاركة جزائرية حول موسيقى الراي

من عرض "نفق" عبر منصة الإنترنت (اندبندنت عربية)

جلسة قراءة أدائية بين فنان مصري وكاتب جزائري عبر الإنترنت تحت عنوان "ثُم هربت"، والنصوص التي ألقيت بالتبادل بين المُتحدثين تضمنت انطباعاتهم الشخصية حول موسيقى الراي الجزائرية، مع التركيز على نجوم هذا النوع من الغناء في تسعينيات القرن الماضي. محمد عبد الكريم، فنان مصري مهتم بالممارسات الأدائية، وصلاح باديس كاتب ومترجم جزائري، يجمع بينهما الاهتمام بموسيقى الراي. تتبّع تأثير هذه الموسيقى يستند إلى شغف بمحتواها، شغف تعكسه التجارب والذكريات والتفاصيل الصغيرة المتعلقة ببدايات التعلق بموسيقى الراي. أفكار وأطروحات عدة تُراوح بين الحقيقي والخيالي حول نوعية هذه الأغاني سريعة الإيقاع التي ألهبت خيال وحماسة الملايين من عشاقها، ولا تزال مثيرة لمشاعر الحنين المرتبطة بالسفر والهجرة والاغتراب، أو فكرة الترحال على نحو عام، والتي تتكرر كثيراً في كلمات أغاني الراي.

يقول  صلاح باديس: "كلما سافرت كنت أتفادى قائمة الأغاني الأسطورية لجزائريي الغربة بدءاً بدحمان الحراشي والشيخ الحسناوي وصولاً لرضى طلياني. كنت أهرب عبر دروب أغاني أخرى وأغرق في الأغنية أياماً. قطعت مدناً وأحياءً فرنسية ذات مرة وأنا أستمع إلى أغنية من أربع مقاطع للشاب خالد، حتى شعرت أني فهمت اللامفهوم... شيء كهذا هو الراي. الراي كان يأتي من وهران، أو من الغرب عموماً، وأنا وُلدت في العاصمة. ليس سهلاً أن تكتشف الراي وحدك، وسط قلة الموارد وكثرة الأساطير، وتكالب القراءات المحلية والأجنبية وتشويهها للأصل الشفهي غير الموثق. أذنك وحدها، لا شيء يقودك سوى الصدفة والفخاخ ولطمات الحياة. لاحقاً، عرفت أن في جسد كل مراهق هنا ثمة وتر سيعزف عليه الشاب حسني يوماً ما، وعاجلاً أم آجلاً ستُصيبك الرصاصة".

 

بين نجوم الراي المعروفين اتخذ الشاب حسني مساحة لا بأس بها من الحديث حول أغنياته، وما استطاع تحقيقه في السنوات القليلة التي تربع فيها على عرش موسيقى الراي في الجزائر، قبل أن يُغتال على يد الجماعات المتطرفة خلال ما يعرف بالعشرية السوداء. اغتيل الشاب حسني وهو في السادسة والعشرين من عمره، لكنه ترك رصيداً ضخماً من التسجيلات يعزوه البعض إلى السهولة التي تتمتع بها صناعة الراي من موسيقى وكلمات أغاني أقرب إلى الارتجال والحكي.

عروض إدائية

جلسة القراءة الأدائية لعبد الكريم وباديس، أعقبتها مجموعة من العروض الأدائية الأخرى التي دشنتها مؤسسة مدرار للفنون في القاهرة أخيراً تحت عنوان "خلف الأبواب" وبُثت مباشرة عبر صفحتها على الإنترنت. المشروع تم تدشينه، كما يقول القائمون على المؤسسة، من أجل تجاوز عراقيل العرض والتواصل الجماهيري بين فناني الأداء والجمهور خلال فترة الإغلاق بسبب وباء كورونا، غير أن التجربة نفسها قد تمثل مشروعاً يمكن البناء عليه مستقبلاً، بعيداً من حالة الإغلاق والحجر الصحي. ربما يُتيح هذا المشروع في حال استكماله، آفاقاً جديدة للتواصل بين الفنانين والجمهور للوصول إلى شرائح جماهيرية أوسع وأكثر اختلافاً.

ضمت العروض محاضرة للشاعر المصري محمود عاطف بعنوان "حينما كانت الإباحة روتيناً عادياً في أغانينا" عن القيم البورجوازية التي تعكسها اللغة، من خلال البحث في طبقاتها المكشوفة التي كانت سائدة في أغاني الأفراح في الريف المصري. وضمت العروض كذلك مجموعة من التجارب الأدائية الراقصة، بينها عرض للثنائي حنين طارق وأمينة أبو الغار تحت عنوان "خيال مُفكك" وعرض "لا تشاهد" لعمرو شلبي وعبد الرحمن أحمد، وهو يتقاطع مع قراءة صوتية لقصيدة "لا تصالح" للشاعر الراحل أمل دنقل، وعرض "صوت الميمز" لسهير شرارة، وعرض "نسيج" لعبد الرحيم محمد من مصر والإسبانية مرسيدس ميلشور.

اختتمت هذه العروض أخيراً بعرض "شطرنج الصابون" وهو عمل تجريبي مُستمر لعرض مسرحي ذي وسائط متعددة. يدور العرض حول تفاصيل حياة فتاة عشرينية وضعت نفسها في سجن ذاتي حتى يقيها مما يحدث حولها، كفكرة الحجر الصحي الذي نعايشه هذه الأيام اتقاءً لشر الوباء. تستعرض الفتاة خلال العرض واقعها الرتيب وخيالها المفعم بالأحداث عبر خطاب طويل تحكي فيه يومياتها لصديقها في السجن. تنقسم الشاشة إلى جزءين، في إحداهما تؤدي الفتاة عرضاً راقصاً، بينما تسترسل على الجانب الآخر في سرد يومياتها وهي تُشكل بيديها إحدى قطع الشطرنج من قالب صابون. عرض "شطرنج الصابون" كتابة وأداء فاطمة الزهراء، وهي كاتبة ومترجمة وفنانة أداء مستقلة ومؤسسة "ترانزيت للفن" وهي مؤسسة تقدم خدمات إدارية للعاملين بالثقافة والفنون في مصر والعالم العربي.

المزيد من ثقافة