واصلت أسعار الذهب ارتفاعها عالمياً خلال الجلسات الماضية، ليواصل المعدن استقراره عند أعلى مستوى 1800 دولار للأوقية مع استمرار تأثيرات الوباء، ولكن بالتزامن مع آمال تعافي سريع للاقتصاد العالمي. ويستفيد المعدن الأصفر باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، حيث تستمر المخاوف التي تدفع المستثمرين إلى الهروب من أسواق الأصول الخطرة بسبب التداعيات الاقتصادية التي سيخلفها وباء "كوفيد-19"، الذي أصاب نحو 12 مليون شخص عالمياً حتى الآن.
على صعيد البيانات الإيجابية، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تصريحات حديثة، إلى أن تعافي أكبر اقتصاد بالعالم قد لا يزال متوقفاً.
وارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس (آب) 0.1 في المئة أو ما يعادل 2.20 دولار ليسجل مستوى 1822.20 دولار للأوقية. وزاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بأكثر من 0.2 في المئة ليصل إلى مستوى 1812.80 دولار للأوقية، رابحاً نحو 3.91 دولار.
كيف تأثرت السوق بالبطالة والنمو والإفلاس؟
في سياق متصل، توقع رجل الأعمال المصري والرئيس التنفيذي لشركة "لامانشا" القابضة، نجيب ساويرس، أن يصل سعر الذهب إلى 2000 دولار للأوقية عالمياً، بسبب الأوضاع التي يشهدها العالم في الوقت الحالي والمخاطر القائمة بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا.
وفي تصريحات أمس، قال ساويرس، إن المستثمرين يتجهون حالياً إلى شراء الذهب بسبب الأزمات التي يتعرض لها العالم منها التداعيات السلبية لفيروس كورونا وتأثراته في النمو والبطالة وإفلاس العديد من الشركات بخاصة العاملة في السياحة، بالإضافة إلى الأزمات الدولية خصوصاً المشكلات بين الولايات المتحدة والصين وضبابية المشهد في الانتخابات الأميركية المقبلة.
وأضاف أن البنوك أصبحت عازفة عن تمويل الشراء بالهامش، وتطالب بضمانات أكثر، متوقعاً عدم حدوث موجة بيع في الذهب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جدير بالذكر، أن سعر العقود الآجلة للذهب انخفضت خلال تعاملات الأربعاء الماضي، لكنه لا يزال قرب أعلى مستوى في نحو 9 سنوات، وسط الارتفاعات القياسية لحالات العدوى الجديدة للفيروس العالمي.
وكان سعر العقود الآجلة للمعدن النفيس قد سجل مستوى 1809.90 دولار للأوقية يوم الأربعاء وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) من عام 2011، في حين زاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة تزيد على 0.1 في المئة إلى مستوى 1797.47 دولار للأوقية.
سيناريوهات تحرك الذهب حتى نهاية 2020
وكان تقرير حديث لـ"بنك أوف أميركا"، قد حدد 3 سيناريوهات لمستقبل سوق الأصول والملاذات الآمنة خلال العام الحالي، مؤكداً أن السوق سوف تواصل الاستفادة من الأزمات القائمة في سوق الأصول الخطرة بسبب عدم ظهور أي مؤشرات على تلاشي تداعيات ومخاطر فيروس كورونا.
التقرير الذي رصد تحركات الذهب يشير إلى أسعار وشيكة للأوقية تتراوح ما بين 1805 وما يقرب من 2300 دولار في وقت قريب، بدعم استمرار هروب المستثمرين من أسواق الأسهم وتقليص المخاطرة بعد الخسائر العنيفة التي تكبدتها أسواق الأسهم العالمية منذ ظهور جائحة كورونا حتى الآن.
وفق التقرير، فمن المتوقع أن يرتفع سعر الذهب خلال العام الحالي ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق، بدعم قلق المستثمرين بشأن التعافي الاقتصادي بعد الوباء، وعدم ظهور ما يدعم المؤشرات الإيجابية الخاصة بأسواق الأسهم والأصول الخطرة.
وقال كبير متخصصي "بنك أوف أميركا"، بول سيانا، إن الاتجاه الصعودي في أسعار الذهب يمكن أن يصل إلى قمة عام 2012 عند سعر يتراوح من 1790 إلى 1805 دولارات للأوقية في الأسبوع المقبل.
وأضاف، "إذا تمكن سعر الذهب من تجاوز مستوى المقاومة عند 1800 دولار للأوقية، فإن سعر المعدن النفيس يمكن أن يرتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند مستوى 1920.70 دولار للأوقية والمسجل في عام 2011". وتشر التحليلات الفنية إلى أن سعر الذهب قد يصل لمستوى تاريخي جديد في النصف الثاني من العام الحالي بخاصة في الربع الثالث.
ويرى البنك الأميركي أن هناك موجة تقود أسعار الذهب إلى 2000 دولار للأوقية بالفعل، مع سيناريو صعودي تراوح بين 2114 دولاراً إلى 2296 دولاراً للأوقية. واستفاد المعدن النفيس مع ارتفاع عدد حالات العدوى بالفيروس المميت في الولايات المتحدة بعد أن أعادت الولايات فتح اقتصاداتها بالإضافة إلى تصاعد التوترات السياسة والعرقية الأميركية الداخلية والتوترات التجارية مع الصين في الأسابيع الأخيرة.
الدولار يواصل التراجع مقابل سلة العملات
في المقابل، تراجع الدولار مقابل معظم العملات في تعاملات ليوم الخميس، حيث قلصت موجة ارتفاع على أصول أعلى مخاطرة مثل الأسهم العالمية والسلع الأولية الطلب على الملاذ الآمن في العملة الأميركية.
وصعد اليوان الصيني إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر مقابل الدولار مواصلاً مكاسبه التي حققها في الآونة الأخيرة حيث عزز مستثمرون من كافة القطاعات مراكزهم في الأسهم الصينية بفعل مؤشرات متنامية على انتعاش في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وقد تُبقِي المخاوف المستمرة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا تداول بعض العملات في نطاق محدود، لكن خسائر الدولار تزيد تدريجياً حيث تميل المعنويات لرهانات أعلى مخاطرة بفضل النمو الاقتصادي في الأمد الطويل.
وانخفض الدولار مقابل اليورو 0.3 في المئة إلى مستوى 1.1365 دولار مسجلاً أدنى مستوى في شهر. وتراجع الدولار مقابل الجنيه الإسترليني إلى أقل مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.2637 دولار. وزاد الإسترليني مقابل اليورو إلى مستوى 89.97 بنس. في ما نزل الدولار مقابل الفرنك السويسري إلى أقل مستوى في أربعة أشهر عند مستوى 0.9365 فرنك. بينما لم يطرأ تغير يذكر على الدولار مقابل الين وسجل 107.27 ين.
وتراجع اليوان في المعاملات المحلية عن مستوى السبعة يوانات الذي يحظى بمتابعة وثيقة وسجل أعلى مستوى في أربعة أشهر تقريباً عند 6.9820 يوان مقابل الدولار. في ما ارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى في شهر وجرى تداوله مقابل 0.695 دولار أميركي.