Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فضيحة رياضية في بغداد... الجمهور بدلاً من اللاعبين في أرض الملعب خلال "كلاسيكو العراق"

الجشع يقود إلى بيع الكرسيّ الواحد داخل الملعب إلى شخصَيْن ما تسببَ في تأجيل مباراة كبيرة

تقاذفت وزارة الشباب والرياضة التي تملك حقوق بيع التذاكر في الملاعب العراقية التهم مع الاتحاد العراقي بكرة القدم (أ.ف.ب)

سلط العجز عن تنظيم مباراة جماهيرية بكرة القدم بين أكبر ناديَيْن في العراق، الضوء على الفشل الذريع الذي تعاني منه مختلف القطاعات العراقية المدنية، في النهوض بمسؤولياتها.

كلاسيكو العراق

على الرغم من مشاركة جهات رسمية رفيعة في مسؤولية تنظيم المباريات الجماهيرية في العاصمة العراقية، إلا أن السلطات المختصة اضطرت إلى تأجيل مباراة الزوراء والقوة الجوية ضمن الدوري العراقي بكرة القدم، التي كانت مقررة على أرض ملعب الشعب الدولي، الخميس الماضي 14 مارس (آذار)، إلى إشعار غير مسمى، بسبب الفوضى التي صاحبت الدقائق القليلة قبيل موعد انطلاقها.

وتوصف لقاءات الناديَيْن بـ "القمة"، وتحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، داخل الملعب وخارجه، بينما يطلق الجمهور لقب "كلاسيكو العراق" على هذه المباراة، تشبهاً بالكلاسيكو الإسباني الشهير بين برشلونة وريال مدريد.

مكتب عبد المهدي يتدخل

مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تدخل في شكل مباشر، لمعرفة الأسباب التي سمحت لنحو 10 آلاف شخص بالتجول على أرضية ملعب الشعب، قبيل حوالي 30 دقيقة من الموعد المقرر لبدء المباراة. وتقاذفت وزارة الشباب والرياضة، التي تملك حقوق بيع التذاكر لمشاهدة مباريات كرة القدم في الملاعب العراقية، التهم مع الاتحاد العراقي بكرة القدم، الذي أخلى ساحته، لكنه انقسم في تفسير أسباب الفضيحة.

اتحاد الكرة منقسم

وبينما يلقي رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم المسؤولية على الجمهور، الذي اقتحم أسوار الملعب، نافياً مسؤولية وزارة الشباب عن الأمر، وملمحاً في الوقت ذاته إلى تقصير وزارة الداخلية في توفير الحماية اللازمة للمنشآت الرياضية، يقول عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم كامل زغير إن وزارة الشباب باعت حقوق تذاكر دخول المباراة إلى متعهّد خاص، قام بدوره ببيع التذاكر لجمهور يفوق تعداده الطاقة الاستيعابية لملعب الشعب بمرتين. وقال رياضيون ومشجعون إن المتعهّد باع حوالي 80 ألف بطاقة لدخول الملعب، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية القصوى، حوالي 45 ألف متفرج، في أفضل الأحوال.

وزارة الشباب متّهمة بالابتزاز

ولمّح زغير إلى أن وزارة الشباب ابتزّت المتعهّد، وفرضت عليه سعراً مبالغاً فيه، فاضطر بدوره لبيع تذاكر الجلوس على كل كرسيّ إلى شخصين اثنين. وعندما امتلأت مدرجات الملعب بالجمهور، كان في الخارج عدد مماثل تقريباً، ينتظر الدخول، وتحت الضغط اضطرت إدارة الملعب لفتح بعض الأبواب المؤدية إلى ساحة اللعب الرئيسة، على أمل توفير المقاعد لبعضهم من الآلاف التي تنتظر في الممرات المفتوحة المحيطة بالمستطيل الأخضر، لكن اندفاع الجماهير، أدى إلى امتلاء ملعب الشعب بالأشخاص الذين يحملون تذاكر مشاهدة مباراة لم يعد من الممكن إجراؤها.

واضطر لاعبو القوة الجوية والزوراء إلى الخروج من ملعب الشعب الدولي، بعدما فقدت السلطات المختصة كل أشكال السيطرة عليه. ولم تعلّق وزارة الشباب والرياضة على الاتهامات التي تلقتها، لكنها قالت إنها أحالت متعهّد الملعب على القضاء، وبدأت تحقيقاً في القضية.

أين ذهبت أموال التذاكر؟

تساءل آلاف الحاضرين في الملعب عن مصير الأموال التي دفعوها للحصول على تذاكر هذه المباراة بعد إلغائها، ووفقاً لتقديرات خبراء، فقد جمع المتعهّد حوالي 300 ألف دولار من الجمهور العراقي. وقالت وزارة الشباب إنها ستسمح للجمهور بحضور هذه المباراة، بعد تحديد موعد جديد لها، مجاناً، ما دفع مراقبين إلى التساؤل عن سبب الإصرار على إجراء هذا الحدث الرياضي الكبير في ملعب لا يتسع للجمهور المتوقع، في ظل وجود ملاعب أخرى أكثر قدرة على الاستيعاب.

حسرة على حال الكرة في العراق

قال لاعب المنتخب الوطني العراقي السابق علي وهيب إن منظر الجماهير وهي تتجوّل وسط ملعب الشعب الدولي، سيصيب سمعة الكرة العراقية بضرر بالغ. وتحسّر وهيب على الحال التنظيمية التي وصلت إليها كرة القدم في العراق، بعدما كان البلد رائداً في قطاع المنشآت الرياضية في المنطقة، خلال عقدَي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

ويفترض أن يبذل العراق جهوداً كبرى لإقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم برفع الحظر عن احتضان العاصمة بغداد منافسات كرة القدم الدولية. وحتى الآن، لا يسمح الاتحاد الدولي لبغداد بتنظيم مباريات دولية، بينما تضطر الفرق العراقية إلى خوض منافساتها الدولية في كردستان أو البصرة أو كربلاء، التي تتمتع بأمن أكبر. ويمكن أن تزيد هذه الفضيحة من الشكوك المحيطة بقدرة بغداد على احتضان أحداث أو مباريات دولية، ما يعطّل صدور قرار برفع الحظر عنها.

المزيد من رياضة