Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مسبار الأمل" الإماراتي يقضي أيامه الأخيرة قبل التوجه إلى الكوكب الأحمر

يهدف المشروع لدراسة الغلاف الجوي ورسم خريطة مناخية للمريخ

تسعى الإمارات من خلال غزوها للفضاء إلى جمع معلومات عن الكوكب الذي يجذب انتباه العلماء في الآونة الأخيرة (وام)

بدأ فريق وكالة الإمارات للفضاء تجاربه النهائية لاختبار "مسبار الأمل"، بعد أن نجح في إدخاله في كبسولة الإطلاق والتأكد من تثبيت هيكله على القاعدة، ووضعه أعلى الصاروخ، تمهيداً لإطلاقه إلى كوكب المريخ في 15 يوليو (تموز) من محطة الإطلاق في تانيغاشيما اليابانية، على أن يصل إلى مدار كوكب المريخ بعد سبعة أشهر من الإطلاق، أي في فبراير (شباط) 2021.

وتضمنت الفحوصات والتجارب النهائية اختبارات لوظائف المركبة الإماراتية، التي تشمل نظام الطاقة والاتصال، ونظام الملاحة والتحكم، وأنظمة الدفع والقيادة، بالإضافة إلى الأنظمة الحرارية ونظام البرمجة.

ويهدف المشروع بحسب الوكالة الإماراتية، إلى "صنع ريادة إماراتية على مستوى المنطقة في علوم الفضاء واكتشاف المريخ"، إذ تعد رحلات اكتشاف الكوكب الأحمر من مشاريع الفضاء الرائدة على مستوى العالم.

مسبار الأمل

يسعى مشروع مسبار الأمل الإماراتي، الذي شاركت في تطويره جامعات كولورادو وكاليفورنيا بيركلي، وولاية أريزونا، إلى تقديم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ، عندما يصل إلى الكوكب في بداية 2021، على أن تستمر المهمة مدة سنة مريخية واحدة.

ويهدف المشروع بحسب مركز الفضاء الإماراتي، إلى تقديم إجابات علمية عن أسئلة متعلقة بالغلاف الجوي، بخاصة في ما يتعلق بأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلاف الكوكب الأحمر.

وستسهم الرحلة في تقديم صور متكاملة للغلاف الجوي للكوكب، ما يساعد على فهم التغيرات المناخية ورسم خريطة توضح طبيعة الطقس الحالي له.

الأيام الأخيرة في اليابان

ويقضي الفريق المكون من ثمانية مهندسين إماراتيين في اليابان أيامهم الأخيرة قبل توديعهم للمشروع، الفريق الذي يسعى للتأكد من تهيئة فرص الإطلاق في موعده، الأمر الذي يؤكده محمد العامري، كبير مهندسي النظم الميكانيكية الفضائية لدى إدارة مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء "بعد استلامنا المسبار من محطة نغويا، ومن ثم تحميله بحراً إلى مركز تانيغاشيما الفضائي، وصلنا إلى الجزيرة بعد 44 ساعة تقريباً، لنبدأ إجراءات الفحص الأساسي للتأكد من سلامة القمر بعد نقله"، مضيفاً "أثناء الوجود في اليابان، نقلنا المسبار بعد استلامه، وقمنا بتركيب المعدات الميكانيكية، ثم قياس الوزن والكتلة المركزية للمسبار قبل وبعد تزويده بالوقود للتأكد من جاهزيته"، ويتابع حول دوره ضمن المشروع "كما ساهمت أيضاً في عمليات تجهيز الألواح الشمسية من الناحية الميكانيكية وحركة فردها، وطيّها بشكل صحيح في الحرارة العالية والمنخفضة، لأن المسبار سيمر بالمرحلتين".

وبالحديث عن الطاقة الشمسية يقول المهندس عيسى المهيري، المهندس المسؤول عن أنظمة الطاقة بالفريق "تجميع طاقة الشمس باستخدام الألواح الشمسية أثناء رحلة المسبار إلى مدار المريخ سيكون متاحاً، لكن التحدي يكمن في تخزين الطاقة لدى وصول المسبار إلى مدار الكوكب الأحمر والبدء بالدوران حوله، حيث ستختفي الشمس في أوقات معينة، عندها ستبرز أهمية البطاريات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ناسا و"المثابرة"

تجري وكالة ناسا التي سبقت العالم إلى استكشاف المريخ، اختباراتها النهائية هي الأخرى، على مركبتها التي يفترض أن تعود إلى الأرض بعد إتمام مهمتها، وبحوزتها صخور من المريخ لغرض الدراسة.

وأطلقت الوكالة اسم "المثابرة" على مركبتها المبتكرة، بعد أن أطلقت مسابقة مدرسية لاختيار الاسم، وشارك فيه 28000 تلميذ، ليقع الاختيار على "المثابرة" لتتقلده المركبة التي يفترض أن تنطلق إلى المريخ في صيف هذا العام في رحلة ذهابٍ وعودة.

حلم السفر إلى المريخ

ولد حلم سفر الإنسان إلى المريخ في منتصف القرن الماضي، مع السباق الروسي الأميركي لاكتشاف الفضاء. وظل هذا الحلم حكراً على منتجي الأفلام السينمائية حتى يومنا الحالي، على الرغم من قدرة المركبات غير المأهولة على الوصول.

ويقف بين البشرية وهذا الحلم أسباب طبية، إذ حذر علماء فضاء من أن أي إنسان يسافر إلى كوكب المريخ سيتعرض للإشعاع الكوني بمقدار 700 ضعف لما يتعرض له البشر على الأرض، ما يعني أن تنفيذ مهام بشرية على الكوكب الأحمر يبدو مستحيلاً، في الوقت الحاضر على الأقل.

ويأتي هذا التحذير في ضوء ما تعكف عليه وكالة الفضاء الأوروبية، من خلال فريق متعدد التخصصات من الباحثين، لمعرفة المزيد عن الآثار الصحية للإشعاع الفضائي، في محاولة لاستكشاف كيفية حماية رواد الفضاء بشكل أفضل.

ويعمل الباحثون على وضع مبادئ توجيهية للمخاطر لرواد الفضاء الذين يسافرون إلى القمر وما وراءه، كما أنهم يختبرون العينات البيولوجية والإلكترونيات ومواد التحصين ضد الأشعة الكونية المصنعة في المختبرات.

وكشفت النتائج أن رائد الفضاء سيتعرض إلى ما لا يقل عن 60 في المئة من الحد الأقصى لجرعة الإشعاع الكلي طوال حياته المهنية، وهو يقوم برحلة إلى كوكب المريخ.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي