Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رؤية أركان إيران لسوريا والعراق... فتح الحدود

التنسيق سيستمر من خلال مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه... وقرب افتتاح المعبر الحدودي المغلق منذ سنوات بين العراق وسوريا

"الأولوية لدى الجانب الإيراني، في مرحلة ما بعد داعش، تتمثل في ضمان تواصل سلس بين إيران وسوريا عبر الأراضي العراقية (أ. ف. ب)

جاء إعلان رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عثمان الغانمي، من دمشق الاثنين، عن قرب افتتاح المعبر الحدودي المغلق منذ سنوات بين العراق وسوريا، ليرسم ملامح المرحلة الجديدة، التي ربما تضمن لإيران اتصالاً برياً سهلاً بالأراضي السورية، عبر المنافذ العراقية، وفقاً لمراقبين.
وكان الغانمي توجه إلى دمشق، الاثنين، على رأس وفد عسكري، للمشاركة في اجتماع ثلاثي، يضم وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، لبحث آلية التنسيق المتبادل في مجال مكافحة الإرهاب"، وفقاً لما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بغداد، وهي أرفع سلطة عسكرية عراقية.
سلسلة لقاءات بحضور روسي 
ووفقاً لمصدر في السفارة الإيرانية في بغداد، فإن "هذا اللقاء الأول، من ضمن سلسلة لقاءات ستحتضنها بغداد وطهران وموسكو، على التوالي". وقال المصدر لـ"اندبندنت عربية" إن "ممثلين عن الجيش الروسي حضروا اجتماع دمشق، الاثنين".
وعقب الاجتماع الذي استغرق ساعات، قال رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي، إن "أمن الحدود بين سوريا والعراق مهم جداً وهو ممسوك من قبل القوات الأمنية العراقية والجيش العربي السوري"، مشيراً إلى أن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا".
أضاف "أمن سوريا وأمن العراق لا يتجزآن، فسوريا تعتبر عمقاً للعراق والعراق عمقاً لسوريا، والتنسيق سيستمر من خلال مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه".
إيران: أولوية وخشية 
تقول مصادر عسكرية في بغداد لـ"اندبندنت عربية" إن "الأولوية لدى الجانب الإيراني، في مرحلة ما بعد داعش، تتمثل في ضمان تواصل سلس بين إيران وسوريا عبر الأراضي العراقية".
ويخشى الإيرانيون أن تؤثر الخطط الجديدة للولايات المتحدة، التي تقوم على تعزيز وجودها العسكري في العراق، على خطوط التواصل والإمداد بين إيران وسوريا عبر العراق.
العراق...  الوسيط الغافل 
ولعب العراق "دور الوسيط الغافل"، على حد وصف مراقبين، في تأمين حضور إيراني دائم على الأراضي السورية، طوال أعوام النزاع السوري المتفجر، إذ ساندت طهران نظام الرئيس بشار الأسد بقوة. واستخدمت طهران بعضاً من مطارات العراق، وخطوطه البرية، لنقل المقاتلين والسلاح إلى سوريا، في حين أسهمت في تشجيع قوات الحشد الشعبي العراقية على تأمين أجزاء واسعة من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، حيث نشط تنظيم داعش، خلال مرحلة احتلاله مساحات كبيرة من أراضي البلدين.
وفي إشارة إلى اجتماع دمشق، قال وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب إن "هذه الاجتماعات كانت مهمة للجميع وهي ناجحة بامتياز على شتى الصعد والمستويات وما تمخض عنها سيساعدنا في الاستمرار في مواجهة التحديات والاخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الإرهاب التكفيري وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم".
ويعتقد أيوب أن "من الطبيعي أن نرى العراق وإيران وسوريا معاً لتبادل وجهات النظر في كيفية التعامل مع تطور الأحداث وتداعياتها والتدابير المطلوبة لضمان القضاء على الإرهاب".
"الاحتلال"  التركي الأميركي 
في شأن الوجود العسكري الأميركي والتركي على الأراضي السورية، قال أيوب إن "أي  وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الدولة السورية هو وجود احتلالي وغير شرعي"، مشدداً على أن "من  حق سوريا الدفاع عن أمنها الوطني وسيادتها. وهذا أمر تقره القوانين والمواثيق الدولية".
أضاف أن "أميركا وغيرها ستخرج من سوريا".
ويترجم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، رؤية بلاده بشأن أمن المنطقة، معتبراً أنه "مسألة كلية وليست جزئية".
ويقول مراقبون إن طهران "تنطلق من هذه الرؤية الكلية، للتدخل في شؤون دول المنطقة، والتأثير فيها، لأنها ترى أن مصالحها تتأثر بالأوضاع في هذه الدول".
ويعزز اللواء باقري هذه الفرضية بالقول "نحن مستعدون للمساعدة في مواجهة الإرهاب لأن الإرهابيين يوجهون الأخطار إلى إيران أيضاً".
يضيف "الانتشار العسكري الايراني في سوريا يأتي بدعوة رسمية من الحكومة السورية، وانتشار قوات سائر الدول الأخرى يجب أن يكون من خلال التنسيق وبإذن من الحكومة السورية".
ووصف المسؤول العسكري الإيراني انتشار قوات تركية (من دون تسميتها) في إدلب السورية بـ"غير الشرعي"، داعياً "هذه القوات إلى مغادرة هذه المناطق على وجه السرعة".
إعلان سوريا أرضاً إيرانية 
يقول مراقبون إن التوجه الإيراني في مرحلة ما بعد تنظيم داعش يقوم على المناداة علناً بإخلاء أي قوات ليست  إيرانية أو روسية من الأراضي السورية.
وفي ظل الفراغ العسكري الذي تسعى إيران إلى تحقيقه في سوريا، يمكن أن تتاح للعراق مساحة واسعة للتأثير عسكرياً في نطاق الوضع السوري خلال المرحلة المقبلة، بناء على العلاقات الوثيقة بين كل من طهران ودمشق وبغداد، على الرغم من أن مسؤولين عسكريين عراقيين يقللون من قيمة تكهنات تشير إلى إمكان مشاركة القوات العراقية في عمليات قتالية ضد فلول تنظيم داعش داخل العمق السوري خلال المدة الزمنية المنظورة.

المزيد من الشرق الأوسط