Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس الاستخبارات في المملكة المتحدة يحذّر من تهديد محتمل لبريطانيا من شركات التكنولوجيا الصينيّة

"ثمة تحدي استراتيجي فائق التعقيد سيمتد على مدى العقود القليلة القادمة... بل ربما حياتنا المهنية بأكملها"

رئيس هيئة قيادة الاتّصالات الحكوميّة البريطانيّة جيريمي فليمينغ أثناء خطاب في لندن 14 فبراير 2019. (رويترز)

حذّر رئيس "هيئة قيادة الاتّصالات الحكوميّة البريطانيّة" من التهديد المحتمل للأمن القومي البريطاني في حال السماح لشركات التكنولوجيا الصينيّة بالعمل داخل شبكة الاتّصالات في المملكة المتحدة.

يورد جيريمي فلمينغ أنّ الحملة التي تقودها شركات صينية  للدخول في مجال الاتّصالات الغربية تمثّل "تحديّاً تكنولوجياً معقداً للغاية".

وفي خطاب موسّع، يؤكّد فلمينغ أيضاً أهمية امتلاك المملكة المتحدة إمكانيّات هجومية "تُظهر" قدرةً إلكترونيّة على " الرفض أو التعطيل أو التفكيك" في حال حدوث تصرف عدواني.

وفي رؤية رئيس هيئة الاستخبارات، يظهر أنّه "علينا تفهّم الفرص والتهديدات التي يحملها العرض التكنولوجي الصيني. أن نتفهّم الطبيعة العالميّة لسلاسل التوريد وتوفير الخدمة بغض النظر الدولة التي ينتمي إليها المزوِّد... ألقوا نظرة متفحّصة على الآثار المترتبة على استراتيجية الاستحواذ التكنولوجي للصين في الغرب... وساعدوا حكومتنا في تحديد أي جزء من هذا التوسع يمكن تبنّيه، وأي جزء يحتاج إلى إدارة المخاطر، وأي جزء يحتاج دائماً إلى حل سيادي أو عبر تحالفات... إنّه تحدّ استراتيجي شديد التعقيد يمتد على مدى العقود القليلة القادمة ... بل ربما حياتنا المهنية بأكملها. وكيفية التعامل معه ستكون حاسمة بالنسبة لازدهارنا وأمننا بما يتجاوز عقود شبكات "الجيل الخامس" للـهواتف الخليويّة (5 جي)".

 

وتأتي تعليقات فليمنيغ بعد تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لن تقدم معلومات استخباراتيّة سريّة للغاية، إلى الدول التي تستخدم في شبكاتها الرئيسيّة تجهيزات من شركة التكنولوجيا الصينيّة العملاقة "هواوي".

وأخبر السيد بومبيو شبكة "فوكس بيزنس" الإخباريّة: " لو قامت دولة ما بتبني تلك (التجهيزات) واستخدامها في أنظمة معلوماتها الحسّاسة، فلن يكون بإمكاننا أن نتشارك المعلومات مع تلك الدولة".

في السنة الماضية، عبّر أليكس يونغر، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ("إم آي 6")، عن قلقه حيال مشاركة "هواوي" المحتملة في شبكات الخليوي "5 جي" في المملكة المتحدة. وقد أنكرت الشركة وجود أي صلة تربطها بعمليات تجسّس صينيّة.

وفي حديثه إلى شخصيات حكومية وعسكرية وصناعية من جميع أنحاء جنوب شرقي آسيا، يتحدّث السيد فلمينغ عن عدم اتّخاذ أي قرار بخصوص شبكات الـ"5 جي"، مع انتظار ظهور مراجعة حكومية في ربيع 2019.

وعلى كل حال، يعرب فلمينغ عن قناعته بضرورة إدراك أن المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها السماح للشركات الصينية بالعمل في المملكة المتحدة تحتاج إلى فهم صحيح.

ويضيف: "إنه تحد استراتيجي شديد التعقيد سيمتد على مدى العقود القليلة القادمة ... وربما حياتنا المهنية بأكملها. وكيفية التعامل معه ستكون حاسمة بالنسبة لازدهارنا وأمننا بما يتجاوز عقود شبكات الـ"5 جي".

ومع ملاحظة أنّ نصف الحوادث (وعددها 1100) التي تعامل معها "مركز الأمن المعلوماتي الوطني في المملكة المتحدة" خلال السنتين الماضيتين، شمل أطرافاً حكوميّة، يقول السيد فلمينغ أنّ هناك حاجة لنظام أخلاقي ومعياري متفق عليه عالمياً لإدارة الفضاء الإلكتروني.

"بعض السلوكيّات التي شهدناها من دول معينة أو مجرمين تُعتبر بشكل واضح خاطئة، في الظروف كلّها... الهجوم على نظام معلومات في مستشفى، أو النظام الانتخابي لدولة ما، يتطلّب المحاسبة دوماً... وإذا لم توضع ضوابط، سنتجه إلى فضاء افتراضي مُتَحَكَّمٌ به بشكل أقل، فلا يمكن تمييز الخطأ والصواب بشكل تلقائي، بل تغدو السلوكيّات المقبولة غير معروفة".

وأخيراً، يوضح فلمينغ أنّ استمراريّة أمن بريطانيا المعلوماتي ستعتمد على قدرتها على التصرف، بالاشتراك مع حلفائها الدوليين.

وضمن تلك الرؤية يضيف: "سنضمن أمننا المستقبلي ليس بفضل نوعية التشفير الذي نستخدمه، أو تصميم برمجياتنا الرقميّة، أو دهاء مشغّلي الإنترنت لدينا -  وإنما من خلال الوشائج التي تربطنا ببعضنا بعضاً، والعلاقات التي تمنحنا الثقة في مواجهة التهديدات السائدة بشكل حاسم".

© The Independent

المزيد من دوليات