تواصل مبيعات المنازل في الصين انتعاشها، مما أدى إلى ارتفاع مخزون المطورين، ودفع المتخصصين إلى حث المستثمرين على إلقاء نظرة جديدة على القطاع بعد أن وضعت البلاد جائحة كورونا خلفها.
وتتوقع جيفريز للخدمات المالية، استمرار الزخم في بيع العقارات بالصين في الربع الثاني، متوقعة متوسط نمو مبيعات بنسبة 25 في المئة على أساس سنوي للمطورين الصينيين الثلاثين الذين تراقبهم.
وأظهرت بيانات من شركة المعلومات العقارية الصينية أن 30 مطوراً رئيساً جرى تتبعهم من قبل شركة جيفريز، سجلوا نمواً بمبيعاتهم من المنازل في يونيو (حزيران) ليسجلوا مكاسب بنسبة 18 في المئة على أساس سنوي في الشهر الرابع على التوالي. وأطلق العديد من المتخصصين نداءات متفائلة بشأن توقعات القطاع في النصف الثاني من العام.
أسهم المطورين الصينيين ما زال أمامها مساحة للارتفاع
وارتفعت الأسهم العقارية المدرجة في بورصة هونغ كونغ، يومي الخميس والجمعة المنصرمين، على أساس بيانات شركة المعلومات العقارية الصينية "سي آل آي سي"، وأرقام المبيعات التي أبلغ عنها بعض المطورين في بطاقات الإيداع في بورصة هونغ كونغ، بالإضافة إلى توقعات المتخصصين الجدد.
وارتفعت مبيعات شركة التطوير العقاري تشاينا آيون غروب، التي تحظى باهتمام متوسط جزئياً بسبب تركيزها على منطقة الخليج الصيني الكبرى المزدهرة، بأكثر من 17 في المئة على مدار اليومين. وقالت الشركة في تسجيل الأسهم، إنها شهدت قفزة بمبيعاتها المتعاقد عليها شهرياً بنسبة 72 في المئة، والمبيعات على أساس سنوي بنسبة 15 في المئة بحسب صحيفة ساوث تشاينا موورنغ بوست.
وشهدت كذلك مبيعات العقارات لشركة "تشاينا إفرغراندي" ارتفاعاً بنسبة 29 في المئة على مدار اليومين الماضيين، بعد أن أبلغت عن مبيعاتها المتعاقد عليها في يونيو، مرتفعة 51.3 في المئة على أساس سنوي، في حين نمت مبيعاتها المتعاقد عليها 47.5 في المئة بالنصف الأول مقارنةً بفترة الستة أشهر نفسها من العام السابق.
وارتفعت مبيعات "كانتري جاردن هولدنجز" 9 في المئة، وعلى الرغم من أن مبيعاتها المتعاقد عليها سنوياً في يونيو ارتفعت فقط 2 في المئة تقريباً خلال يونيو. وفقاً لحسابات جيفريز، قفزت مبيعات شركة "تشاينا فانكي" 10 في المئة خلال شهر واحد بنسبة 16 في المئة، بحسب الارتفاع الشهري في مبيعات العقود.
ويقول بعض المتخصصين، إن أسهم المطورين الصينيين ما زال أمامها مساحة للارتفاع بعد تلقيها ضربة قوية جراء موجة الإغلاق التي تسبب بها فيروس كورونا الذي تم الإبلاغ عنه للمرة الأولى في يناير (كانون الثاني) وأدى إلى انخفاض حاد في مبيعات العقارات بالصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
20 في المئة النمو المتوقع للمساكن بالنصف الثاني
ويتوقع المتخصصون أن تستمر مبيعات المساكن بالصين في الارتفاع خلال النصف الثاني من العام، مدعومة بالطلب القوي على الشقق، وانخفاض معدلات الرهن العقاري عند أدنى مستوياتها في 33 شهراً، وتخفيف قيود الشراء، ونمو كمية العقارات المعروضة في السوق التي تم تعليقها خلال ذروة الوباء بالبلاد.
وقال جيانبينج تشين، متخصص "كريديت سويس" للصحيفة، "بالنظر إلى النصف الثاني من 2020، نتوقع نمواً 20 في المئة بالمبيعات السنوية للمطورين العقاريين، وسيقود الزخم القوي لنمو المبيعات القطاع".
ومع ذلك، لا تزال أسواق "دايوا كابيتال" محايدة في القطاع، محذرة من عدم اليقين بالنصف الثاني من العام بعد الانتعاش القوي بمبيعات المنازل والبناء في الربع الثاني.
المتخصصون في سينثيا تشان وجوناس كانوا أقل تفاؤلاً، وأشاروا إلى أن الطلب المتزايد من المشترين المحتملين كان لمرة واحدة فقط، وتوقعوا أن يتباطأ الطلب على المساكن، ويرى هؤلاء أن سياسات الحكومة المحلية التي تسهل عملية الشراء كانت إلى حد كبير في المدن الصغيرة التي سيكون لها تأثير أقل على إجمالي مبيعات المنازل على مستوى البلاد.
العقارات بوصلة لتحديد مدى انكشاف الصين
في غضون ذلك، أشار عدد من المتخصصين إلى أن الحد الأقصى لأسعار المنازل وخصومات الأسعار يمكن أن تضر بمتوسط سعر البيع للمطورين الصينيين، الذين هم في عجلة من أمرهم للحاق بأهداف البيع بالنصف الثاني.
وتحدث متخصصو "ديوا كابيتال ماركتس"، عن قيام المستثمرين بالشراء بشكل انتقائي، وكتب كل من تشان و"ووكان"، المتخصصان في الشركة، "على عكس البعض، نعتقد أن العقارات الصينية تشكل طريقة مهمة للمستثمرين لتحديد مدى انكشاف الصين ونتوقع أن ينمو هذا القطاع في أهميته بالنسبة للمستثمرين العالميين بمرور الوقت".
يشير المقياس الرئيس، الذي غالباً ما يُستخدم لشركات العقارات، إلى أن الأسهم العقارية في الصين رخيصة؛ يتداول القطاع بخصم جذاب بنسبة 45 في المئة لصافي قيمة أصوله، القيمة الإجمالية للأصول ناقص الخصومه، لكل سهم (في صافي قيمة الأصول NAV)، وفقاً لجيفريز التي تتبع 30 مطوراً رئيساً.
محفزات مقبلة وكلفة الائتمان
ويتوقع المتخصصون في جيفريز ستيفين تشيونج وكالفين ليونج أن تشمل المحفزات المقبلة في النصف الثاني خطوات إضافية محتملة من قبل بنك الشعب الصيني، لجعل الائتمان أرخص، ولائق وأعلى من نمو الأرباح المتوقعة بالسوق في النصف الأول، بمعدل 10 في المئة.
وفي الوقت نفسه، أدت تخفيضات الأسعار من قبل المطورين، بالإضافة إلى الحدود القصوى لأسعار الحكومات المحلية والقيود الأقل تشدداً على من يمكنه الشراء، إلى إتاحة فرصة للمضاربين الذين يلعبون لصالح المطورين.
ويقول كريستي هونغ، متخصص بلومبيرغ انتلجينت، "إن بيع المنازل المستعملة الآن يصل إلى مستوى بيع المنازل الجديدة، والمضاربون يشترون شققاً جديدة مع خطة لبيعها في السوق الثانوية بمجرد تجاوز التقويم القيود المفروضة على إعادة البيع".