أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الإثنين 6 يوليو (تموز)، إطلاق قمر تجسّس جديد من قاعدة في وسط البلاد، وأفادت تقارير إعلامية بأن الهدف منه مراقبة أنشطة إيران النووية.
وقالت الوزارة "أطلقت إدارة الفضاء في مديرية البحث والتطوير الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية وصناعات الفضاء الإسرائيلية بنجاح القمر الصناعي الاستطلاعي (أوفيك 16) الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (01:00 توقيت غرينتش)".
وأشارت في بيانها إلى "خضوع قمر الاستطلاع الكهروضوئي ذات القدرات المتقدّمة إلى سلسلة من الاختبارات".
وأشاد وزير الدفاع ورئيس الوزراء بالإنابة بيني غانتس بالإنجاز، قائلاً إن "الإطلاق الناجح للقمر الصناعي أوفيك 16 بين عشية وضحاها يعتبر إنجازاً رائعاً آخر" لقطاع الدفاع في إسرائيل.
وبحسب وزير الدفاع، فإن "التفوّق التكنولوجي والقدرات الاستخباراتية أمران أساسيان لدولة إسرائيل (...) سنواصل تعزيز قدرات إسرائيل والحفاظ عليها على كل جبهة وفي كل مكان".
وأطلق القمر بواسطة صاروخ شافيت الإسرائيلي الصنع، والذي استُخدم لإطلاق الأقمار الصناعية "أوفيك" السابقة. وستُستلم الصور الأولى من القمر في غضون أسبوع تقريباً.
ولم يتطرّق بيان وزارة الدفاع إلى مزيد من التفاصيل حول المهمة الرئيسة للقمر الصناعي، لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة قالت إنه سيستخدم لمراقبة أنشطة إيران النووية.
ولطالما أكّدت إسرائيل أنها ستعمل جاهدةً لمنع إيران من امتلاك أسلحة ذرية. وتنفي طهران أن يكون لبرنامجها النووي أي أوجه عسكرية.
وفي وقت سابق الأحد، قال غانتس إن بلاده لا تقف "بالضرورة" وراء كل حادثة غامضة تقع في إيران، بعدما دفع اندلاع حريق في منشأة نطنز النووية بعض المسؤولين الإيرانيين إلى القول إنه ناجم عن عملية تخريب إلكترونية.
خشية إسرائيلية من رفع الولايات المتحدة معايير التصوير بالأقمار الصناعية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متّصل، حذّر مسؤول إسرائيلي اليوم الاثنين من مخاطر أمنية محتملة في أعقاب قرار أميركي يقضي بالسماح للشركات الأميركية التي تسوّق صور الأقمار الصناعية ببيع صور أكثر وضوحاً لإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وتقضي لائحة أميركية صدرت عام 1997، تُعرف باسم "تعديل كيل-بنجامان"، بأن لا تُظهر الصور الملتقطة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المستخدمة في خدمات مثل "غوغل إيرث"، الأجسام التي تقل عن مترين. وكانت إسرائيل تجادل بأن هذا المعيار يفيد في الحيلولة دون استغلال أعدائها معلومات متاحة للجميع في التجسّس على مواقعها الحساسة.
غير أن مكتب الشؤون التنظيمية للاستشعار عن بعد للأغراض التجارية في الولايات المتحدة، قال يوم 25 يونيو (حزيران)، إنه سيسمح بدرجة وضوح تبيّن الأجسام التي يبلغ طولها 0.4 متر. وقال المكتب في بيان لوكالة "رويترز"، إن "عدداً من المصادر الخارجية" تنتج بالفعل صوراً دون حد المترين لإسرائيل وتوزّعها.
وقال رئيس البرامج الفضائية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عمنون هاراري، إنه يعتقد أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف المنافسة الدولية للأقمار الصناعية الأميركية المستخدمة في أغراض تجارية، مضيفاً "لا أعتقد أنهم (الأميركيون) سألونا" مسبقاً.
وأشار في حديث إلى محطة "كان" الإذاعية في إسرائيل، إلى أن وزارة الدفاع "بصدد دراسة المنصوص عليه هناك بالضبط وما هي النوايا على وجه التحديد وما يمكننا الرد عليه في نهاية الأمر". وأضاف "نفضّل دائماً أن يتم تصويرنا بأقل درجة وضوح ممكنة. من الأفضل دائماً أن تكون صورنا غير واضحة وليست دقيقة".
وتخشى إسرائيل أن يستخدم عناصر "حزب الله" في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة صور الأقمار الصناعية التجارية في التخطيط لشنّ ضربات صاروخية على مواقع رئيسة للبنية التحتية المدنية والعسكرية. كذلك، فإن الصور الأكثر وضوحاً قد تساعد أيضاً في تتبّع التوسّع في المستوطنات في الضفة الغربية، التي يرى معارضوها إنها تعوّق تحقيق آمال الفلسطينيين في الدولة المستقلة.
ورحّبت هاجيت أوفران من حركة "السلام الآن"، التي تراقب النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وتعارضه، بالخطوة الأميركية، قائلةً إنه في وجود الصور الأقل جودة "من الصعب معرفة ما إذا كان ما تراه بيتاً جديداً أم حظيرة دجاج".
وأحالت "غوغل إيرث" رويترز إلى الشركات المتخصّصة في بيع صور الأقمار الصناعية عندما سُئلت عما إذا كان القرار الأميركي سيؤثر في هذه الصور التي تنشرها لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقالت إحدى هذه الشركات "بلانيت" في بيان، "عندما يصبح التغيير في السياسة ساري المفعول سنتبع المعايير الجديدة لتوفير صور شديدة الوضوح للمنطقة".