Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع تعاظم انتشار كورونا... مستشار ترمب يتهم الصين بإرسال الفيروس عمداً

البيت الأبيض يلقي المسؤولية على بكين فيما تسجّل البلاد عدداً قياسياً من الإصابات وصل إلى 50 ألف حالة لثالث يوم على التوالي 

نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، يسعى إلى إقناع الأميركيين بأن الإدارة الأميركية تبلي بلاء حسناً في وجه كورونا (غيتي)

أشار كبير مستشاري دونالد ترمب للشؤون التجارية إلى أنّ الصين تعمّدت السماح لمئات الآلاف من المصابين بفيروس كورونا مغادرة البلاد "من أجل زرع الفيروس، ونشره" في الخارج. 

وتسير تعليقات بيتر نافارو على خط ازدياد توجيه خطاب البيت الأبيض ضد الصين، منشأ الفيروس كما يُعتقد، فيما تكبر الأزمة داخل الولايات المتحدة بعد نحو 4 أشهر من الإعلان عن وجود جائحة للمرة الأولى.  

وعلى مشارف عطلة نهاية الأسبوع التي تزامنت مع عيد الرابع من يوليو (تموز)، شهدت أكثر من 12 ولاية ارتفاعات قياسية في أعداد الإصابات الجديدة، بلغت أكثر من 50 ألف إصابة لليوم الثالث على التوالي.

كما تخطّت خمس ولايات إضافية الأرقام القياسية للإصابات الجديدة في يوم واحد الجمعة، بعد مرور يوم على تسجيل ثماني ولايات أخرى أرقاماً قياسية من حيث الإصابات.

 والخميس، سجّلت الولايات المتحدة للمرة السادسة خلال أسبوعين، رقماً قياسياً جديداً للإصابات الجديدة المكتشفة في يوم واحد تخطّى 55 ألف حالة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصيب أكثر من 2.8 مليون شخص في الولايات المتحدة بكوفيد - 19، فيما أوقع الفيروس أكثر من 129 ألف وفاة منذ بداية تفشّيه.

وبينما أُلغيت عروض الألعاب الناريّة، والمواكب وغيرها من الفعاليات في الولايات المتحدة، توجّه الرئيس (الذي يقود دولة تراجعت إجمالاً عن تخفيف قيود الإغلاق) إلى داكوتا الجنوبية من أجل حضور فعالية تقام بمناسبة الرابع من يوليو عند جبل رشمور. وأوضح مسؤولون أن إجراءات التباعد الجسدي، وتغطية الوجه لن تُفرض خلال الفعالية.

وكرّر دونالد ترمب غير مرة زعماً خاطئاً بأنّ عدد الحالات يرتفع في الولايات المتحدة بسبب إجراء المزيد من الاختبارات. لكن العلماء يقولون إن معدل الحالات الإيجابية المتزايدة يشير إلى أن الفيروس ينتشر.

وزعم نافارو عبر محطّة "إم إس أن بي سي" أنّ "الحزب الشيوعي الصيني" مسؤول عن إرغام الأميركيين على "البقاء محتجزين داخل منازلنا، وعن فقدان وظائفنا" على الرغم من المطالبات بزيادة الفحوصات، ورصد الحالات، والحصول على مساعدات فدرالية من أجل إعانة الأميركيين العاطلين عن العمل على ملازمة منازلهم أثناء السعي إلى ضبط انتشار الفيروس. لكن فرض كل ولاية على حدة ضمن الولايات المتحدة إغلاقاً وجيزاً استجابة للفيروس (وهو أمر لم يجعله عديد من الولايات إلزامياً) لم يكن كافياً لتقليص أعداد الإصابات.

وقال إن "الجميع" اعتقد بأنه "مع حلول الصيف، ستقضي الحرارة والرطوبة على الفيروس" مع أنّ مسؤولي الصحة حذّروا طوال أشهر من أنّ هذا لن يحدث. "لا يبدو الأمر على هذه الشاكلة. بل يبدو أنه سلاح فيروسي".

ولدى سؤاله إن كان يعتقد بأنّ الصين أرسلت الناس عمداً، وعن وعي تام من أجل إصابة غيرهم بالعدوى في بلدان أخرى، انتقد بكين لاتخاذها إجراءات حدّ السفر داخلياً "فيما سمحت بإرسال مئات الآلاف من المواطنين الصينيين بحريّة على متن الطائرات إلى كل بقاع العالم". 

وأضاف "دعوني أوضح هذه النقطة تماماً. لا أعتقد الأمر مهم فعلاً... ما فعلوه عن قصد (وهذا الموضوع لا شكّ فيه من ناحية الوقائع) هو أنهم تعمّدوا السماح للمواطنين الصينيين بالقدوم إلى الولايات المتحدة، وإيطاليا، وما بينهما من أماكن، بينما هم مصابون، في وقت أغلقوا شبكات النقل لديهم".

قال المنتقدون إنّ هجوم الإدارة المتكرر على الصين حيلة هدفها صرف النظر عن فشلها الشخصي في مكافحة الفيروس.

وتأتي تعليقات نافارو في أعقاب التغريدة التي كتبها الرئيس على تويتر يوم 30 يونيو(حزيران)، قال فيها "فيما أشاهد الجائحة تطل بوجهها القبيح من كل أنحاء العالم، بما في ذلك الضرر الهائل الذي ألحقته بالولايات المتحدة، يزيد غضبي على الصين. يستطيع الناس أن يروا ذلك وأنا أشعر به!".

وكان الرئيس الأميركي قد أثنى سابقاً على شفافية الصين، وعلى علاقته بنظيره شي جينبينغ طوال أسابيع، قبل تفشّي المرض في الولايات المتحدة، لكنه تراجع عن ذلك فيما واجهت إدارته انتقادات بسبب فشلها في تنظيم الاستجابة لمكافحته.

وخلال مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي، ألمح إلى أنّ الصين "تعمّدت" نشر الفيروس، بعد انتشار نظرية مؤامرة في أوساط مسؤولي البيت الأبيض بأنّ كوفيد-19 صُنّع داخل مختبر.

وقال "يقولون 'يا إلهي إننا في مأزق. الولايات المتحدة تقضي علينا'. لا تنسوا أن الاقتصاد الذي صنعته خلال السنة والنصف التي مضت كان يهزمهم... لا أظنّهم يفعلونها... لكن لا يمكن أن نتيقّن من ذلك". 

هذا الأسبوع، بشّر الرئيس بوجود "أخبار رائعة" مفادها أنّ معدل الوفاة بسبب فيروس كورونا في البلاد "يتراجع" على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات. في الربيع، أفاد مسؤولو القطاع الصحي عن وقوع 3000 وفاة يومياً، فيما قضى الفيروس على نحو 8 في المئة من المصابين به.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تراجعت الوفيات بكوفيد - 19 إلى نحو 5 في المئة تقريباً. لكن مسؤولي الصحة نبّهوا من أنّ الولايات المتحدة أخطأت في إحصاء عدد الوفيات في البلاد على الأرجح وقللت منه. 

وقارن تقرير صدر حديثاً عن باحثين في جامعة ييل، بين أعداد الوفيات الزائدة خلال الأعوام الماضية، والوفيات غير المتعلقة بفيروس كورونا عام 2020، ووجد أنّ حصيلة الوفيات "الرسمية" قد تمثّل "عدداً أقل بكثير" من الوفيات الفعلية جرّاء المرض.

وفي مايو (أيّار)، قال الدكتور آنثوني فاوتشي، الخبير الرائد في الأمراض المعدية داخل البلاد، الذي يتولّى إدارة الاستجابة الفيدرالية لفيروس كورونا، لمحطّة إن بي سي إنه من غير المرجّح أن تكون حصيلة وفيات كوفيد - 19 مبالغاً بها بل "إن الاحتمال الأكبر عدم إحصاء بعض الحالات فيما هي فعلياً حالات فيروس كورونا" لكن عدد هذه الحالات غير كافٍ من أجل إحداث تغيير كبير في التوجهات.

وقال الدكتور فاوتشي للجنة داخل مجلس الشيوخ هذا الأسبوع إنّ الأميركيين "بحاجة إلى التشديد على المسؤولية التي نضطلع بها كأفراد وفي سياق جهد مجتمعي لوضع حدّ لهذه الجائحة. ويجب أن ننشر الرسالة بأننا جميعاً في المركب نفسه. وكلّ ما يساعد على استخدام الكمامات - سواء عبر توزيعها مجاناً أو عبر أيّ آلية أخرى- هو أمر أؤيده بقوة".

كما بدا أنّ الرئيس يتراجع عن موقفه العلني بشأن الكمّامات بعد تقليله من أهمية التوجيهات الفدرالية في أبريل (نيسان) وإذكائه نيران حرب ثقافية وسياسية بشأن ارتدائها بين مناصريه من جهة، والديمقراطيين من جهة أخرى.

وقال الرئيس لشبكة فوكس بيزنس يوم الأربعاء "لا أعلم إن كنا بحاجة لفرضها بشكل إلزامي. أنا أؤيّد الكمامات. أعتقد أنّ الكمّامات جيدة".

وقد عمد كثير من المحافظين الجمهوريين الذين قاوموا محاولات فرض حجر صحي داخل ولاياتهم في البداية، إلى التراجع عن إعادة فتح المؤسسات، أو فرضوا تغطية الوجه في الأماكن العامة، على أن يدخل هذا الإجراء حيّز التنفيذ هذا الأسبوع. 

وبعد تسجيل ولايته عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة تخطّت عتبة 8 آلاف إصابة يوم الأربعاء، أصدر حاكم تكساس، غريغ آبوت، أمراً للسكّان بارتداء الكمامات في العلن.

كما يفرض حاكم أريزونا دوغ دوسي على السكّان أن يرتدوا الكمامات خارجاً، بعد بلوغ عدد الإصابات الجديدة 4 آلاف حالة في يوم واحد.

وسجّلت فلوريدا من جهتها 10 آلاف حالة جديدة خلال يوم واحد (الخميس)، وهي الولاية الوحيدة إلى جانب نيويورك التي يصل فيها عدد الإصابات خلال يوم واحد إلى 10 آلاف حالة.

لكن الحاكم رون دي سانتيس لم يفرض إغلاق مزيد من المؤسسات بعد أن أغلق الحانات، والشواطئ للمرة الثانية. وحثّ مشرّعو الولاية الحاكم على فرض أمر ارتداء الكمامة داخل الولاية. 

وقد أفيد عن وقوع  نحو 9500 حالة جديدة في ثالث أكثر الولايات اكتظاظاً بالسكّان يوم الجمعة، ما يعتبر ثالث أعلى رقم للإصابات المسجلة خلال يوم واحد، فيما قارب عدد الإصابات الإجمالي في الولاية منذ بداية تفشي المرض 180 ألف حالة.

© The Independent

المزيد من سياسة