Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تبون: حكومة الوفاق تجاوزتها الأمور ويجب تقديم ما يمثل كل الليبيين

الرئيس الجزائري يحذر من انزلاق الوضع "إلى ما يتجاوز النموذج السوري"

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن حكومة الوفاق تجاوزتها الأمور ويجب تقديم مؤسسات تمثل كل الليبيين والذهاب إلى انتخابات لتأسيس جمعية وطنية وانتخاب رئيس للبلاد.
وحذر تبون في مقابلة مع شبكة "فرانس 24" من أن الوضع في ليبيا قد ينزلق "إلى ما يتجاوز النموذج السوري". 
وأضاف "تناقشنا في هذه القضية مع الرئيس ماكرون وقلتُ منذ أربعة أشهر تقريباً في مؤتمر برلين للسلام إنه إن لم نصل إلى وقف لإطلاق النار يمكّننا من العودة إلى بناء دولة على الأسس الشرعية الشعبية، فالخطر هو أن نجد أن النموذج السوري نعيشه في ليبيا، وهذا ما نراه حالياً، ومن نفس الفاعلين والمناهج التي تُستعمل في ليبيا".
وأردف أن "الحظ الجيد في ليبيا هو أن القبائل إلى حدّ الآن، تحلّت بالحكمة، بعكس ما يظنّه كثيرون. المرتزقة وغيرهم هم مَن اقترفوا انتهاكات، ولكن إذا طفح الكيل، فإنّ القبائل الليبية ستبدأ بالدفاع عن نفسها وستتسلّح، وآنذاك لن نجد النموذج السوري في ليبيا بل النموذج الصومالي، وحينها لن يكون ممكناً لأي شخص أن يفعل أي شيء. من الممكن أن تتحوّل ليبيا إلى ملاذٍ للإرهابيين والجميع سيرسل إرهابييه إلى هناك لتنظيف بلدانهم".
وفي ردّه على سؤال حول استعداد الجزائر للعب دور الوسيط، قال تبون "نعم، نحن لم نفقد الأمل، نحن على علاقة بكل الليبيين وعلى اتصال بهم كلهم، لأننا على مسافة واحدة من كل الأطراف ولن ننخرط مع مجموعة ليبية ضد أخرى".
وبعدما انتقد بعض المقاربات المطروحة للحلّ، اعتبر تبون أنه يجب الانتقال إلى الحّل النهائي "أي أن نستشير الشعب الليبي من خلال تنظيماته، لا سيما تنظيمه القبلي أو غيره من التنظيمات، وننظّم انتخابات من خلال المؤسسات الانتقالية... يجب أن نقدّم مؤسسات تمثّل كل الليبيين ونذهب إلى انتخابات جمعية وطنية تنتخب رئيساً ونائبين للرئيس، آخذين في الاعتبار التوازنات بين كل أقاليم ليبيا" موضحا أن الحكومة الحالية التي يرأسها فايز السراج قد تجاوزتها الأمور.
 وأبدى استعداد بلاده لاستضافة المحادثات الليبية ولكن بناءً على طلب الليبيين أنفسهم، "ونحن لم نُقدِم على هذه الخطوة، لأننا تعهّدنا للمستشارة (الألمانية أنغيلا) ميركل بأن أحدنا لن يشوّش على الذي حدث في مؤتمر برلين" للسلام في ليبيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"اتهامات الوفاق"

في موازاة ذلك، اتّهمت حكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على طرابلس، الأحد "طيراناً أجنبياً" بقصف قاعدة الوطية الجوية الواقعة على مسافة 140 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الليبية، من دون أن تقدّم تفاصيل عن الطائرات التي شنّت الهجوم وماهية الأهداف.
وقال وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق العقيد صلاح النمروش في بيان "قصف لقاعدة الوطية الجوية ليلة البارحة (السبت) نفّذه طيران غادر أجنبي جبان داعم لمجرم الحرب في محاولة بائسة لتحقيق نصر معنوي، ردّاً على الانتصارات المتتالية التي حقّقها الابطال على الأرض". وأضاف "سيكون الردّ الرادع في الوقت والمكان المناسبين".
في المقابل، أكّدت وسائل إعلام محلية موالية لـ"الجيش الوطني" الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، استهداف منظومات دفاع جوي تركية داخل القاعدة بضربات جوية.
كما نقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الحكومية عن مصادر عسكرية "استهداف طيران أجنبي مجهول منظومة للدفاع الجوي وتجهيزات داخل القاعدة".
واستعادت حكومة الوفاق قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية القريبة من الحدود التونسية في مايو (أيار) الماضي، بعد محاصرتها لشهرين واستهدافها بغارات جوية كثيفة وتدمير منظومات دفاع جوي روسية داخلها.
واتّهمت قوات حفتر حينها، حكومة الوفاق بتسليم القاعدة الجوية إلى تركيا.
وشهدت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً اندلع في أبريل (نيسان) العام الماضي بين قوات حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي من جهة، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ومقرّها طرابلس من جهة أخرى.
وتسبّب النزاع بمقتل وجرح مئات من المدنيين وتشريد أكثر من 200 ألف شخص. واستعادت حكومة الوفاق السيطرة على كامل غرب ليبيا، واضطُرت قوات المشير حفتر إلى التراجع إلى سرت التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس.

المزيد من العالم العربي