Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأطفال المصابون بـ "كورونا" قد يظهرون أعراضاً عصبية بدلاً من تنفسية

تم في وقتٍ سابق تحديد الالتهابات التي يسببها "كوفيد - 19" لدى نحو 300 طفل في المملكة المتحدة

التعرّف على المرض حصل للمرّة الأولى في شهر إبريل الماضي (غيتي)

بيّنت دراسة حديثة أجريت في المملكة المتّحدة، أن الأطفال المصابين بفيروس "كورونا" قد تظهر عليهم أعراض عصبية بدلاً من أعراض التنفّس المعروفة التي يعاني منها عادةً مرضى "كوفيد - 19".

لفت الباحثون الذين شاركوا في الدراسة انتباه الخبراء في مجال الصحّة، إلى وجوب الأخذ في الاعتبار أن الفيروس قد يكون موجوداً عند الأطفال الذين يعانون من أعراض الاعتلال الدماغي – كالتلف، أو الأمراض التي تصيب الدماغ، والصداع، وجذع الدماغ (كتلة تصل الدماغ بالنخاع الشوكي)، وأعراض المخيخ - وقد يسبّب تشوّهات جدّية في إمكانية التحكّم في الوظائف التلقائية، مثل التنفّس، ودقّات القلب، وضعف العضلات، وانخفاض ردّات الفعل الارتكاسية.

وعزا الباحثون السبب إلى أن أعراض جهاز التنفّس غير شائعة عند الأطفال، أو قد تكون خفيفة، ويمكن أن يتجاوزوها بسهولة. وتشير البيانات أيضاً إلى أنه يمكن للأطفال أن يحملوا الفيروس الذي يسبّب مرض كوفيد - 19 من دون أن تظهر عليهم أيٌّ من الأعراض المعروفة.

وكان الأطبّاء قد تمكّنوا في وقتٍ سابق من تحديد العلاقة بين فيروس كورونا وحالةٍ مرضية جديدة لا تظهر إلا عند الأطفال، تُسمّى "متلازمة الالتهاب متعدّد الأنظمة لدى الأطفال، المرتبطة مؤقّتاً بـ ”سارز كوف 2 “" Paediatric Inflammatory Multisystem Syndrome Temporally associated with SARS-CoV-2 (PIMS-TS).

التعرّف على المرض حصل للمرّة الأولى في شهر إبريل (نيسان) الماضي، وكان يحمل علامات تشابهٍ مع "مرض كاواساكي"، وهو حالة التهاب تسبّب تورّماً في جدران الأوعية الدموية متوسطة الحجم في كامل الجسم. وتمّ تحديد ما يصل إلى 300 حالة من المرض لدى الأطفال في المملكة المتّحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، لاحظ واضعو هذه الدراسة الجديدة، التي نُشرت في المجلة الطبّية JAMA Neurology، أن "الأطفال الذين يُصابون بمرض كوفيد - 19، قد تظهر لديهم أعراض عصبية جديدة تمس كلاً من الجهاز العصبي المركزي والمحيطي، من شأنها أن تحدث تغيّرات في الأنسجة الليفية الأكثر سمكاً في الجسم الثفني للدماغ، خلال التصوير، لكن من دون تسجيل أيّ أعراض تنفّسية".

ودعا الباحثون الأطباء إلى "ضرورة أن يؤخذ هذا التشخيص في الاعتبار  ضمن التشخيصات الأخرى المختلفة لتلك الأنسجة".

وتفحّصت الدراسة في المقابل وضع المرضى الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً من المصابين بعدوى "سارس كوف 2"، ودقّقت في الأعراض العصبية لدى أولئك الذين تمّ إدخالهم إلى مستشفى الأطفال الخيري  Great Ormond Street Hospital، ما بين مطلع مارس (آذار)، والثامن من مايو (أيار).

وتبيّن وجود "متلازمة الالتهاب متعدّد الأنظمة لدى الأطفال" المستجدّةPaediatric Inflammatory Multisystem Syndrome لدى 27 طفلاً مصاباً، منهم أربعة كانوا أصحّاء في السابق لكن ظهرت عليهم أعراضٌ عصبية حديثة. وكان على السلطات الصحّية في المستشفى أن تسارع إلى إدخال هؤلاء الأربعة إلى قسم العناية المركّزة لتلقّي العلاج.

وأشار الدكتور مينغ ليم الاستشاري في طب الأعصاب لدى الأطفال، المحاضر في هذا المجال في جامعة "كلية كينغز كوليدج لندن" إلى أنه "في الأشهر الأخيرة، تم تحديد متلازمة مستجدّة لدى الأطفال تسبّب لهم التهابات حادّة ما بعد الإصابة بالفيروس، وباتت تُعرف الآن بإسم PIMS-TS".

وأضاف قائلا "هذه الفئة من الأطفال التي تأكّد تجاوز عدد حالاتها المسجّلة، في ما بينها حتى الآن نحو 150 في لندن، وما يصل إلى 300 حالة في المملكة المتّحدة، ظهرت لدى أفرادها في البداية أعراض حمّى شديدة، وطفح جلدي، والتهاب الملتحمة، وآلام في البطن، ومن ثمّ تطوّرت نحو فشل متعدّد للأعضاء ما يستدعي في الغالب إدخال أصحاب هذه الحالات إلى قسم العناية المركّزة، وتأمين مستوى عالٍ وطويل الأمد من العلاج لهم".

وأكّد الدكتور مينغ ليم أن هذه الدراسة هي الأولى التي تتوصّل إلى تحديد السمات العصبية التي تؤثّر على الأطفال المصابين بـ"متلازمة الالتهاب متعدّد الأنظمة لدى الأطفال" PIMS-TS، لافتاً إلى أن "الدورة العصبية طويلة المدى لهذه الحالة المرضية والمضاعفات التي تليها، باتت تستوجب الآن إجراء تقييمٍ عاجل".

ولفت أخيراً الاختصاصي في مجال طب الأعصاب لدى الأطفال إلى أنه "إضافةً إلى ما سبق، ما زال من غير المعروف حتى الآن طبيعة النظام المتعدّد وطويل المدى، ولا سيما النتائج التي تسبّبها"متلازمة الالتهاب متعدّد الأنظمة لدى الأطفال "على عمل القلب، بما في ذلك احتمال حصول انتكاسة في المستقبل، وكيف ستنعكس هذه الآثار كلّها على صحّة المريض وعلى النتائج العصبية والنفسية والمعرفية لديه".

© The Independent

المزيد من صحة