Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسعار النفط تتأرجح مع عودة انتشار كورونا وعودة الإغلاقات الجزئية

واردات كوريا الجنوبية من نفط الشرق الأوسط تسجل تراجعات قياسية في يونيو

الإغلاقات الجزئية في بعض الدول بسبب كورونا قد تضر بالطلب على الوقود (أ ف ب)

ارتدّت أسعار النفط في مسارها من التراجع مبكراً إلى صعود محدود مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أميركا وبلدان أخرى، ما دفع بعض الدول إلى استئناف الإغلاقات الجزئية التي قد تضر بالطلب على الوقود. وصعد خام برنت إلى 41.4 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي ليسجل 38.98 دولار.

وكان النفط قد تراجع  للجلسة الثانية على التوالي، وبدا خام "برنت" منخفضاً بنحو 81 سنتاً بما يعادل 2 في المئة إلى 40.21 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي بنحو 75 سنتاً أو 2 في المئة أيضاً ليسجل مستوى 37.74 دولار فيما يتجه الخام القياسي "برنت"، نحو تحقيق زيادة شهرية ستكون الثالثة على التوالي في يونيو (حزيران) الحالي، بعد أن مدّد المنتجون العالميون خفضاً غير مسبوق للمعروض بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية يوليو (تموز) المقبل، في حين تحسن الطلب على النفط بعد تخفيف الدول في أنحاء العالم إجراءات الغلق الشامل.

لكن حالات الإصابة العالمية بفيروس كورونا تخطت العشرة ملايين، الأحد، حيث تكابد الهند والبرازيل تفشياً يتجاوز العشرة آلاف حالة يومياً. وظهرت إصابات جديدة في دول مثل الصين ونيوزيلندا وأستراليا، ما دفع الحكومات إلى إعادة فرض قيود.

وقال المحلل الاقتصادي في بنك "أو سي بي سي" في سنغافورة، هوي لي، إن "الموجة الثانية من العدوى لم تغادرنا. يكبح ذلك حالة التفاؤل التي لاحظناها في الأسابيع الستة إلى الثمانية الأخيرة". وأضاف وفقاً لوكالة "رويترز"، أن عوامل أخرى تحد من ارتفاع أسعار النفط حالياً تشمل "ضعف هوامش التكرير وارتفاع مخزونات الخام واستئناف الإنتاج الأميركي".

تراجع كبير في واردات كوريا الجنوبية من الشرق الأوسط

وتشير بيانات حديثة إلى أن حصة خام الشرق الأوسط من واردات كوريا الجنوبية تتجه إلى تسجيل أقل مستوى في ما يزيد على ثلاثة عقود في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بسبب تخفيضات أعمق من منتجي نفط المنطقة وسط تفشي فيروس كورونا.

ووفقاً لبيانات شركة النفط الوطنية الكورية وبيانات أخرى تتبع حركة الشحن من شركة "رفينيتيف أيكون"، فمن المتوقع أن تشكل خامات الشرق الأوسط 67 في المئة من إجمالي واردات البلاد من الخام بين يناير (كانون الثاني) ويونيو، أي 1.91 مليون برميل يومياً. ويقل ذلك عن 72.8 في المئة في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي، وستكون النسبة الأقل للنصف الأول من العام منذ 1988، حين بلغت الإمدادات من خامات الشرق الأوسط 62.1 في المئة من الإجمالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الباحث في معهد اقتصاديات الطاقة الكوري، لي دال - سوك، إن "حصة خامات الشرق الأوسط انخفضت نظراً لتعميق منتجي النفط في الشرق الأوسط تخفيضات الإنتاج وضعف الطلب المحلي على الخام في كوريا الجنوبية، بينما لم تهبط الواردات من الولايات المتحدة بشدة". وعادة ما تستورد كوريا الحنوبية، خامس أكبر مستورد للنفط في العالم، بين 70 و80 في المئة من إجمالي استهلاكها من الخام من الشرق الأوسط، وبصفة أساسية من السعودية والعراق والكويت.

كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، اتفقوا على تقليص الإنتاج نحو 9.7 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) الماضي ويونيو الحالي، ثم قرروا تمديد التخفيضات حتى نهاية يوليو المقبل. وفي غضون ذلك، زاد نصيب واردات الخام من الأميركتين، بما يشمل الولايات المتحدة والمكسيك، إلى مستوى قياسي مرتفع عند 19.6 في المئة خلال النصف الأول. وتوقع سوك أن تزيد حصة الشرق الأوسط إلى نحو 70 في المئة خلال النصف الثاني من العام الحالي بفعل انخفاض الإنتاج الأميركي وتحسن الطلب على الوقود.

النفط يصل إلى هذا المستوى قريباً

وفي تقرير حديث، حذّر البنك الاستثماري "جي بي مورغان"، من أن سوق النفط قد تكون على أعتاب "دورة فائقة" تؤدي إلى ارتفاع خام "برنت" إلى مستوى 190 دولاراً للبرميل في عام 2025. وسجل الخام أدنى مستوى في عقدين عند 15.98 دولار للبرميل في أبريل (نيسان)، كما تهاوى الخام الأميركي دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق ووصل إلى القاع عند سالب 37 دولار للبرميل.

وعلى الرغم من أن الطلب لا يزال منخفضاً، فإن "جي بي مورغان" لا يزال يعتقد أن دورة الصعود الفائقة للنفط في الأفق. وقد تم سحب كمية كبيرة من المعروض النفطي من السوق، وقد تواجه الصناعة مشكلة كبيرة في جذب رأس المال المستقبلي، حيث يرى رئيس أبحاث النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في البنك الأميركي، كريستيان مالك، أن "الحقيقة هي أن فرص وصول النفط إلى 100 دولار في هذه المرحلة أعلى مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر".

ولسنوات، كان العالم لديه نفط أكثر مما يحتاجه، وتسبب هذا التدفق في ملء صهاريج التخزين لدرجة أن أسعار الخام أصبحت في النطاق السالب في أبريل الماضي، لذا قلص منتجو النفط المعروض. لكن الآن يمكن أن يتأرجح البندول في صناعة النفط إلى حد بعيد في الاتجاه المعاكس.

وفق تقرير "جي بي مورغان"، فإن أسواق النفط ذات المعروض الزائد ستنقلب إلى "عجز أساسي في الإمدادات" بداية من عام 2022. والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن "برنت" يرتفع إلى 60 دولاراً للبرميل لتحفيز إنتاج أعلى. ولم يوضح التقرير هدف السعر المستهدف لسيناريو الحالة الصعودية، لكنه أشار إلى أن إمكانية أن يقفز الخام إلى 190 دولاراً لا تزال قائمة، وقال "في الواقع، أصبحت هذه القفزة أكثر احتمالية الآن".

وأشار إلى العجز الكبير جداً في المعروض الذي من المتوقع أن يظهر في عام 2022 ويمكن أن يصل إلى 6.8 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025 ما لم تضخ "أوبك" وغيرها كثيراً. وأوضح أن "العجز يتحدث عن نفسه، وهذا يعني أن أسعار النفط ستصل إلى أعلى مستوى".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد