Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماغي بو غصن: الفن يرتكز على الوساطات والعلاقات

تعتبر الليث حجو مخرجا محترفاً ولا تعارض حضور الجميلات في التمثيل

ماغي بو غصن ممثلة وزوجة منتج (موقع الممثلة)

تخلت ماغي بو غصن في الموسم الرمضاني الأخير عن ثوب الكوميديا الذي تمسّكت به طوال السنوات الأخيرة، عبر سلسلة أعمال وبمشاركة نجوم عرب، من بينهم قيس الشيخ نجيب وأحمد فهمي وظافر العابدين، وأطلّت في مسلسل "أولاد آدم" للمخرج الليث حجو، الذي أضاء على عدد من القضايا كالخيانة والفساد والرشاوى والوساطات والمحسوبيات في المجتمع والدولة.

تجربة بو غصن حظيت بترحيب الجمهور الذي طالبها بالاستمرار في تقديم هذه النوعية من الأدوار، التي شكّلت بدايتها كممثلة، بعدما بدت في معظم أدوارها  الكوميدية السابقة كأنها تصرعلى الهواية وعدم الإحتراف والإستسهال . ويبدو أنها ستستجيب لهذه الدعوات، إذ تقول: "هناك فئة من الناس تحبّني كثيراً في الكوميديا وتطالبني بها دائماً، وفئة أخرى تحبّني في التراجيديا، وفئة ثالثة تحبّ أن أقدم كليهما. أنا كممثلة تغريني الأدوار التي تضيف إلي، كي لا أقع في فخّ التكرار. لذلك قدمتُ مجموعة أعمال كوميدية، على مدى 4 سنوات في السينما والدراما، نجحت كثيراً وحقّقت أصداءً جميلة جداً. وكي لا أقع في التكرار، واشتياقاً مني للتراجيديا، عدتُ ولعبتُ هذه السنة دور ديما في "أولاد آدم"، وخطتي المقبلة ستكون أعمالاً تراجيدية، لأني أحبها، ولأني بحاجة إلى تقديم شخصيات مستفزّة، أولاً لي كممثلة، كما للناس".

من الكوميديا الى التراجيديا

تنفي بو غصن أن تكون مطالبة الناس لها بأداء أدوار تراجيدية، تعني أن هناك فئة من الجمهور لم تكن راضية عنها كممثلة كوميدية، إذ توضح: "تصلني رسائل كثيرة تطالبني بعمل كوميدي، وهناك فئة كبيرة تحبّني في الكوميديا. لا يمكن لأحد، أنا وغيري، أن يرضي الجميع. لكنّي ألحق النص الأفضل ومضمون العمل واختلاف الشخصية هو ما يجعلني أقرّر هوية عملي المقبل". وعَمّا إذا توجّهها نحو التراجيديا في الأعوام الماضية، كان محاولة منها للتميّز في ظلّ المنافسة الدرامية التي تشهدها  المواسم الرمضانية عادة، تجيب: "كل إنسان يسعى إلى أن يتميّز في ما يقدم، وأعتقد أن كل شخص ناجح في مجالنا، لفت الأنظار إليه دون سواه في نوعية أعمال معينة. الدراما ملعبها كبير، والتراجيديا لديها حيّز اهتمام لافت، ما جعلني أترك الكوميديا لفترة، لأخوض تجارب جديدة في التراجيديا، أولاً لخدمة شغفي في التمثيل، ورغبتي في التنويع في أدواري، كما لتلبية رغبة الجمهور في مشاهدتي في أعمال مختلفة عن بعضها".

ورداً على الكاتبة منى طايع التي اعتبرت "أولاد آدم" دراما سورية (نصاً وإخراجاً وممثلين سوريين) وبمشاركة لبنانية، تقول: "بل هو عمل لبناني سوري مشترك. هو من فئة الأعمال المختلطة المطلوبة جداً عربياً التي تحقّق نجاحاً كبيراً. المختلف في "أولاد آدم" أنه دخل في واقعية الحياة الاجتماعية، وقدّم ربما للمرة الأولى، قضايا اجتماعية وسياسية نعيشها، وربما هذا ما جعله ينجح نجاحاً كبيراً. المسلسل شراكة بين عدد كبير من اللبنانيين من ممثلين وفنيين وتقنيين، كما هو إنتاج لشركة لبنانية هي إيغل فيلمز للمنتج جمال سنان، وعدد من الممثلين والفنيين السوريين أيضاً، وهذا الأمر يحصل في السنوات الأخيرة، وينتج أعمالاً تتحرّرمن الجنسيات لتقدّم مادة درامية، إمّا يحبها الجمهور ويتابعها، أو لا". وعن الدور الأساسي للمخرج الليث حجو في نجاح العمل، إضافةً إلى النص والممثلين، توضح بو غصن: "النص بطل، والمخرج الليث حجو مايسترو محترف، ويعرف كيف يوجّه البوصلة وكيف يقدّم مادة لا تشبه ما سبق وعُرض. لا شكّ أن نجاح العمل يتّكئ على مخرج محترف وكاتب جيّد ونجوم يتابعهم الجمهور. والقوة في "أولاد آدم" أنه ضمّ أسماء كثيرة، محترفة لعبت أدوارها على أفضل صورة، وكلهم كانوا إضافةً للمشروع ".

بحثاً عن مواهب

من ناحية أخرى، لا ترى بو غصن أن الدراما اللبنانية تعاني من مشكلة اختيار في الكاستينغ بل تعتبر أن الدور يفرض نفسه، لا الفنان: "لا توجد مشكلة في اختيار ممثلين لبنانيين أبداً، الدور يفرض خياراته، بالتالي تتعاقد الشركات مع الممثل الأنسب للشخصية. لدينا عدد جيد من الممثلين اللبنانيين الموهوبين، ولا شكّ أنهم أصحاب قدرات مختلفة يمكن الاستفادة منها، كما أنّنا في حالة بحث دائمة عن مواهب شابة جيدة ووجوه جديدة".

وتوافق بو غصن على أن الدراما اللبنانية بحاجة إلى وجوه جديدة، وتردّ على مَن يعتبرون أن الجميلات محجوزات لأدوار البطولة والأدوار المركّبة للممثلات القديرات، على عكس ما يحصل في بعض الدراما العربية، قائلةً: "كل دراما بحاجة إلى وجوه جديدة، لذا نجد أن مختلف أعمالنا تضمّ نجوماً شباباً، منهم من استطاع أن يخرق ويتصدّر، ومنهم من يحاول ويجتهد ليصل. لا يمكننا أن نكرّر كل الوجوه في كل الأعمال، فالمشاهد سيملّ، لذلك نسعى دوماً إلى التنويع، وربما نحن في إيغل فيلمز، تعاونّا مع معظم نجوم لبنان ومعظم نجوم العالم العربي. أما بالنسبة إلى الجميلات، فأين المشكلة في أن تُسنَد إليهنّ أدوار بطولة إن كانت الممثلة تستحقّ ذلك؟ عدد كبير من الممثلات الجميلات في مصر وسوريا والخليج برزن ونجحن، كذلك الأمر في لبنان. لِمَ نحكم على الممثلة إذا كانت جميلة؟ علينا أن نشاهد وبعدها نحكم. وهذا الأمر حصل مع كثيرات على الساحة، ومنهنّ ملكات جمال دخلن عالم التمثيل ونجحن نجاحاً كبيراً وصرن من أبرز نجمات الدراما، وأخريات حاولن ولم ينجحن، فابتعدن تلقائياً عن الساحة. أما الأدوار المركّبة، فتُعطى إلى الجميلة كما إلى القديرة، ولا فرق بينهما، بل الفرق يكمن في مَنْ تتمكّن من إثبات قدراتها والتميّز في أدائها".

وكما سائر المجالات، فإنّ الفن من وجهة نظرها، يرتكز على الوساطات والعلاقات، كما يُجمع معظم العاملين في الوسط: "ليس الفن وحده، بل مختلف المجالات تحتاج أحياناً إلى وساطة أو دعم لبلوغ الهدف، لكنّ التركيز على هذا الأمر مُبالَغ به قليلاً. الموهبة الحقيقية لا يمكن أن تُخفى أو أن تُقصى، وكل مجتهدة وموهوبة، ستحصل على فرصتها، وحينها تكون سيدة خطوتها، وإمّا تفرض نفسها ويحبّها الجمهور ويطالب بها، أو تخسر فرصتها".

ورداً على سؤال حول حاجة الممثلة إلى أن تكون مستنفرة جمالياً، كي تظلّ مطلوبة وحائزة على الرضا، تجيب: "الجمال أساسي في كل أنواع الفنون. لكنّ الاستمرارية تتحقّق بالموهبة فقط لا غير. لا يمكن لممثلة غير موهوبة أن تستمرّ طويلاً. قد تقدّم عملاً أو عملين أو ثلاثة أعمال، لكنّ الجمهور لا يلبث أن يرفضها. الموجودات على الساحة والمطلوبات جميلات طبعاً، لكنهن يتمتّعن أيضاً بالكاريزما والحضور الجميل والموهبة، وإلّا لَما كنَّ استمرَرن".

زوجة منتج

وكزوجة منتج، تتحدث بو غصن عن سبب إبعاد الممثل اللبناني عن أدوار البطولة في الدراما المشتركة، شارحةً: "الترند، منذ سنوات، يقوم على بطولة ممثلة لبنانية وممثل سوري، وهذا ربما ظلم بعض نجوم لبنان من الشباب ونجمات سوريا من الصبايا. لكنّ المسألة نسبية، وليست قاعدة، والتوجّه اليوم في الإنتاج والأعمال المشتركة، هو إلى ضمّ نجوم من مختلف الجنسيات، أكانوا شباباً أو صبايا. والبطولة الجماعية برأيي هي التي انتصرت سابقاً وكانت سبباً أساسياً في نجاح العمل السوري والمصري البحت، واليوم ستصبح سبباً أساسياً في إثراء الدراما المشتركة. خلال الفترة المقبلة، سيشاهد الجمهور أعمالاً تضمّ نجوماً شباباً من لبنان، ونجمات سوريات وخليجيات ولبنانيات أيضاً".

وتشير، كزوجة منتج أيضاً، ردّاً على سؤال حول السبب الذي يقف وراء عدم قدرة تسويق الدراما اللبنانية عربياً، إلى أن هذه الدراما مطلوبة في لبنان، لأنها دراما محلية بحتة، لها جمهورها وملعبها، وأنّها تتطوّر خطوة بعد خطوة نحو الانتشار العربي، مضيفةً: "أما نجوم لبنان ونجماته، فلا يمكن أن ننكر أنهم أصبحوا مطلوبين في أعمال عربية وخليجية ومشتركة أيضاً، وهم منتشرون عربياً، وهذا سيعود عاجلاً أم آجلاً بالنفع على الدراما اللبنانية المحلية، لأن أسماء نجومها وارتفاع مكانتهم وأسهمهم وانتشارهم، ستسهم في دفعها إلى الأمام وفي توفير سوق عربية لها".

في الختام، تؤكد بو غصن أنّ لديها أكثر من مشروع تراجيدي للفترة المقبلة، وقد تعود إلى الكوميديا قريباً، ولكن في الوقت المناسب ووفق توفر النص والمادة.

المزيد من ثقافة