Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صولة الكاظمي على مكمن الصواريخ قبل إطلاقها

اعتقال 53 من عناصر ميليشيات "حزب الله" العراقي جنوب بغداد

الجماعات المسلحة التي قبض عليها نصبت صواريخ معدة للإطلاق على أهداف عدة من بينها السفارة الأميركية في بغداد (رويترز)

صولة خاطفة لجهاز مكافحة الإرهاب في العراق مكنته من اعتقال 53 من أفراد ميليشيات "حزب الله" العراقي جنوب بغداد، بمعاونة قوة أمنية مشتركة من جهاز الاستخبارات العراقي في منطقتي (هور رجب والبوعيثة) إحدى عشائر الدليم، وأفادت مصادر حكومية بأن الجماعات المسلحة التي قبض عليها، أنهت للتوّ نصب صواريخ (أرض-أرض) نوع "لونا" روسية الصنع، معدة للإطلاق على ثلاثة أهداف حيوية في بغداد، من بينها السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ومطار بغداد الدولي.

وضع اليد على الصواريخ قبل انطلاقها

مصادر عراقية كشفت أن هذه المجموعة التي يقودها خبير إيراني كما أًعلن في بغداد، تنتمي إلى جماعات ميليشياوية ولائية، تسمى "عصبة الثائرين" و"أصحاب الكهف" و"حزب الله" و"جند سليماني"، وكلها تتلقى أوامرها من فيلق القدس الإيراني وفروعه العاملة في العراق، وتعمل تحت غطاء الحشد الشعبي لضمان تحركها، كما أكد مراقبون.

وعثرت قوة مشتركة من جهازي مكافحة الإرهاب والاستخبارات على صواريخ كاتيوشا ومنصات إطلاق معدة ومحملة عليها صواريخ موجهة، كان من المقرر إطلاقها ليل الخميس - الجمعة، على حدّ قول مصدر عليم في رئاسة الحكومة، وأن الصواريخ كانت جاهزة للإطلاق نحو أهدافها، ومحملة على منصات أُعدت لهذا الغرض، وأُخفيت في منطقة زراعية كثيفة الأشجار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المباغتة وعنصر المفاجأة

لكن القوة المشتركة المهاجمة باغتتها، وحالت دون توجهها لأهدافها، حين أسرعت وسلكت طريقاً مجهولاً (نسبياً)، وجُهت إليه على الأرجح من طائرات استطلاع أميركية، وتحت المراقبة المستمرة، والمتيقنة من الضربات السابقة التي وجهت إليها في قواعدها، واستهدفت جنودها وعدداً من دبلوماسييها العاملين في العراق، ومقر السفارة الأميركية الأكبر في العالم، وشخصت أميركياً بأنها تنطلق من تلك المنطقة شديدة التخفي والمكتظة بالنخيل والأشجار الكثيفة التي يتخذها عناصر "حزب الله" العراقي وبعض أفرع الميليشيات الولائية قاعدة انطلاق لهجماتها ومنها، حيث ألقي القبض على 13 عنصراً من التابعين لـ "حزب الله" الذي يقوده في العراق محمد كوثراني، والذي أعلنت الولايات المتحدة جائزة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن مكانه.

نفي "حزب الله" واتهامات بالمؤامرة

الناطق باسم كتائب الحزب محمد محي أكد أن "عملية اعتقال عدد من أعضاء كتائب الحزب، التي أجريت من قبل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي هي محاولة بدفع من الجانب الأميركي لإيجاد صراع بين الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية الأخرى، مشيراً إلى أن واشنطن تحاول ربط جهاز مكافحة الإرهاب بأجندتها للسيطرة على بقية الأجهزة الأمنية".

وعن المنطقة التي دهمها جهاز مكافحة الإرهاب قال محي، "تمت مداهمة اللواء 45 التابع للحشد الشعبي، ومن المعروف أن هذا اللواء تابع لجهة أمنية يفترض أنها تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، وأن الصواريخ المنصوبة في موقع عسكري ثابت محاط بمواقع عسكرية تابعة للدولة العراقية".

واتهمت فصائل تدين بالولاء لإيران رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بأنه أراد أن يحقق إنجازاً يقدمه كورقة اعتماد في زيارته المقبلة إلى واشنطن، بحسب بيان "حزب الله" العراقي، الذي أكد اعتقال 13 شخصاً من الموجودين في الموقع، نافياً وجود أي شخصية إيرانية بين المعتقلين.

اقتحام المنطقة الخضراء ومنطق اللادولة

وأكدت مصادر عراقية حكومية أن "التهديد باقتحام المنطقة الخضراء، من قبل عناصر مسلحة موالية لإيران يعدّ عملاً مخالفاً للقانون، حيث مقرات الرئاسات الثلاث، ومعظم السفارات العاملة في العراق، لا سيما السفارة الأميركية، وتهديد رئيس الحكومة، وإطلاق الصواريخ باتجاه أهداف محددة، وامتلاك الأسلحة والآليات والظهور المدجج للمسلحين، يعدُ تهديداً وإرهاباً للدولة، لا يعي فريق اللادولة خطورته".

وأثارت مداهمة جهاز مكافحة الإرهاب الذي تحرّك وفق أمر قضائي تساؤلات في صميم القيادة والسيطرة، ففي الوقت الذي يعمل جهاز أمن الحشد الشعبي تحت القيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة الكاظمي بصفته رئيساً للوزراء، دهمت عناصر من الحشد بعد تلك العملية مقرّ الحكومة ما أثار استهجان الرأي العام العراقي، وتساؤله كيف يتمرد الحشد ويغلق المنطقة الخضراء التي تضم مقر الحكومة؟

وتمادت هذه العناصر بتهديدها، وفرضت إطلاق سراح بعض المحتجزين عنوة، ما جعل كثيرين من العراقيين يشككون بأن الدولة المدنية التي يسودها القانون بعيدة المنال، وكذلك بقدرتها على التصدي للخارجين عن القانون، وجعلها ساحة حرب للآخرين بدعوى المقاومة في بلد أشد ما يكون بحاجة للاستقرار، وسط معاناته المتعددة الأوجه من الأزمة الاقتصادية الخانقة إلى التفشي المريع لوباء كورونا في ظل وضع أمني منفلت.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي