Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرجال العُصابيّون أكثر عرضة لسلس البول وضعف الانتصاب بعد جراحة سرطان البروستات

يشير البحث إلى أن إجراء اختبارات الشخصية قد تحسّن رعاية المرضى

طبيب يبحث في مختبر عن علاج لسرطان البروستات (غيتي)

الرجال الذين يعانون اضطراباتٍ عُصابيّة أكثر عرضة بشكلٍ ملحوظ للإصابة بضعف الانتصاب وسَلَسْ البول بعد إجراء جراحة البروستات، مّا يضع رحلة شفائهم على المحكّ وفق ما جاء في دراسةٍ جديدة. وفي علم النفس، يشمل العُصاب Neurosis اضطرابات نفسيّة كالقلق والتوتر العام، والكآبة المرضيّة، والوسواس القهريObsessive Compulsive Neurosis  ("السَرْسَبَة" المرضيّة)، والاضطرابات الجسديّة- النفسيّة وغيرها. ويتمايز العُصاب بصورة نوعيّة، عن أمراض نفسية- عقليّة قويّة كالفُصام (شيزوفرينيا) والبارانويا والفُصام الدوري للـهوس والكآبة وغيرها.   

وأشار بحثٌ إلى أن اختبارات الشخصية قد تحسّن الرعاية للمرضى الذين يعانون من سرطان البروستات، النوع الأكثر انتشاراً لدى الرجال في المملكة المتحدة مع وجود ما يقلّ بقليل عن 50 ألف حالة جديدة سنوياً.

وأظهرت النتائج أنّ الرجال الذين عانوا درجة عاليّة من أحد أنواع الاضطرابات العُصابيّة، هم أكثر عرضة بحوالي 20 في المئة للمعاناة من ردّات الفعل السلبيّة التي تتضمن "ضعف الانتصاب ومشاكل تسرّب البول ومشاكل في الأمعاء" عقب استئصال البروستات وهي العملية الجراحية التي تقتضي إزالة غِدّة البروستات بالكامل.

 ويُصنّف أكثر من رُبع الرجال في البلدان المتطورة تقريباً بأنهم عُصابيّون بشكل كبير.

وكان يُعتقد حتى وقت قريب أن اختلاف نتائج جراحة سرطان البروستات تعود إلى حدّ كبير إلى الاختلافات في التقنية الجراحيّة وظروف السرطان، في حين بيّنت الدراسة التي عُرِضَت في مؤتمر "الجمعيّة الأوروبيّة لجراحة المسالك البولية" في برشلونة، أن الشخصية قد تشكل عنصراً مساهماً في النتائج الجراحية.

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأطباء قد يحتاجون إلى إجراء اختبار أنواع الشخصية لضمان حصول مرضى سرطان البروستات على الرعاية الأفضل.

واستطلع باحثون 982 رجلاً أجروا جراحة البروستات، بل تحديداً استئصال البروستات في "المستشفى الجامعي" في أوسلو عاصمة النرويج.

وأفاد معظم المشاركون (761 رجلاً) بتعافيهم بعد الجراحة، بعدما أبلغوا بأنفسهم عن درجة العُصابيّة لديهم عبر استبيانٍ معياري.

وسُجّل بين المشاركين وجود نسبة 22 في المئة من ذوي المعدلات العالية من العُصابية، ما يتماشى مع معظم الاستطلاعات الوطنية في البلدان المتقدمة. وأظهر هؤلاء العُصابيّون درجات متدنيّة ملحوظة لدى استطلاعهم حول نسبة تعافيهم.

وقال البروفسور كارول أكسكرونا الذي قاد البحث في "مستشفى آكرشوس الجامعي" في النرويج "سجَّل حوالي خُمس الرجال معدلاتٍ عالية من العُصابيّة وهذا ما كان متوقعاً إلى حدّ كبير... وأظهر هؤلاء الرجال آثاراً سلبية أكثر بعد جراحة سرطان البروستات. ويتوافق هذا الأمر مع العمل البحثي الذي أظهر تأثير الشخصية على الشفاء من المرض بشكلٍ عام، ولكننا ما زلنا نحتاج إلى رؤية هذا العمل يتكرر في دراساتٍ أخرى". وأضاف "العُصابيّة ليست مرضاً ولكنّها سمة شخصية أساسية على غرار الانبساط أو الانفتاح؛ لدينا جميعاً درجة معيّنة من العُصابية. يتمثّل ما وجدناه في أن المرضى الذين يُظهرون ميلاً أكبر نحو العُصابية لديهم نتائج أسوأ بعد مرور ثلاثة أعوام على إجرائهم جراحة سرطان البروستات. يشكّل هذا تأثيراً حقيقياً. ويتوجب على الأطباء أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار، بالطريقة نفسها التي قد نأخذ بها بعين الاعتبار، العوامل الماديّة قبل علاج السرطان وبعده".

(أعد المقال بمشاركة من وكالات الأنباء)

© The Independent

المزيد من صحة