Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع عدد قتلى الهجوم الإرهابي على المسجديْن في نيوزيلندا إلى 50

المسلمون 1 في المئة من 5 ملايين نسمة وغالبية النيوزيلنديين تتضامن معهم

ارتفعت حصيلة الإعتداء الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، الجمعة، إلى 50 قتيلاً، وفق ما أعلنت الشرطة الأحد، بعدما كانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 49 شخصاً في الاعتداء.

وقال مسؤول أمني إنه لدى نقل الجثث خارج المسجدين تبين أن هناك قتيلاً إضافياً. وأشار إلى أن عدد المصابين في الهجوم بلغ 50 جريحاً أيضاً.

وأعلنت الشرطة النيوزيلنديّة، الأحد، أنّ اثنين من الذين أُعتُقلوا على خلفيّة الاعتداء لا علاقة لهما بالمجزرة التي نفّذها يميني أسترالي متطرّف يُدعى برينتون تارنت (28 عاماً).

وأوضح متحدّث باسم الشرطة أنّ القوى الأمنيّة اعتقلت هذين الشخصين وفي حوزتهما أسلحة، لكن لا علاقة مباشرة لهما بالاعتداء.

محاكمة المتهم

بعد ساعات من الاعتداء الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، مثُل المتهم تارنت، السبت 16 مارس (آذار)، أمام محكمة في المدينة ووُجّهت إليه تهمة القتل.

وخلال المحاكمة ارتدى تارنت، الذي يعمل مدرّباً للياقة البدنيّة، قميصاً أبيضَ خاصاً بالسجناء، وقد كُبّلت يداه، ولم يتقدّم بطلب إفراج بكفالة. وهذا ما يعني أنه سيبقى في السجن حتى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل (نيسان).

ويواجه المهاجم "اليميني المتطرّف" الذي كان مزوّداً أسلحة نصف آليّة، تهمة قتل 49 شخصاً وجرح العشرات جرّاء إطلاقه النار عشوائياً على مصلّين داخل مسجدين في كرايستشيرش، الجمعة.

وقد نشر المتهم "بياناً" عنصرياً على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ الهجوم. وبدا أنه استوحى نظريات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف تقول إن "الشعوب الأوروبية" تُستبدل بمهاجرين غير أوروبيين."

ويفصّل البيان مرحلة عامين من التحوّل إلى التطرف ومن التحضيرات قبل التنفيذ.

وبث "المهاجم" مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، إذ أمكن رؤيته يتنقّل من ضحية إلى أخرى، مطلقاً النار على جرحى حاولوا الهرب.

وفيما أوقفت الشرطة شخصين آخرين لم تُعرف التهمة الموجّهة إليهما، فككت الشرطة عبوتين ناسفتين يدويتين مثبتتين على سيارة وجرى تفكيكهما.

مقاطع "مؤلمة جداً"

وقالت الشرطة إن المقاطع التي نشرها منفذ الهجوم "مؤلمة جداً". ولفتت السلطات إلى أن من ينشر تلك المقاطع قد يعاقب بالسجن نحو 10 سنوات. وظهر في الفيديو الذي صوّره المهاجم بتثبيت كاميرا على جسمه رجل أبيض حليق يقود سيارته حتى مسجد النور. ثم يدخل المسجد ويطلق النار على الموجودين منتقلاً من قاعة إلى أخرى.

إضافة إلى الفيديو الذي تحققت وكالة فرانس برس من صحته لكنها لن تنشره، أظهرت صور مرتبطة بمنفذ الهجوم على مواقع التواصل أسلحة شبه آلية كُتبت عليها أسماء شخصيات تاريخية عسكرية، بينهم أوروبيون قاتلوا القوات العثمانية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

"أحلك يوم"

وفي "أحلك يوم" في تاريخ نيوزيلندا، البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ وكان يعدّ آمناً قبل الاعتداء، كشفت رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة جاسيندا أرديرن، السبت، عن أن المهاجم واثنين من المتواطئين المشتبه فيهم اللذين تم اعتقالهما، لم يكونوا على رادار أجهزة المخابرات، على الرغم من أن المهاجم كان قد نشر على شبكة الإنترنت بياناً أطلق فيه تهديدات.

وقالت "لم تتم مراقبتهم، لا هنا، ولا في أستراليا"، مضيفة أن هناك التحقيق في هذا الجانب جار.

وقالت أرديرن "لا يمكن وصف ذلك إلا أنه هجوم إرهابي". وتابعت أن الاعتداءين "خُطّط لهما جيّداً بحسب معلوماتنا".

أضافت أن المشتبه فيه الرئيس كان ينوي مواصلة هجومه قبل أن تقبض عليه الشرطة.

وقالت "كان الجاني متنقلاً، وكان هناك سلاحان ناريان آخران في السيارة التي كان يركبها، ومن المؤكد أنه كان ينوي مواصلة هجومه".

وفيما تعهدت تشديد قوانين حمل الأسلحة، أفصحت عن أن "لدى المهاجم رخصة حمل أسلحة حصل عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017".

وعمليّات القتل الجماعية نادرة جداً في نيوزيلندا التي شدّدت قوانين حمل الأسلحة في 1992، بعد عامين من إقدام رجل يعاني مشكلات نفسية على قتل 13 شخصاً في ساوث آيلند.

زيارة دول أوروبية وأفريقية

وفيما أعلنت بريطانيا تعزيز الرقابة على المساجد في البلاد، شُغلت دول عدة بالمتّهم وحركته قبل الاعتداء. وقد أعلنت سلطات بلغاريا فتح تحقيق بشأن زيارة أجراها تارنت إلى هذا البلد بين 9 و15 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكشف مسؤول تركي "أن المشتبه فيه تمكن من زيارة دول أخرى في أوروبا وآسيا وإفريقيا انطلاقاً من تركيا".

وفي سيدني، وصف رئيس الوزراء الأسترالي المهاجم بأنه "شخص عنيف متطرف من اليمين".

روايات

وروى فلسطيني كان موجوداً في مكان الإعتداء أنه رأى رجلاً يفارق الحياة بعد تلقّيه رصاصة في الرأس.

وقال هذا الرجل الذي لم يشأ الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس، "سمعت ثلاث طلقات نارية سريعة، وبعد عشر ثوان، بدأ كل هذا. لا بدّ أنه سلاح آلي فلا أحد يستطيع الضغط على الزناد بهذه السرعة". وتابع "بعد ذلك بدأ الناس يخرجون وهم يركضون وبعضهم كان مغطى بالدماء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وروى شاهد لموقع الأخبار النيوزلندي "ستاف" أنه كان يؤدي الصلاة في مسجد النور على جادة دينز عندما سمع إطلاق نار. ولدى محاولته الهرب، شاهد جثة زوجته صريعة أمام المسجد.

وقال رجل آخر إنه شاهد أطفالاً يُقتلون وإن "الجثث كانت في كلّ مكان".

وكان فريق الكريكيت البنغلادشي، وهي لعبة محبوبة جداً في نيوزيلندا، يؤدي الصلاة في أحد المسجدين لدى وقوع الهجوم، لكن لم يصب أي من اللاعبين بجروح، بحسب متحدّث باسم الفريق.

1 في المئة مسلمون

وأثار الهجوم صدمة في نيوزيلندا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة، 1% فقط منهم مسلمون. وهي لا تسجل سوى خمسين جريمة قتل في المتوسط في السنة، وتفخر بأنها مكان آمن.

فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً في كرايستشيرش قبل أن ترفع الإجراءات بعد ساعات. وطلبت من المسلمين تفادي المساجد "في كل أنحاء نيوزيلندا".

ورفعت البلاد مستوى الإنذار فيها إلى "عالٍ".

ودهمت الشرطة منزلاً له علاقة بالهجوم.

وأعلن إبراهيم عبد الحليم، إمام مسجد لينوود في مدينة كرايستشيرش، أنّ هذا الاعتداء لن يغيّر من الحب الذي يكنّه المؤمنون لنيوزيلندا، وأنّ المتطرّفين "لن يمسّوا أبداً ثقتنا".

وقدّم عبد الحليم رواية مفزعة للّحظة التي كُسِر فيها صمت الصلاة من جرّاء إطلاق النار، قائلاً "الجميع تمدّدوا أرضاً، وبدأت نساء بالصراخ. بعض الناس ماتوا على الفور".

وقال إنّ غالبيّة النيوزيلنديين "تشعر بالحاجة إلى إظهار دعمها وتضامنها الكامل معنا".

المزيد من دوليات