Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاح بريطاني مضاد لكورونا بـ3 جنيهات إسترلينية

يستند تصنيعه إلى تقنية مبتكرة في الجينات تجعل تكلفته معقولة

تتعاون بعض معاهد البحث والشركات وتتنافس أخرى في البحث عن لقاح يحد من انتشار الفيروس القاتل (رويترز) 

في مقابل ثلاثة جنيهات إسترلينية للشخص، يمكن أن يتوفّر لسكان بريطانيا لقاح مضاد لـ"كوفيد 19" يُطوّره علماء في جامعة "إمبريـال كوليدج لندن".

إذ تعمل الجامعة على واحدة من محاولتين جاريتين في المملكة المتحدة لتطوير شكل من اللقاحات ضدّ فيروس كورونا، ويتولى المحاولة الثانية "معهد جينر" في جامعة "أوكسفورد".

ويستخدم روبين شاتوك، بروفيسور العدوى المخاطية والحصانة في "إمبريـال كوليدج" وفريقه من الباحثين، تقنية تستند إلى "الحمض الوراثي الريبي" "آر إن أي" [تركيبة من الجينات توجد عادة خارج نواة الخليّة]، ما يسمح بتصنيع كميات هائلة من ذلك اللقاح المنتظر، بتكلفة معقولة.

يُرسل لقاح "إمبريـال كوليدج" الذي يقتطع "نسبة ضئيلة" من المادة الوراثية المُكوَّنَة لفيروس "سارس- كوف 2"، تعليمات إلى خلايا عضلات الجسم كي تصنع بنفسها بروتيناً يشبه في تركيبته البروتين المُسمّى "سبايك" الذي يُشاهد كنتوءات لها شكل الأشواك على سطح فيروس كورونا. وتذكيراً، يشير اسم كورونا إلى تلك الأشواك التي تجعل الشكل الخارجي للفيروس شبيهاً بالتاج.

 من الناحية النظرية، سيتسبّب وجود البروتين المماثل لـ"سبايك" [على سطح كورونا] إلى تحريك استجابة مناعية ضده في الجسم تشمل توليد أجسام مضادة له، ما يوفّر تالياً الحماية ضدّ "كوفيد 19".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 بموجب تلك الطريقة المستندة إلى "آر إن أي"، تنتفي الحاجة إلى زرع الفيروس الحيّ في أطباق المختبر بهدف مكاثرته، والحصول على أعداد كبيرة منه [كي تستعمل في تصنيع أشكال ضعيفة منه تصلح لتكون لقاحاً آخر]، ما يجعل من تلك العملية أكثر أماناً. والأهم من ذلك، لا تُستخدم سوى كميات ضئيلة من الفيروس المُسبب للمرض، لأن الكمية التي "تقتطع" منه تبلغ تحديداً واحداً على ألف من واحد على ألف من كل غرام من الجينات الموجودة في "الحمض الوراثي الريبي" للفيروس. ولا يستعمل سوى تلك الكمية الضئيلة في التعرف إلى شيفرة الفيروس، واختبارات اللقاح أيضاً.  

واستطراداً، يوفر كل ليتر من المادة المستعملة في صنع اللقاح، كمية تكفي لإنتاج لقاحات لـ200 مليون شخص، وفقاً للبروفيسور شاتوك. وفي تصريح أدلى به إلى صحيفة الـ"تايمز"، أشار شاتوك إلى "أنّها جرعة صغيرة حقاً. ذلك أمر جيد جداً من ناحية السلامة، وكذلك من ناحية الإنتاج، إذ يجعل التوسّع (في إنتاج اللقاح) أكثر يسراً".

في تقدير شاتوك، من المستطاع صنع لقاح يكفي المملكة المتحدة في مقابل 200 مليون جنيه استرلينيّ. "يعني ذلك حوالي ثلاثة جنيهات إسترلينية لكل شخص كي يحظى بالحصانة، إذا فرضنا أنّ (اللقاح) سيجدي نفعاً. فهو سعر جيد حقاً"، وفقاً للبوفيسور. وفي ذلك الصدد، يعتقد الباحثون أن توفير مناعة ضدّ "كوفيد 19" سيتطلّب حقنتين من اللقاح.

في سياق متصل، أعطت جامعة "أوكسفورد" البريطانية المنخرطة في تقنية أخرى لصنع لقاح ضد كورونا، رخصة إنتاج لقاحها المنتظر لشركة الأدوية العملاقة "أسترازينيكا" بغية المساعدة على التوسّع في التصنيع. سيُنتج فريق "إمبريـال كوليدج" لقاحه كجزء من المشروع الاجتماعي المشترك "فاك إكويتي غلوبال هيلث" "في جي آتش"، بالشراكة مع شركة "مورنينغسايد فينتشرز" الاستثمارية.

 في التفاصيل أيضاً، يرد أن "إمبريـال" و"في جي إتش" سوف تتنازلان عن حقوق الملكية في اللقاح لمصلحة المملكة المتحدة، والدول ذات الدخل المنخفض "وستفرضان أسعاراً تحقق ربحية متواضعة بغية الحفاظ على عمل المؤسسة، وتسريع التوزيع العالمي (للقاح)، ودعم بحوث جديدة"، بحسب الجامعة.

في المقابل، ما زال فريق البروفيسور شاتوك يعتمد على التمويل الحكوميّ في بحوثه. في الشهر الماضي تلقّى 18.5 مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية لإجراء التجارب والتصنيع، و5 ملايين جنيه إسترليني أخرى من مصادر خيرية.

"سبق أن جهزنا الأمور كافة نوعاً ما، كي نكون قادرين على استخدام (اللقاح) من أجل المملكة المتحدة، ونأمل في أن تتصرّف الحكومة بناءً على الرغبة في شراء ذلك. ونحن نعمل مع شركاء آخرين حول العالم بهدف إنجاز تلك الأمور". وفق كلمات البروفيسور شاتوك أثناء ظهوره في برنامج "آندرو مار شو" على تلفزيون "هيئة الإذاعة البريطانية"، يوم الأحد الماضي.

وأردف شاتوك، "لدينا نموذج مختلف تماماً عن نموذج "أسترازينيكا". إن شئت، نريد أن نغدو كأننا شركة "مايكروسوفت" في عالم اللقاحات حيث نصنع الشيفرة الوراثية، ثم نمرّرها إلى جهات تصنيع أخرى، ونمنحها ترخيصاً فرعياً ليكون باستطاعتها بعد ذلك استخدام أجهزتها من أجل تصنيع اللقاح في أجزاء مختلفة من المعمورة".

في حين دخل لقاح جامعة "أوكسفورد" فعلاً المراحل الأخيرة من مسار التجارب السريرية، بدأ الباحثون في "إمبريـال" تجاربهم على البشر، يوم الاثنين الماضي.

 من المقرر إجراء تجربة أخرى تشمل ستة آلاف شخص في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وفي حال التثبت من نجاح اللقاح في تلك التجربة، تأمل "إمبريـال" أن توزّع اللقاح في المملكة المتحدة، وخارجها، في أوائل العام المقبل.

 في ذلك الصدد، أشار البروفيسور شاتوك إلى إنّ لقاح فريقه لن يكون متاحاً مع حلول عيد الميلاد، بل "في الربعين الأولين من العام المقبل، إذا سارت الأمور على نحو رائع".

في الأسبوع الماضي، أبلغ شاتوك "الجمعية الملكية للطب" أنّ "ثمة تكهنات كثيرة في الوقت الحاضر، ونحن بحاجة حقاً إلى التعامل مع حقائق وبيانات، وليس المبالغة في الوعود، ثم التنفيذ بصورة غير وافية".

 كذلك أفاد شاتوك بأن فريقه يتعاون مع علماء في جامعة "أوكسفورد" عن طريق تبادل البيانات والنتائج.

 وفق كلام شاتوك، "غالباً ما يُصار إلى تحريضنا ضدّ بعضنا بعضاً، أو يُنظر إلينا على أننا نتسابق، ولكن في الواقع نحن نتعاون بشكل وثيق جداً، ونتبادل المواد، وقد يكون من الممكن استخدام النهجين [المشار إليهما أعلاه] معاً، في نموذج أوليّ/ مدعّم، بمعنى إعطاء حقنة أولى ثم حقنة أخرى تكون داعمة لها لاحقاً. لا نحاول أن نلحق الهزيمة ببعضنا بعضاً. نحن نسعى إلى العمل معاً، بهدف توفير اللقاح في أسرع وقت ممكن".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة