Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تبقى في حال تأهب رغم اتخاذ "حماس" تدابير لمنع التدهور

تتوقع تل أبيب أن تحرص الحركة على عدم رفع مستوى الاحتكاك كي لا تجر القوات الإسرائيلية إلى ردٍ قاسٍ

جنديان إسرائيليان على متن مدرعة عسكرية قرب الحدود بين إسرائيل وغزة الجمعة 15 مارس (آذار) (رويترز)

بعدما كادت الأمور تصل إلى حد ضربة عسكرية واسعة على غزة، رداً على إصابة العمق الإسرائيلي بصواريخ دقيقة وبعيدة المدى، دخلت المنطقة الجنوبية إلى حال هدوء. فالمواقف التي أطلقتها حركة "حماس" بإلغاء مسيرات الجمعة وبأن الصاروخين اللذين أصابا منطقة "غوش دان"، في وسط إسرائيل، أُطلقا بالخطأ وبأنها غير معنية بالتصعيد مع إسرائيل، أبعدت لهيب عملية عسكرية، كانت واحدة من سيناريوات عدة متوقعة رداً على إطلاق هذه الصواريخ.

وبعد أقل من ساعة على إطلاق صفارة الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى، لتحذير السكان من خطر صواريخ غزة، والصور التي أظهرت عبور الصاروخين قرب أبنية شاهقة في تل أبيب، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سلسلة اجتماعات طارئة مع الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية لبحث سبل الرد. ووضِع على طاولة البحث ما سبق أن خُطِط لتنفيذه من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة. فمنذ تسلم آفي كوخافي، رئاسة أركان الجيش، أعلن أن إعداد الجيش

للحرب على غزة على رأس أولويات المهام التي ستُنفَذ في المرحلة الأولى من توليه رئاسة الأركان.

وأُعلن فور سقوط الصاروخين أن غرف العمليات في هيئة الأركان وفي قيادة المنطقة الجنوبية بدأت العمل بوتيرة عالية تنذر بتدهور شامل، فالجيش الإسرائيلي كان ينتظر الأوامر وإسرائيل حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة للهجوم على غزة.

 

"حماس" والتفاهمات مع مصر

 

وعلى الرغم من إعلان "حماس" أن الصاروخين أُطلقا "خطأً"، إلا أن إسرائيل اعتبرت أن حيازة كلٍ من حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، تبقي مركز إسرائيل في مرمى صواريخ غزة وترفع الخطر في حال إطلاق حملة عسكرية على غزة أو حدوث أي تصعيد أمني. وأُطلقت مثل هذه الصواريخ في عملتَي "عمود السحاب" و"الجرف الصامد".

كما بقيت لدى إسرائيل فرضية أن نار الصواريخ البعيدة المدى من قطاع غزة، لا يمكن أن تطلَق من دون تنسيق مع "حماس" أو على الأقل بعلمها.

وجاء إعلان "حماس" أن الصواريخ أُطلقت من طريق الخطأ، كمحاولة منها لمنع تدهور العلاقة مع مصر والقضاء على الجهود المبذولة للتهدئة. فقبل يوم من إطلاق تلك الصواريخ، كان في قطاع غزة وفد الاستخبارات المصرية، الذي عرض وثيقة تفاهمات حصلت إسرائيل على بعض بنودها. كما كان أيضاً السفير القطري محمد العمادي، الذي أحضر معه تعهداً بفتح سفارة قطرية في القطاع،

كما أن سفير الأمم المتحدة نيكولاي ملدنوف، لم يغادر غزة إلا مع تعهد بإنشاء حاويات سولار ضخمة تضمن تشغيل محطة لتوليد الطاقة.

ورأى خبراء وأمنيون إسرائيليون أن الكرة في ملعب إسرائيل، وأمام القيادة السياسية أكثر من خيار، فإما القبول بأن الحديث يدور عن خلل عملياتي في "حماس"، فيكون الرد مدروساً وقصيراً، ويُترَك للشارع الفلسطيني مواصلة موجة الاحتجاجات ضد قادة "حماس"، وإما الإبقاء على الحساب مع "حماس" مفتوحاً، فيوجهون ضربات إلى قيادته في الوقت الذي يقررونه، بعد الانتخابات، وألا يتركوا لها أن تملي الجداول الزمنية.

وتتوقع إسرائيل أن تحرص "حماس" خلال الفترة المقبلة، على عدم رفع مستوى الاحتكاك كي لا تجرّ إسرائيل إلى ردٍ قاسٍ، إذ يحاول الطرفان منع المواجهة.

 

إيران وتعزيز قدرات "حماس"

 

من جهة أخرى، تكرس اقتناع الإسرائيليين بأن إيران تواصل تعزيز القدرات العسكرية لـ "حماس"، تماماً كما تدعم "حزب الله" لتجعل إسرائيل محاطةً بالخطر من مختلف الجهات. ويقول الخبير العسكري يوآف ليمور، إن "إيران في هذه اللحظة هي وجع الرأس الصغير لإسرائيل. المشكلة الأساس هي ما العمل مع غزة؟ منذ بدأت المواجهات على الجدار في القطاع، في 30 مارس (آذار) من العام الماضي، بذلت إسرائيل جهوداً لتمتنع عن مواجهة واسعة، بدءاً من إدخال الأموال والبضائع إلى القطاع، وحتى توسيع تصاريح العمل والصيد. كما أن إسرائيل ردت بهدوء على إطلاق البالونات والطائرات الورقية والصواريخ، انطلاقاً من الفهم بأن مواجهة عديمة الهدف من شأنها أن تجرّ إسرائيل إلى ورطة غير مرغوب فيها، تجبي فيها ثمناً باهظاً من دون أن تؤدي إلى تغيير الشروط الأساسية في غزة".

ويُتوقع في إسرائيل بأن الهدوء الذي ساد المنطقة بعد ضرب مئة هدف لـ"حماس" وإلحاق اضرار بالغة بها، قد ينتهي بلحظات، إذ إن هذه المعركة قد تتطور في كل طريق واتجاه سواء بعملية عسكرية أو حتى برية.

إلى ذلك، في موازاة بحث السيناريوات المتوقعة كثّف الجيش الإسرائيلي استعداداته. وقدّرت أجهزة الاستخبارات أن الصواريخ التي أُطلقت باتجاه "غوش دان"، تتطلب استعداداً واسعاً سواء لحماية بلدات كبيرة من خطر الصواريخ. وصدرت تعليمات بنشر منظومة دفاعية في منطقة "غلاف غزة" لمنع محاولات التسلل إلى بلدات الجنوب الإسرائيلي وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية مدنية أو عسكرية.

المزيد من العالم العربي