Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وصم "ذهب مع الريح" بالعنصرية وخلاف على بثه عبر الإنترنت

أُزيل الفيلم الأوسكاري من منصة "إتش بي أو ماكس"، لكنه قد يعود

الخلاف على فيلم "ذهب مع الريح" التاريخي يثبت أن ما يصح في زمن ما، قد يبطل في آخر (جي بي بي نيوز.أورغ)

تأجّج الجدل حول فيلم "ذهب مع الريح" واتهامه بالعنصرية من جديد في أعقاب احتجاجات "بلاك لايفز ماتر" ("حياة السود مهمة")، ما حدا بشركة "إتش بي أو ماكس" الأميركية لخدمة البث التدفقي عبر الإنترنت، إلى إزالة الفيلم بشكل مؤقت من منصتها يوم الأربعاء [10 يونيو (حزيران)].
على مر السنين تعرض العمل الصادر في 1939 والحائز 10 جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم، للانتقاد بسبب تقديمه مرحلة "أنتبيلم ساوث" من التاريخ الأميركي [مرحلة شهدت ازدهاراً اقتصادياً بالاعتماد الكبير على الرقّ، بين عامي 1783 و1861] وأهوال العبودية، من منظور وردي ومتفائل.
وكذلك ذكر متحدث باسم "إتش بي أو ماكس" بخصوص قرار الحجب، مشيراً إلى أن "فيلم "ذهب مع الريح" نتاج عصره، ويصور بعض التحيزات الإثينة والعرقية التي تشيع للأسف في المجتمع الأميركي". وأضاف أن "إتش بي أو" تخطط لإعادة الفيلم بطريقة تشير إلى سياقه التاريخي.
وتدور حوادث الفيلم الرومانسي التاريخي خلال الحرب الأهلية الأميركية. ويستعرض قصة الحب بين سكارليت أوهارا (الممثلة فيفيان لي)، ابنة مالك مزرعة، والمقامر ريت باتلر (الممثل كلارك غيبل).
في المقابل، يمتلك فيلم "ذهب مع الريح" تاريخاً مزعجاً. إذ دعا دونالد ترمب إلى "إعادة إحيائه" بعدما فاز فيلم "طفيلي" ("باراسايت") الكوري الجنوبي بجائزة أفضل فيلم في سباق الأوسكار 2020. وكذلك ثمّنت ذلك الفيلم التاريخي مجموعات اليمين المتطرف مجدداً، بعد صعود حركتها عبر الولايات المتحدة.

الطمس الأبيض للعبودية
يُتهم فيلم "ذهب مع الريح" بأنه يجسّد طمس الأبيض للعبودية بل يضفي صبغة رومانسية كذلك على معاملة السود في الجنوب عِبْرَ نماذج بدائية للعنصرية.
وكذك تُصوَّر الشخصيات السوداء في الفيلم بأنها راضية وسعيدة لاستفادتها من إحسان أصحاب الفضل البيض، مع وجود علاقة شبيهة بالصداقة أو الرابط الأسري بين سكارليت وخادمة المنزل مامي.
إذ ترى شخصية مامي التي أدتها هاتي ماكدانييل التي فازت بجائزة الأوسكار عن دورها لكنها جلست في معزل عن بقية أعضاء طاقم العمل البيض خلال حفل توزيع الجوائز آنذاك، أن الناس البيض الذين منحوها وظيفة هم أناس جيدون، بينما تعتبر الأشخاص السود الآخرين "سيئين" ويشار إليهم باستخدام وصمات عرقية.
زعمت التقارير أن ماكدانييل كانت "فخورة بعرقها" وتكره استخدام تلك اللغة. وفي المقابل، تلقت ماكدانييل تحذيراً من زميلتها باترفلاي ماكوين التي شاركتها بطولة العمل عِبْرَ دور الخادمة بريسي، من أنها لن تحصل على دور آخر مع المنتج ديفيد سيلزنيك إذا واصت شكواها من "الزّيف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

إعادة تخيل الحرب الأهلية
يتمثّل أحد أكبر الانتقادات الموجهة ضد "ذهب مع الريح" في محاولته إعادة صياغة التاريخ من خلال إشارات إلى الحرب الأهلية وأسبابها.
في 2020، يبدو جلياً أن الحرب التي وقعت بين عامي 1861 و1865 بين الولايات الاتحادية والكونفدرالية، قد نجمت عن صراع حول العبودية ورغبة الجنوب في امتلاك العبيد.
في المقابل، في زمن إنتاج "ذهب مع الريح"، حينما كان آخر المحاربين الكونفدراليين القدامى يموتون، كان ثمة انبثاق جديد لإيديولوجيا "السبب المفقود" التعديلية التي تفترض أن الجنوب حاول ببساطة الدفاع عن حقوق "ولاياته" في وجه العدوان الشمالي.
وبالنتيجة، جرى تصوير الشماليين كجنود غير متحضرين يحاولون سلك طريق الرومانسية في الحياة بعيداً من المجتمع المنكوب خلال مرحلة "أنتبيلم ساوث"، بينما كان الجنود الكونفدراليون أبطالاً ونبلاء.

الرؤية السلبية للأشخاص المحررين
خلال فترة إعادة الإعمار التي شهدت تحرير العديد من العبيد وانضمامهم إلى المجتمع للمرة الأولى، سادت هواجس جمة إزاء كيفية تأثير ذلك الأمر في الجنوب بالصورة التي كان البيض يعرفونه بها.
ولقد أثيرت هذه المخاوف على مدار حوادث فيلم "ذهب مع الريح"، مع إشارة مشهد تظهر فيه شخصية مامي التي لعبتها ماكدانييل، وهي تصد رجلاً محرّراً شبقاً، إلى أن العبيد المُحررين كانوا عديمي الأخلاق ويشكلون تهديداً للنساء من الخلفيات العرقية كلها.
في خلفية المشهد نفسه، يمكن سماع مسؤول حكومي يعرض رشاوى على الرجال المحرّرين. ويقدم ذلك دليلاً على أن العبيد المتحررين كانوا ساذجين على الصعيدين السياسي والشخصي ويمكن التلاعب بهم بسهولة فائقة كي يندمجوا في مجتمع عصر إعادة الإعمار بالشكل المناسب.

© The Independent

المزيد من منوعات