Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مئة ألف وفاة جديدة متوقعة بكورونا في أميركا مع بداية الخريف

إصابات الفيروس فيها تتجاوز المليونين وتفاقمها الاحتفالات والاحتجاجات

مع تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا عتبة المليونين في الولايات المتّحدة، حذّر خبير في الأمراض المعدية من أن 100 ألف أميركي قد يلقون حتفهم مع حلول "عيد العمّال" الموافق 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، ما يُضاعف العدد الراهن للوفيات ليبلغ حوالي 200 ألف.

وقد سجّلت حصيلة تتبّع البيانات المختلفة، تجاوز عدد الإصابات حاجز المليوني شخص يوم الأربعاء الماضي، في حين يُتوقع أن يتخطّى المسح الرسمي الصادر عن "جامعة جون هوبكنز" هذه العتبة ليلة الخميس أو صباح الجمعة.

وفيما يتجاوز عدد الوفيات في الولايات المتّحدة الآن الـ112 ألفاً، ويشكّل حوالي 30 في المئة من المجموع العالمي الذي يفوق الـ413 ألف وفاة؛ يُرَجّح أن يرتفع هذا العدد بحلول سبتمبر المقبل.

في ذلك الصدد، نبّه خبراء الأمراض المعدية في كلية الطب في "جامعة إيموري" Emory University School of Medicine في ولاية آتلانتا، إلى أنه استناداً إلى المعدل الراهن للوفيات الذي يلامس الـ1500 وفاة يومياً، فقد يصل العدد الإجمالي إلى حوالي 200 ألف وفاة في الولايات المتحدة في الخريف المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، رأى الدكتور كارلوس ديل ريو أستاذ الطب والصحّة العالمية، في مقابلة أجريت معه عبر الإنترنت بالتزامن مع وصول عدد الوفيات إلى 100 ألف شخص في مايو (أيار) الماضي، أن "ذلك الرقم واقعي جدّاً". وأعرب الطبيب الخبير في الأمراض المعدية عن اعتقاده بأن "ما بدأنا نراه في الولايات المتّحدة يشكّل حالة استقرار وتسطّح في منحنى تفشّي حالات الإصابة بالمرض، وكذلك عدد الوفيات".

وفي وقت تواصل ولاياتٌ عدّة في مختلف أنحاء البلاد إعادة مزاولة أعمالها وفتح مؤسّساتها، دعا ديل ريو إلى وجوب تتبّع حالات الإصابة الجديدة وعزلها من أجل منع حدوث موجةٍ ثانية من الوباء.

ووفق كلماته، "أعتقد بأننا سنرى بعضاً من حالات التفشّي الصغيرة للعدوى، لكن المهمّ هو الحرص على عدم تزايدها والتمكن من احتوائها كي يُصار إلى الحدّ من انتشار العدوى، لأن من الواضح أنه عندما يتمّ فتح الاقتصاد، تظهر لدينا بعض الحالات، وهذه معادلة لا يرقى الشكّ إلى صحّتها".

في ذلك الصدد، على أثر تظاهرات الاحتجاج التي شهدتها البلاد في الأسبوعين الأخيرين، حثّ مسؤولون في قطاع الصحّة المتظاهرين على الخضوع للاختبار.

ويُذكر أنه عقب وفاة جورج فلويد خلال اعتقاله على يد الشرطة، في 25 من مايو الماضي، خرج آلاف الناس إلى الشوارع. وعمّت الاحتجاجات على الظلم العنصري مختلف المدن في جميع أنحاء الولايات المتّحدة. وغالباً ما تجاهل المتظاهرون قواعد التباعد الاجتماعي أو ارتداء الأقنعة.

وتوازياً، أفيد عن ارتفاعٍ جديد في حالات الإصابة بالفيروس في 21 ولاية، في حين أكّدت 9 ولايات تسجيل زيادةٍ في حالات الدخول إلى المستشفيات منذ الاحتفاء بـ"يوم الشهداء" في 25 مايو (أيار)، بحسب بياناتٍ جمعتها صحيفة "نيويورك تايمز". الولايات التسع هي تكساس وكاليفورنيا وأريزونا ويوتا وأركانسو ونورث كارولينا وساوث كارولينا وأوريغون وميسيسيبّي.

في ذلك الشأن أيضاً، أعلن الدكتور أنطوني فاوتشي، مدير "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية" National Institute for Allergy and Infectious Diseases، والخبير الرئيسي في فريق مكافحة فيروس كورونا التابع للبيت الأبيض، أنه "قلق للغاية من أن تؤدّي الاحتجاجات إلى وقوع إصابات جديدة بالعدوى".

وبحسب كلماته، "في كل مرّة أسمع فيها أو أرى تجمّع حشودٍ كبيرة خلال هذه المرحلة وضمن منطقة جغرافية تنتشر فيها العدوى بشكل كبير، أدرك أن ذلك سيشكّل أرضيةً مثالية لتفشّي الفيروس، لأن تراكمات العدوى قد تتحوّل طفرات متجددة [في تركيبة الفيروس"].

واستطراداً، أشار الدكتور فاوتشي أيضاً إلى أن اختلاط عوامل عدة بأثر تلك الظروف "كالتوتر والفوضى وتهافت الناس ذهاباً وإياباً، ونزعهم أقنعتهم ووقوفهم على مسافة قريبة من بعضهم بعضاً، كل هذا من شأنه أن يشكّل خطراً مباشراً عليهم".

في المقابل، أوضحت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، أن المسؤولين الأميركيّين يراقبون عن كثب الزيادات الأخيرة في حالات الإصابة، التي تشكّل مصدر قلق لفريق العمل المكلّف مواجهة فيروس "كوفيد 19".

وفي تعليق على تقرير نشرته مجلة "نايتشر" Nature عن عمليات الإغلاق في أوروبا، أوردت السكرتيرة الصحافية للرئيس الأميركي، إن جهود التخفيف أنقذت حياة حوالي 3 ملايين شخص في الولايات المتّحدة. وأشارت ماكناني إلى أن "دراسة أخرى توصّلت إلى أن جهود الإغلاق حالت دون وقوع 50 مليون حالة إصابة أخرى بفيروس كورونا". وخلصت إلى القول إن "هاتين الدراستين مشجّعتان للغاية لأنهما تسلّطان الضوء على ما يفعله الشعب الأميركي".

© The Independent

المزيد من تقارير